من هو الفقير الذي يستحق الزكاة، ها نحن على أعتاب نهاية شهر رمضان المبارك ويعجل المسلمون في أواخر شهر رمضان المبارك اخراج زكاة الفطر للتكفير عن اللغط الذي قد يقع منهم، تجب الصدقات على الذين وضحهم الله عز وجل في القرآن الكريم فقال تعالى:” إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ”، جعل الله زكاة الفطر سبباً لادخال السرور في يوم العيد لكافة المسلمين حتى لا يبقى منهم محتاج إلى قوته من الطعام والشراب والملبس فقد حث النبي صلى الله عليه وسلم بقوله:” أغنوهم عن المسألة في هذا اليوم “، زكاة الفطر تجب على كل مسلم بالغ أو غير بالغ، ذكراً أو انثى، حراً أو عبداً بشرط أن يكون لديه قوته وقوت بيته في يوم العيد وليلته فيكون على المسلم اخراج زكاة الفطر عن نفسه وزوجته وأولاده ومن تلزم عنه الزكاة.
محتويات
زكاة الفطر
زكاة الفطر تعرف باسم زكاة الرؤوس والرقاب والأبدان كما ويطلق عليها صدقة الفطر، فهي بسبب الإفطار في شهر رمضان المبارك أو لتكفر عن أي خطأ وقع من المسلم في شهر رمضان، زكاة الفطر هي زكاة واجبة وقد سميت بذلك في النصوص القرآنية والسنة النبوية، فهي زكاة للنفس وتطهير لها وتنقية وقد فرضت على المسلمين في السنة الثانية للهجرة في نفس السنة التي فرض فيها الصيام، ذكر أهل العلم أن لزكاة الفطر وجهان سبباً لتسميتها، الفطر هو ما يقابل الصوم الإفطارمن الصوم يكون حين يكتمل شهر رمضان المبارك وبدء شهر شوال، والأمر الثاني أو الوجه الثاني هو من الخَلقة أي الخلق وبذلك تم اعتبارها من زكاة الجسد.
شروط زكاة الفطر
وجوب زكاة الفطر لا تتم إلا بتحقق الشروط وهي كما يلي:
- الاسلام: إذ تجب على كل مسلم رجلاً أو انثى حراً أو عبداً صغيراً وكبيراً وذلك مما روي عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما قال:” أنَّ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ فَرَضَ زَكَاةَ الفِطْرِ مِن رَمَضَانَ علَى كُلِّ نَفْسٍ مِنَ المُسْلِمِينَ حُرٍّ، أَوْ عَبْدٍ، أَوْ رَجُلٍ، أَوِ امْرَأَةٍ، صَغِيرٍ، أَوْ كَبِيرٍ صَاعًا مِن تَمْرٍ، أَوْ صَاعًا مِن شَعِيرٍ”.
- المقدرة المالية: ومعناها أن يملك المسلم ما يكفيه من القوت له ولعائلته وزيادة عن يوم العيد وليلته مع توفر الحاجات الأصلية.
- دخول الوقت: ومعناها الوقت الواجب لدفعها إذ تجب زكاة الفطر عن كل مسلم بغروب شمس آخر يوم من أيام شهر رمضان المبارك وذلك مما رُوي عن ابن عمر رضي الله عنهما قال:” أنَّ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ فَرَضَ زَكَاةَ الفِطْرِ مِن رَمَضَانَ”.
- النية: وهي شرط من شروط وجوب الزكاة إذ لا عبادة تتم بدونها وزكاة الفطر هي عبادة من العبادات لقول النبي صلى الله عليه وسلم:” إنَّما الأعْمالُ بالنِّيّاتِ، وإنَّما لِكُلِّ امْرِئٍ ما نَوَى”، فلابد من تحقق النية في القلب قبل أداء الزكاة ولا تصح بدونها ولا يصلح تبديلها أو تغييرها.
الحكمة من زكاة الفطر
فرض الشارع الحكيم الزكاة على كل مسلم بالغ غير بالغ وعاقل وغير عاقل رجلاً كان أو انثى ممن تنطبق عليهم شروط الزكاة، وكان له من فرضها حكمة إذ إن الزكاة هي تطهير للصائم من أي زلل قد يقع فيه من الكلام أو الاقوال الغير مقبولة، كما في الزكاة اطعام للفقراء والمساكين لقول النبي صلى الله عليه وسلم:” زكاةُ الفطرِ طُهْرَةٌ للصائِمِ مِنَ اللغوِ والرفَثِ، و طُعْمَةٌ للمساكينِ”، زكاة الفطر هي جبر للخلل الذي قد يقع في الصيام، كما يجبر سجود السهو الخلل في الصلاة والدليل عليها قول النبي صلى الله علي وسلم حيث قال:” فرض رسول الله زكاة الفطر طُهرة للصائم من اللغو والرفث وطعمة للمساكين. من أداها قبل الصلاة فهي زكاة مقبولة، ومن أداها بعد الصلاة فهي صدقة من الصدقات”، ولما فيها من تعميم الفرحة في يوم العيد على كافة المسلمين فلا يكون هناك مسلم محتاجاً لقوت أو طعام.
من هو الفقير الذي يستحق الزكاة
الفقير هو من لا دخل له أو لا يجد ما يكفيه أو لديه دخل لا يكفيه، ويختلف ذلك بحسب المكان والزمان والأسرة، إذ هناك بعض الحالات يتفق عليها أنها تستحق الزكاة بسبب تدني وضعها المادي، قال الفقهاء:” الفقير الذي يستحق من الزكاة هو الذي لا يجد كفايته وكفاية عائلته لمدة سنة “، حتى وإن كان الانسان يأخذ راتباً شهرياً ينظر إلى دخله السنوي وإلى ما يحتاجه من نفقة في هذه السنة، فإن كان ما يتقاضاه في السنة 5 آلاف، وهو يحتاج العشرة آلاف، فهو فقير أو من المساكين الذين لا يملكون نصف الكفاية فقط، قال تعالى:” إنما الصدقات للفقراء والمساكين”.