صحابي جليل له كرامه من اليمن

لقد خص الله تعالى الرسل والأنبياء بالمعجزات، فيما خص عبادؤه الأتقياء بالكرامات، وإن الغرض من المعجزات هو التحدي والإظهار وتدعيم الأنبياء والمرسلين وإثبات صدقهم، أما الكرامات فيُقصد منها الستر والإخفاء، وهي أمر خارق للعادة يُجريه الله عز وجل على يد عبد من عباده الصالحين، من هو صحابي جليل له كرامه من اليمن؟

صحابي جليل له كرامه من اليمن

صحابي جليل له كرامه من اليمن
صحابي جليل له كرامه من اليمن

الصحابي الجليل: أبو مسلم الخولاني، اسمه الحقيقي عبد الله بن ثوب، جاء من بلاد اليمن دخل في دين الله في عهد الرسول -صلى الله عليه وسلم- لكنه لم يلتقِ به، وإنما قدِمَ إلى المدينة زمن الخليفة أبو بكر الصدّيق، وهو من التابعين الصالحين، وله كرامة ميّزه الله بها لاستقامته على الدين وإقراره الإيمان في باطنه.

حيث إن كرامته تتمثل في عدم حرق النار له، وذلك وفق حادثة هي: ادّعاء الأسود العنسيّ باليمن أنه نبي مبعوث من الله، وصدّقته جماعة كبيرة من الناس، وأخذ يُنكّل ويُعذّب بالمسلمين، فذبح من ذبح منهم، وعاقب بعضهم بالحرق وآخرين بالطرد، وأذاق الدعاة أصنافاً من العذاب من بين هؤلاء الدُّعاة: أبو مسلم الخولاني، حيث قال له الأسود العنسيّ: أتشدُ أن محمداً رسول الله؟ قال: نعم، قال: أتشهدُ أنّي رسول الله؟ قال: ما أسمع. فكرر عليه قائلاً: أتشهدُ أنّي رسول الله؟ قال: لا، وحاول العنسيّ اثناء ابو مسلمة عن دينه، فرد أبو مسلمة الخولاني قائلاً: كلّا والذي فطرني لن أرجع عنه فاقضِ ما أنت قاضٍ، إنما تقضِي هذه الحياةُ الدُّنيا، فاستشاط غضباً وأمر بجمع الناس وقال لهم: إن كان داعيتكم على حق فسينجيه الحق، وإن كان على غير ذلك فسترون، وأمر بإيقاد نار لهيبة وجاء بأبي مسلمة الخولاني وكبّل يديه ورجليه، وأمر بوضعه في مقلاع وألقوه في ألسنة اللهب المشتعلة، وحينها كان أبو مسلمة عالقاً بين السماء والأرض لم يتخلّى عن ذكر الله.

وكان يُردّدُ حسبنا الله ونعم الوكيل، ثم هوى في النار، واستمر الناس في ذهولهم ينتظرون خبو النار وانخمادها حتى حدث ذلك، فوجدوا أبو مسلمة الخولاني فُكت وثاقه وقيوده، وثيابه سليمة لم تمسها النار، قدماه حافيتان يمشيان على الجمر وهو باسمٌ، فأُصيب الطاغية بالذهول وخَشِي من إسلام الناس فأخذ يتوعدهم ويهددهم وأمر بطرد أبو مسلمة، فخرج حينها أبو مسلمة مهاجراً بدينه إلى المدينة المنورة .

Scroll to Top