ماذا تسمى سورة النصر

كان وعد الله للمستضعفين من عباده في الأرض أن يُمكّن لهم ويورثهم الأرض بعد أهلها، وذلك جزاءً لثباتهم على الدين وصبرهم في طريق الحق وإيمانهم بالله رغم كل ما تعرضوا له من أذى ونقمة من المشرِكين، فاستحقوا هذا الفضل العظيم منه عزّ وجل، إن الابتلاء والتمحيص هي سُنّةُ الله في الأرض لعباده المؤمنين ولأنبياءه والمرسلين، فالرسول وأصحابه تلقوا الأذى في سبيل الدعوة الإسلامية حتّى مكّن الله لهم وفتح سُبلاً لدخول الناس في الإسلام أفواجاً وهذا ما اتضح جلياً في فتح مكة، هنا سنوضح ماذا تسمى سورة النصر.

ماذا تسمى سورة النصر

ماذا تسمى سورة النصر
ماذا تسمى سورة النصر

تُعتبر سورة النصر من السور المدنية وذلك لنزولها في الفترة الزمنية الواقعة بعد هجرة الرسول -عليه السلام- وقد أُطلق على سورة النصر أسماء أخرى منها: سورة الفتح، سورة التوديع، وقد جاءت تسميتها بسورة التوديع لأنه عندما نزلت على الرسول -عليه الصلاة والسلام- قال لعائشة: ” ما أراه إلا اقترب أجلي” حيثُ نزلت في مِنى وذلك في حجة الوداع في مكة المكرمة، سور النصر عدد آياتها هو ثلاثة آيات، ويأتي ترتيبها في المصحف الشريف السورة رقم 110.

سبب نزول سورة النصر

سبب نزول سورة النصر
سبب نزول سورة النصر

في سورة النصر وعد الله النبي محمد بالفتح المُبين الذي جاء ذكره في سورة الفتح،وهذا الفتح الذي يكون بدون قتال خوفاً من أن يقوم المسلمون بقتل من يجهلون إسلامه أو لا يعرفون بدخوله في الإسلام، حيث دخل النبي وأصحابه مكة فاتحين بدون قتال أو سفك دماء، حتى روي عن النبي بأن عمامته كادت أن تُلامس رأس ناقته من شدة تواضع الرسول لله في هذا اليوم العظيم، وشكر النبي محمد الله على فضله وكرمه، وقام بتكسير وتحطيم الأصنام التي كانت تحيط بالكعبة وقتها حتى تم تطهير بيت الله الحرام من الرجس والأوثان والأصنام، وصعد بلال وأذّن في الكعبة أي قال الأذان، فغطت الفرحة والبهجة نفوس المسلمين، وابتهجوا بهذا النصر المبين.

كما دخل الناس في دين الإسلام أفواجاً وجماعات، فيما عفى النبي عمن بقي على دينه قائلاً لهم: ” اذهبوا فأنتم الطُّلقاء” وقد كان هذا الفتح المبين نقطة تحول في تاريخ الإسلام وأخذت منحى مُختلف فانتقلت من العصبية القبلية إلى الدولة الإسلامية التي أسست رابط محبة بين الناس على أساس الدين أولاً، وساوت بين المسلمين وجعلت مقياس التفاضل بينهم تقوى الله والعمل الصالح وذلك لقوله تعالى: ” إنّ أَكرمكم عند اللهِ أتقاكُم” فأصبحت دولة إسلامية لها دستورها السماوي الخالد ” القرآن الكريم” ولها قوانينها التي تنظم شؤونها وحياة الناس وعلاقاتهم فيما بينهم ومع غير المسلمين من القبائل لأخرى التي كانت في ذلك العصر.

إن سُنّة الله في نصر عباده المتقين في الحياة الدُّنيا مستمرة وماضية لم تتوقف، وإن دائرة الظلم ستقوم على الظالمين عاجلاََ أم آجلاً، فقد كانت نهاية الظالمين واحدة وهي الهلاك، فقد أهلك الله فرعون حين اّدعي أنه الله قائلاً: ” أنا ربُّكم الأعلى” ولهذا فكلما اشتدت الأزمات وزادت الكُربات واشتد الظلم باتت النهاية قريبة وحتمية وكان الفرج قريباً، فالله هو العدل المنتقم الذي يرفض الظلم وجعله محرماً في الأرض.

Scroll to Top