هل غسل ليلة القدر يجزئ عن الوضوء ويدخُل هذا السؤال في باب الطهارة وأحكامها، فالأصل أن نتوضأ قبل الشُروع في الصلاة وهذا ما ينطبِق على صلواتنا جميعاً ما بين الفرض والسنة والنافِلة وصلاة الجمعة وصلاة العيدين وغيرها من الصلوات التي نؤديها، والتي نُهي فيها عن إقتراب الصلاة دون وضوء، والبعض يعتقد أن غسل ليلة القدر يجزئ عن الوضوء كونه يغتسل بصورة شاملة ويرى أنه لا داعي للوضوء ومن المُمكن الإكتفاء بالغُسل، وهُنا نحاول التعرف على هل غسل ليلة القدر يجزئ عن الوضوء أم أن الوضوء شيء والغُسل شيء آخر.
الأصل أن صلاة قيام الليل في ليلة القدر وغيرها من الليالي يتم بالوضوء ولا حاجة للغُسل إلا في حالة إذا كان الرجل على جنابة فإنه هُنا يجب عليه الإغتسال من الجنابة، وبما ان من أركان الغُسل الصحيح الوضوء فإنه في حالة الإغتسال من الجنابة يكون قد أتم الوضوء وبهذا بإنه غسل ليلة القدر يجزيء عن الوضوء، أما في حالة الإغتسال الإعتيادي فإنه يجب الوضوء بعد الفراغ منه للبدء في أداء الصلاة فالغسل الإعتيادي الذي لا تُوجد فيه شروط غسل الجنابة لا يحول ولا يشغل مكانة الوضوء الواجب قبل أداء الصلاة.
على الرغم من إختلاف المذاهب في الرد على سؤال هل غسل ليلة القدر يجزئ عن الوضوء ولكن لِمن أراد تحري صحة وسلامة قيامه لهذه الليلة المباركة، فإنه لن يتوانى عن إتمام الوضوء قبل الشروع في الصلاة لكي لا يُضيع أجرها ولا ثوابها، لأنها ليلة مباركة فيها الأجر مضاعف وهي خير الليالي في العام.