من هم اصحاب الحجر، يُعتبر أصحاب الحِجر من الأقوام الذين قاموا بتكذيب الرُسل وعدم تصديقهم وأعرضوا عن آيات الله، كما جاء ذكر قصة أصحاب الحجر في آيات القرآن الكريم، كما أن هناك سورة في القرآن الكريم باسم ” الحِجر” من هم اصحاب الحجر، وما الآيات التي نزلت فيهم، وكيف أهلكهم الله، هذا ما سنتعرف عليه في المقال تابعونا.
محتويات
من هم اصحاب الحجر
قِيل أن أصحاب الحِجر هم قوم ثمود الذين بعث الله فيهم سيدنا صالح -عليه السلام- لهدايتهم إلى دين الحق، سيدنا صالح رسول من الرسل الذين بعثهم الله للأمم والأقوام كي يدعوهم إلى طرق الهدى والحق والابتعاد عن طريق الضلال والمعصية.
سُمّي أصحاب الحجر بهذا الاسم؛ لأنهم أقاموا في منطقة الحجر، والحِجر هي المنطقة الواقعة فيما بين بلاد الحجاز والشام، بالتحديد في الجنوب الشرقي لمنطقة مدين قريب من خليج العقبة، وهذه المنطقة تُعرف أيضاً بـ “مدائن صالح” والتي ما زالت قائمة حتى يومنا هذا، وتُعتبر مدائن صالح من المعالم الأثرية والمناطق السياحية الهامة التي يؤمها السياح للتمتع برؤية الآثار التاريخية الخالدة.
وقد جاءت تسميتهم باسم قوم ثمود نسبة إلى اسم جدهم ” ثمود بن عامر بن إرم بن سام” وهناك أقوال أن ثمود هو ابن عاد بن عوص بن إرم، فيما رجح بعض المؤرخين أن المساكن التي أقام فيها قوم ثمود في الحِجر هي إحدى المستعمرات التي تعود لقوم عاد والذين بعث الله فيهم سيدنا هود -عليه السلام.
عكفت قبيلة ثمود على عبادة الأوثان والأصنام التي لا تسمن ولا تُغني من جوع، فهي ليس باستطاعتها جلب النفع للإنسان ولا تستطيع دفع الضرر عنه، فقد أشركوا بالله وعبدوا الأوثان مع الله -عز وجل- ولذلك فقد بعث الله إليهم سيدنا صالح -عليه السلام- لتبيلغ رسالة التوحيد، ولحثهم على ترك عبادة الأصنام وإنقاذهم من طريق الضلال، ولينجيهم من المصائب والعواقبل التي ستحل عليهم جزاء شركهم بالله.
لقد عاند قوم ثمود النبي صالح -عليه السلام-، وطلبوا أن يأتي بآية من عند الله لتثبت لهم صدق نبوته، فاستجاب الله لطلبهم وأخرج لهم من الصخرة ناقة، وأمرهم بألا يصيبوا الناقة بأذى أو سوء، وأن يتركوها تأكل وترعى في الأرض كما تريد، وربط سلامة الناقة بسلامة القوم ونجاته، وفي القرآن الكريم نسب الله الناقة له، وهذا بدوره يزيد من شأن الناقة ويُعلي أمرها فقد قال تعالى: “هذه ناقة الله لكم آية فذروها تأكل في أرض الله” إلا أن قوم ثمود لم يدعوا الناقة كما أمر الله، بل عقروها وحينها حل ّ عليهم عذاب شديد من الله.
جاء أمر الله بوقوع العذاب على قوم ثمود لمخالفتهم أمر الله، فأهلكهم الله بالصيحة، والصيحة هي الصوت المرتفع، فيما توضح أقوال أخرى بأن قوم ثمود دُمّروا بالصاعقة الكهربائية حسب دلالات ومبررات خاصة، أما سيدنا صالح -عليه السلام- ومن اتبعه من المؤمنين فقد غادروا القرية حسب ما أمرهم الله، وقد اختلف المؤرخون في تحديد المكان الذي ذهبوا إليه، فبعض الأقوال توضح أنهم ذهبوا إلى مدينة الرملة في أرض فلسطين، وقول آخر يُرجّح أنهم ذهبوا إلى مكة المكرمة، وهناك بعض الترجيحات أنهم ردعوا إلى قريتهم وسكنوا فيها، وقول أخير بأنهم سكنوا في حضرموت.
اصحاب الحجر في القرآن الكريم
جاءت قصة أصحاب الحِجر في سورة الحجر من القرآن الكريم في قوله تعالى: ” ولَقد كذّبَ أصحابُ الحِجر المُرسلين، وآتيناهُم آياتِنا فكانوا عنها مُعرِضين، وكانوا ينحِتون من الجِبال بيوتاً آمنين، فأخذتهم الصّيحة مصبحين، فما أغنى عنهم ما كانوا يكسبون” [سورة الحجر: آية 80 – 84]
توصّل المفسرون أن أصحاب الحجر هم قوم ثمود وذلك بسبب نحت البيوت في الجِبال،وهي الميزة التي تميّز بها قوم ثمود، أما علماء الآثار فيعتقدوا أن أصحاب الحجر هم النبط في الأردن الذين قاموا بنحت الجبال كي تكون بيوتاً لهم ومساكن.