هل الذنب مضاعف في ليلة القدر، من المعروف ان ليلة القدر من الليالي المباركة التي فيها الخير الكبير، وفيها الاجر المضاعف والثواب الكبير الذي يستطيع العبد ان يحصده في هذه الليلة المباركة التي خيرها خير من الف شهر، وفيها تتنزل الملائكة والروح بامر الله بالرحمات والمغفرة لعباد الله، وفيها تتغير الاقدار، لذلك على المسلمين ان يجتهدو في هذه الليالي المباركة لما فيها من خير كبير، ونحن اليوم في هذا المقال سوف ننشر لكم ما قاله اهل العلم حول الذنوب في ليلة القدر، الليلة المباركة التي فيها اجر عظيم مضاعف، فقد وجدنا نسبة عالية من البحث على هل الذنب مضاعف في ليلة القدر، وقد تحدث اهل العلم في هذا الموضوع بشكل موسع، وسوف ننقل لكم ما قاله اهل العلم والاختصاص بخصوص الذنب في ليلة القدر، ليتسنى لكم التعرف عليها حصريا من خلال هذا المقال في موقع الشارع، حيث سننشر لكم الان تفاصيل اكثر حول هل الذنب مضاعف في ليلة القدر ام لا تابعونا .
محتويات
هل الذنب مضاعف في ليلة القدر
قال اهل العلم من المسلمين، ان الاصل هو ان الذي يضاعف ثوابه هو الحسنة، والحسنة بعشرة امثالها الى سبعمائه ضعف الى اضعاف كثيرة، واما جزاء السيئة فهو سيئة واحدة مثلها، كما قال الله تعالى : ” من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها ومن جاء بالسيئة فلا يجزى إلا مثلها وهم لا يظلمون ” [الأنعام: 160] ، وروى مسلم عن أبي ذر رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” يقول الله عز وجل: من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها وأزيد. ومن جاء بالسيئة، فجزاؤه سيئة مثلها أو أغفر ” .
كما هناك كثير من الادلة من الكتاب والسنة التي تدل على مضاعفة الحسنة وتشديد العقاب على السيئة، والمضاعفة ترجع الى شرف الزمان او المكان او الحال، وهناك فرق بين مضاعفة الحسنة وتشديد عقوبة السيئة، لان مضاعفة الحسنة مضاعفة بالكم والكيف، فالحسنة بعشر امثالها حتى سبعمائة ضعف الى اضعاف اكثر، والكيف يعني ان ثوابها يعظم ويكثر، اما بالنسبة للسيئة فمضاعفتها بالكيف فقد اي ان اثمها اعظم والعقاب عليها اشد، ومن حيث العدد فان السيئة تبقى سيئة واحدة ولا يمكن ان تكون اكثر من سيئة.
جزاء الذنوب في العشر الاواخر من رمضان
قال ابن مفلح رحمه الله تعالى في الاداب الشرعية، ” (3 / 431) : [ فَصْلٌ ( زِيَادَةُ الْوِزْرِ كَزِيَادَةِ الْأَجْرِ فِي الْأَزْمِنَةِ وَالْأَمْكِنَةِ الْمُعَظَّمَةِ ) قَالَ الشَّيْخُ تَقِيُّ الدِّينِ : الْمَعَاصِي فِي الْأَيَّامِ الْمُعَظَّمَةِ وَالْأَمْكِنَةِ الْمُعَظَّمَةِ تُغَلَّظُ مَعْصِيَتُهَا وَعِقَابُهَا بِقَدْرِ فَضِيلَةِ الزَّمَانِ وَالْمَكَانِ انْتَهَى كَلَامُهُ وَهُوَ مَعْنَى كَلَامِ ابْنِ الْجَوْزِيِّ وَغَيْرِهِ. ] اهـ.
وقال الرحيباني رحمه الله في “مطالب أولي النهى” (2/385) : [ وتضاعف الحسنة والسيئة بمكان فاضل كمكة والمدينة وبيت المقدس وفي المساجد , وبزمان فاضل كيوم الجمعة , والأشهر الحرم ورمضان . أما مضاعفة الحسنة ; فهذا مما لا خلاف فيه , وأما مضاعفة السيئة ; فقال بها جماعة تبعا لابن عباس وابن مسعود … وقال بعض المحققين : قول ابن عباس وابن مسعود في تضعيف السيئات : إنما أرادوا مضاعفتها في الكيفية دون الكمية. ] اهـ .
وقال ابن القيم رحمه الله في “زاد المعاد” (1 / 51) : [ تضاعف مقادير السيئات لا كمياتها، فإن السيئة جزاؤها السيئة، لكن سيئة كبيرة وجزاؤها مثلها وصغيرة وجزاؤها مثلها، فالسيئة في حرم الله وبلده وعلى بساطه آكد منها في طرف من أطراف الأرض، ولهذا ليس من عصى الملك على بساط ملكه كمن عصاه في الموضع البعيد من داره وبساطه] اهـ.
وقال ابن كثير رحمه الله في تفسيره :[ (فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ) أي في هذه الأشهر المحرمة، لأنها آكد، وأبلغ في الإثم من غيرها، كما أن المعاصي في البلد الحرام تضاعف، لقوله تعالى: (وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ) [الحج:25]