الفجر هو الفترة التي تسبق شروق الشمس، ويُقسم العلماء الفجر إلى ثلاثة أقسام هي: الفجر الصادق، والفجر الكاذب، والشفق الفلكي، وقد جاء ذكر كلمة الفجر في آيات القرآن الكريم في عدة مواضع منها قوله تعالى: ” والفجر، وليالٍ عشر، والشفعِ والوتر” في هذا المقال سنوضح ماهو الفجر الصادق.
محتويات
ماهو الفجر الصادق
يُقصد بالفجر الصَّادِق هو الضوء الأبيض الذي يظهر بشكل أُفقي ويبدأ باللمعان من ناحية طلوع الشمس أكثر من أي جهة أُخرى، فيما يُؤكّد العُلماء على وجود شرطان أساسيان ليتم رصد الفجر الصادق وتحديد بشكل صحيح ودقيق، هذا الشرطان هما: صفاء وعتمة السّماء ناحية الأُفق، ظهور الفجر الكاذب ومعرفته وتحديد حدوده.
إن تحديد مواقيت كل من الفجر الصادق وصلاة العشاء أمرٌ شائك ومحط اختلاف علماء المسلمين، وذلك اعتقااً من البعض عدم صحة مواقيت آذان الفجر وآذان العشاء.
إن قضية تحري وقت الفجر تتحقق بشروط يجب توافرها في مواقع الرصد ووقت الرصد والمتابعة والراصدين حتى يتحدد وقت الفجر بالدقة والوضوح، كما أن أضواء المدينة الشديدة التي تطغى على إضاءة الفجر الصادق أو الفجر الكاذب يجعل ادعاء رؤية الفجر الصادق من داخل المدينة محض افتراء، والأمر نفسه بالنسبة لوجود القمر ذو الإضاءة القوية التي تمنع إضاءة الفجر الصادق في بداية طلوعه.
تعيين وقت الفجر الصادق بشكل صحيح يحتاج إلى شروط، ولذلك وجب علينا توضيح ماهية الفجر الصادق والفجر الكاذب والشفق الفلكي، وتحديد الظروف والأدوات والأجهزة اللازمة لنجاح هذه المهمة.
الفجر الكاذب
يُطلق على الفجر الكاذب في علم الفلك ” الفجر البروجي” وهو عبارة عن ضوء ذو لون أبيض يظهر في السماء بشكل القوس ويكون أشبه بذنب الثعلب، يظهر الفجر الكاذب بشكل عريض فوق الأفق ويبدو منكمش كلما صعدنا لأعلى في السماء في شكل أشبه بالقطع المكافئ، يتراوح ارتفاعه في الأغلب ما بين 40 – 50 درجة فوق خط الأفق الشرقي في وقت الفجر، أو فوق خط الأفق الغربي بعد دخول وقت العشاء.
تميل إضاءة الفجر الكاذب إلى البياض، وتتفاوت درجة وضحوها من فصل لآخر، يساهم الفجر الكاذب في التفريق بين حدي أفق السماء وأفق الأرض المتلاقيين، وتبدو للناظر كأنها ضوء قادم من مدينة بعيدة جداً وراء الأفق، أما المناطق التي تُجاور هذا الأفق تكون شديدة الظلام فلا يمكن تمييز الأرض من السماء فيها، وهي المنطقة اللازم البحث فيها عن طلوع الفجر الصادق ليتم تفريقه عن الفجر الكاذب.
يعتمد الفجر الكاذب على اتجاه مدار البروج في السماء، حيث يتضح الفجر الكاذب في كل من فصل الربيع والخريف، حيث يكون عمودياً في السماء، بينما يميل إلى الجنوب في فصل الصيف نتيجة ميل مدار البروج باتجاه الجنوب، أما في فصل الشتاء فيكون العكس بحيث يميل الفجر الكاذب إلى الشمال، ويكون الفجر الكاذب خافت اللمعان في فصلي الشتاء والصيف، ومدار البروج هو الخط الذي تسير فيه الشمس والقمر والكواكب في المجموعة الشمسية في السماء.
ويرجع سبب ظهور الشفق البروجي بفعل تشتت أشعة الشمس في الفضاء الخارجي بعيداً عن الأرض وغلافها الجوّي، حيث يصطدم بحبيبات الأتربة والغبار الناجم عن اصطدام الكويكاب ومرور المذنبات عبر ملايين السنين مما يُسبب تشتت أشعة الشمس، عدا عن امتداد الإكليل الشمسي الذي يجلب معه الأغبرة والمواد الدقيقة ليقذفها في المناطق بين كواكب المجموعة الشمسية.
الفجر الصادق
الفجر الصادق يُقصد به الضوء ذون اللون الأبيض الذي يظهر أُفقياً ويسطع من جهة طلوع الشمس بشكل ألمع منه في الجهات الشارعة، يبدأ نوره يظهر في اليمين واليسار، مما يساهم في ظهور أفق الأرض فيستطيع الراصد التمييز بين السماء والأرض، وينقشع الظلام بشكل تدريجي حتى تتضح معالم الأرض فوق الأفق الشرقي، ويتوالى ظهور اللون الأبيض ثم اللون الأحمر مما يحجب لون الشفق البروجي ويقضي عليه.
من الضرورة معرفة أن تحديد وقت الفجر الصادق قد يختلف من راصد لآخر بزيادة ثلاث دقائق أو نقصان ثلاث، كما أن ظهور الفجر الكاذب يسبق الفجر الصادق بمدة تزيد عن الساعة وقد تصل لساعات في بعض الأحيان، كما أن اختفاء الفجر الكاذب لا يحدث لحظة ظهور الفجر الصادق، بل يمتد ظهور الفجر الكاذب بعد ظهور الفجر الصادق لكن عندما يشتد لمعان الفجر الصادق تختفي إضاءة الفجر الكاذب.
لا يعتبر الفجر الكاذب دلالة على عدم دخول الوقت، حيث إن الفجر الكاذب لا يعتمد بظهوره، بل هو عبارة عن ظاهرة كونية فضائية لا نستطيع التخلص منها، ولكن لابد من معرفتها للتمييز بين الفجر الصادق والكاذب.
الشفق
ينقسم الشفق إلى ثلاثة أقسام هي: الشفق الفلكي، الشفق البحري، الشفق المدني، المقصود بالشفق الفلكي هو أول ظهور لضوء الشمس وقت الفجر من جهة الشرق أو آخر ضوء في جهة الغرب بعد وقت العشاء، بحيث يتشتت هذا الضوء في الفضاء الخارجي عندما تكون الشمس أسفل خط الأفق بزاوية انخفاض مقدارها 18 درجة، وهذا يعتبر وقت الفجر الصادق الذي يؤذن عنده في كافة أرجاء الكرة الأرضية، ونستطيع وقتها رؤية النجوم الخافتة جداً، ويسود الليل حينها، أما الشفق البحري فهو الضوء الذي تكون عند الشمس أسفل خط الأفق بزاوية تُقدر بـ 12 درجة، وعنده تظهر الحدود بين السماء والأرض دون اتضاح معالمها ويمكن حينها رؤية النجوم شديدة اللمعان، وفي هذا الوقت تظهر معالم الأرض ويمكن تمييزها بسهولة، وأخيراً الشفق المدني هو الضوء لذي تكون عنده الشمس أسفل الأفق بزاوية مقدارها ستة درجات.
يرتبط وقت صلاتي الفجر والعشاء بظاهرة الشفق ظهورها وانتهاءها، فيكون الفرق بين موعد أذان المغرب وأذان العشاء مساوِِ لفرق الوقت بين موعد آذان الفجر وشروق الشمس، بينما يأتي وقت أذان الظهر في منتصف الوقت بين شروق الشمس وغروبها.