دولة الإمارات العربية واحدة من أهم الدول العربية وأكثرها تطوراً، حيث حدثت فيها نهضة شملت كافة مناحي الحياة بما فيها النظم السياسية والمؤسسات الاقتصادية والحياة الاجتماعية وأنشطتها المختلفة، وجميع المؤسسات الحكومية والغير حكومية، في هذا السياق لابد لنا أن نتطرق لـ من هو مؤسس دولة الامارات، ولنتعرف على الشخص الذي يعود إليه الفضل في تأسيس دولة الإمارات وتطورها.
محتويات
من هو مؤسس دولة الامارات
إن الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان يُعتبر المؤسس الحقيقي لدولة الإمارات العربية المُتّحدة، وُلِد في سنة 1918م في منطقة العين، حيث كانت منطقة العين أكبر تجمع حضري في إمارة أبو ظبي آنذاك، وهو أحد أبناء الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان الذي تولى حُكم إمارة أبو ظبي منذ عام 1922 وحتى عام 1926 حيث انتهى حُكمه بوفاته، وقد سُمّيَ الشيخ زايد بهذا الاسم تيمُّناً بجده الشيخ زايد بن خليفة آل نهيان “زايد الأول” الذي تولى الحكم في الفترة الواقعة ما بين 1855 وحتى 1909م.
نشأ الشيخ زايد على تَلقِّي العلم، حيث تلقَى أساسيات العلوم والمعارف على يد عالم الدين الذي عُرف في تلك الفترة باسم “المطوع”، كما أنه أتمَّ حِفظ القرآن الكريم، و تمَكّن من تعلّم أصول الدين، يرجع صقل شخصيته لنشأته في مدينة العين وجوها الصحراوي القاسي، فاتسمت شخصيته برحابة الصدر والبصيرة النافذة، والبال الطويل، والحكمة والحنكة هذه الصفات مجتمعة جعلته مؤهلاً لينال لقب “حكِيم العرب”.
كانت بدايته في الحياة السياسية عندما تولّى منصب ممثل الحاكم للمنطقة الشرقية في عام 1946م، حيث مَارَسَ تجربة الحكم في العين وانخرط في الشؤون الحكومية، كانت لهذه التجربة دور في تحول شخصيته إلى شخصية أكثر قوة وحزم وتصميم وإرادة ونظرة ثاقبة، كما برز له دور في حل النزاعات والصراعات فكان يأخذ دور المستمع والمصلح والوسيط، وهذه الصفة رافقته طيلة فترة الحكم، وهذا ما جعل له دور في حل الخلافات على المستوى الإقليمي والعربي والدولي.
لقد ساهم في إطلاق عجلة التطوير في مدينة العين رغم محدودية الموارد، وهذا جعل له الأحقية في تولي حكم إمارة أبو ظبي كافة في شهر أغسطس من عام 1966م، واستطاع وضع إمارة أبو ظبي على طريق التنمية والنمو المستدام فجعلها من أكثر الإمارات تقدماً حيث أصبحت مضرب للأمثال في المنطقة كلها.
يرجع الفضل للشيخ زايد -رحمه الله- في الاستفادة من عائدات النفط المتزايدة بشكل سنوي من أجل دفع عجلة التطوير والتنمية، ليعود ذلك بالفائدة والخير على المجتمع كافة، عدا عن وضعه هيكلية جديدة للحكومة ثبتت دعائم الحكم حتى الآن.
قاد الشيخ زايد مسيرة تأسيس دولة الاتحاد بالتعاون مع المغفور له الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم حاكم دبي في تلك الفترة، ورأت هذه الجهود النور في شهر ديسمبر من العام 1971م في ظروف معقدة وفي غاية الصعوبة.
إن الدور القيادي والحنكة التي يتميز بها وجهوده التي لم تتوقف يوماً دفعت أصحاب السمو حكام الإمارات لاختيار الشيخ زايد لمنصب رئاسة دولة الإمارات العربية المتحدة، ليصبح أول رئيس مؤسس لدولة الإمارات وبذلك نال لقب “الأب المُؤسس”.