ماذا كان يعمل نوح عليه السلام، أرسل الله عز وجل الأنبياء لدعوة الناس لترك الناس عبادة الأصنام وعبادة الله عز وجل وحده لا شريك له فأرسل الله نوحاً وأرسل ابراهيم واسماعيل ويعقوب ويونس ويوسف وموسى وعيسى وكان خاتم الأنبياء والمرسلين محمد صلى الله عليه وسلم فكانوا يدعونهم في الليل والنهار سراً وجهراً ترهيباً وترغيباً ليتركوا ما يشركون به من دون الله، سيدنا نوح عليه السلام كان أول الأنبياء والمرسلين الذين أرسلهم الله للبشر وكانواً يدعو قومه ليلاً ونهاراً ولبث في دعوة قومه ألف سنة إلا خمسين عاماً كما أخبر القرآن الكريم، حتى الطوفان العظيم وبنى وقتها السفينة وحمل فيها من كل زوجين اثنين وكان الطوفان العظيم الذي غطى الأرض بما فيها وكان كافة البشر بعد ذلك من نسل نوح وممن معه في السفينة.
محتويات
ماذا كان يعمل نوح عليه السلام
الله عز وجل عند بعثه للرسل كان لكل رسول منهم مهنة معينة فبعث محمد صلى الله عليه وسلم وكان راعياً للغنم وعمل تاجراً كذلك وبعث داووداً وكان صانع أسئلة وبعث نوحاً وقد كان نجاراً فقد صنع السفينة من الأخشاب وكان يمر عليه قومه ويضحكون عليه وقد أنذرهم بالطوفان العظيم وألا يُشركون بالله ولكنهم لم يُلقوا له السمع، فكان نوحاً عليه السلام يصنع الفُلك فكان طريقته للنجاة من الطوفان العظيم.
نوح عليه السلام
اسم سيدنا نوح – عليه السلام – نوح بن لمك بن متوشلخ بن خنوخ وكان خنوخ نبي الله ادريس – عليه السلام- وذُكر عن ابن جرير أن مولد سيدنا نوح كان من بعد وفاة آدم بمائة وست وعشرين سنة، ونقل عن أهل الكتاب أنه ولد بعد وفاة آدم بمائة وست وأربعين سنة، وجاءفي الحديث أن ما بين آدم ونوح عشرة قرون، وذُكر عن ابن عباس قوله:” ان بين نوحٍ وآدمَ عشرةُ قرونٍ كلُّهم على شريعةٍ من الحقِّ فاختلَفوا فبعث اللهُ النبيين مُبشِّرينَ ومُنذرِين قال وكذلك هي في قراءةِ عبدِ اللهِ { كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَاخْتَلَفُوا }، فيكون ما بين آدم ونوح ألف سنة، والمقصود بالقرن قيل انه آلاف السنين، اختلف المؤرخون عن عمره عند البعثة، رُوي عن ابن عباس أنه كان عمره ثلاثمئة وخمسين عاماً، وقيل خمسين عاماً، وذكر ابن جرير أنه كام ابن أربعمئة وثمانين عاماً.
قصة سيدنا نوح مع قومه
ذكر سيدنا نوح – عليه السلام- في القرآن الكريم في عدة مواضع من سورة النساء وآل عمران والمائدة والأنعام وهناك سورة في القرآن الكريم تسمى سورة نوح، ووفقاً للاسلام فقد بُعث نوح في عبدة الأوثان، ودعاهم نوح – عليه السلام- لتوحيد الله عز وجل وعدم الشرك به وترك ما هم عليه ولكنه لم يُلقوا له بالاً إلا قليل منهم فيما عارضه الكثير منهم وضمروا له العداوة وتوعدوه بالرجم، دعا سيدنا نوح – عليه السلام قومه ألف سنة إلا خمسين عاماً كما ورد في القرآن الكريم قال تعالى:” وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَىٰ قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَامًا فَأَخَذَهُمُ الطُّوفَانُ وَهُمْ ظَالِمُونَ”، جاء أمر بناء السفينة إلى نبي الله نوح وهو في دعوته، وكلما مر عليه قومه سخروا منه وانتهى من بنائها وجمع فيها ما أمره الله أن يجمع من الأزواج، ونزلت الأمطار وتفجرت العيون من الأرض وهو ما أدى إلى حدوث الطوفان العظين، وقد كان أحد أبناء نوح كافراً ولم يركب في السفينة قال تعالى:”قَالَ سَآوِي إِلَىٰ جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَاءِ ۚ قَالَ لَا عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِلَّا مَن رَّحِمَ ۚ وَحَالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ فَكَانَ مِنَ الْمُغْرَقِينَ”، واستقرت السفينة بما فيها من الأزواج من الحيوانات والبشر والمخلوقات على جبل الجودي ويقع في تركيا حالياً قريب من الحدود العراقية السورية التركية، وذكر البعض أن ابن نوح قد استقر في جبل في منطقة النجف ولكنه ذاب مع الطوفان باذن الله.
العبر المستفادة من قصة نوح مع قومه
ذكر الكثير من الدروس والعبر المستفادة من قصة سيدنا نوح – عليه السلام – مع قومه، ومن أبرز هذه الدروس ما يلي:
- يزيد الإيمان بالله عز وجل عند التأمل والتدبر في خلق الله وعلم الله عز وجل سيدنا نوح – عليه السلام – فأمرهم أن يتفكروا في أنفسهم وخلقهم في أحسن صورة.
- الاستغفار سبب لنزول النعم وجلولها وزوال المحن وأشد البلاءات فقد قال تعالى:” فقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا، يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا، وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا”.
- لا تشفع صلة القرابة مهما كانت بين الناس في يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم، وما ينفعهم سوى العمل الصالخ والقرب من الله عز وجل، ودليل ذلك قصة سيدنا نوح – عليه السلام -.
- ذكر اسم الله في بداية كل شيء مدعاة للبركة والوفرة فقد بدأ نوح عليه السلام صناعة السفينة بأمر الله سبحانه وتعالى وسارت باسمه فقال بسم الله كما قال تعالى:” وَقَالَ ارْكَبُوا فِيهَا بِسْمِ اللَّهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا إِنَّ رَبِّي لَغَفُورٌ رَحِيمٌ”.
قبر سيدنا نوح عليه السلام
لم يتم تأكيد مكان قبور العديد من الأنبياء بشكل محدد أو ببقعة محددة مثل قبر سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، ثبت عن النصوص والمؤرخون بأن قبور الأنبياء تتعلق بالبقعة والمناطق التي دفنوا فيها وليس في المكان المحدد للقبر على التحديد، اختلف العلماء في مكان قبر نوح عليه السلام في رأيين، الأول أنه موجود ما بين الركن وزمزم في المسجد الحرام والمقام وهو قول ابن سابط، والثاني أن قبر نوح عليه السلام في منطقة الكرك في صفح جبل في لبنان يُعرف بجبل الدير وهو قول سبط ابن الجوزي.
أبناء سيدنا نوح عليه السلام
بحسب ما تم ذكره في التوراة بأن لسيدنا نوح أربعة أبناء خرجت البشرية جميعاً من أصلابهم وهم كالتالي:
- سام، وهو أكبر الأبناء وقد كان عمره 98 عاماً حتى وقت حدوث الطوفان وعاش 500 سنة بعد الطوفان وله أبناء وقد كانوا: عيلام وآشور وآرام وأرباجشاد ولود، ويُعتقد بأن الآشوريين والعرب والعبريين والآراميين قد كانوا من نسله.
- حام، وهو ثاني أبناء نوح ويُقال أن الأفريقيين ومنهم المصريين القدماء والأمازيغ من صلبه، وذكر أن بعض اليهود تحدثوا في التوراة أن حام قد شاهد والده عارياً وأخبر أخويه بذلك، وعند علم نوح عليه السلام بذلك طلب من الخالق ألا يُبارك سلالة حام، وهناك بعض المؤرخين يذكر بأن هذا اختلاق من بعد اجتياح بني اسرائيل لأراضي الكنعانيين في منطقة فلسطين الحالية ليكون الامور وكأنه تحقيق لنبوءة بعد ذلك.
- يافث، وهو الابن الثالث لنوح عليه السلام ويُقال أن الاوروبيين هم من سلالته وقد كان ليافث سبعة من الأبناء بحسب ما ذكرت التوراة وكانوا: جومر وماجوج وتيراس وجافان وميشيخ وتوبال وماداي، ويُقال بأن الفرس والميديين واليونانيين والأكراد والهنغاريين والأيرلنديين والسلوفاكيين والإيطاليين والألمان من سلالته.
- كنعان، وهو رابع أبناء نوح وقد قيل أنه مات غرقاً في الطوفان بسبب كفره بحسب الرواية الإسلامية ولم تكن له ذرية.