بلغ عدد زوجات النبي -عليه الصلاة والسلام- احدى عشر زوجة، أولهن أُم المؤمنين خديجة بنت خويلد، و قد كانت زوجات النبي من قريش هن: سودة بنت زمعة، أم المؤمنين عائشة بنت أبي بكر الصديق وقد كانت أحب نساء النبي إليه، حفصة بنت عمر بن الخطاب، أُم سلمة، أم حبيبة بنت أبي سفيان، أما زوجات النبي من قبيلة غير قريش لكنهن من نساء العرب أربعة زوجات هن: زينب بنت جحش، جويرية بنت الحارث، زينب بنت خُزيمة، ميمونة بنت الحارث، من هي المرأة التي وهبت نفسها للنبي، تابعونا.
محتويات
من هي المرأة التي وهبت نفسها للنبي
لقد جاء في سورة الأحزاب آية رقم 50 قوله تعالى: (وامرأةً مؤمنةً إن وَهبت نفسها للنبيِّ إن أراد النبيُّ أن يستنكحها خالصةً لك من دون المؤمنين) نزلت هذه الآية في إحدى زوجات النبي -صلى الله عليه وسلم- وهي ميمونة بنت الحارث الهلالية، والتي كان لها مكانة بين زوجات النبي أمهات المؤمنين، إنها أُخت “أُم الفضل” زوجة العباس، كما أنها خالة خالد بن الوليد، وخالة الصحابي الجليل عبد الله بن عباس، إنها ابنة هند بنت عوف المشهورة بأنها أكرمُ عجوزٍ على الأرض كناية عن شدة الكرم، أصهارهم هم: الرسول عليه السلام، ورفيقه أبو بكر الصديق، وحمزة بن عبد المطلب، العباس بن عبد المطلب، جعفر بن أبي طالب، وأخيه علي بن أبي طالب، شداد بن الهاد.
من هي المراة التي خطبت نفسها للنبي قبل البعثة
حرصت على حفظ ورواية الحديث الشريف عن النبي -عليه السلام- ولم يتفوق عليها في ذلك سوى عائشة وأمُّ سلمة -رضي الله عنهما- ولقد كرّم الله -عزَّ وجلّ- ميمونة بنت الحارث بذكرها في القرآن الكريم بأنها وهبت نفسها للنبي، وأيضاً شَهِد النبي لها ولِإخوتها بالإيمان حسب ما جاء في قول ابن عباس إن الرسول قال: “أخوات مؤمنات، ميمونة بنت الحارث، وأم الفضل بنت الحارث، وسلمى امرأة حمزة، وأسماء بنت عُميس” وقد كانت ميمونة بنت الحارث تقيّة، واصلة للأرحام، وآخر زوجة من زوجات النبي، وقد شهدت لها أُم المؤمنين عائشة فقالت: ” إنها والله كانت مِن أتقانا لله وأوصلنا للرحم”.
المرأة التي وهبت نفسها للنبي
تزوجت الزواج الأول من مسعود بن عمرو الثقفي قبل الإسلام ففارقها، من ثم تزوجها أبو رهم بن عبد العزى إلى أن مات، وهي مازالت في ريعان شبابها، أما في السنة السابعة للهجرة وصل النبي وأصحابه مكة لأداء العمرة وقام بالطواف بالبيت الحرام، وكانت ميمونة وقتها في مكة المكرمة، ورأت النبي وهو يؤدي العمرة، فاتسحوذت على نفسها أن تنال شرف الزواج من النبي، وقام بإفضاء هذه الأمنية إلى أختها “أُم الفضل” بأن تنال شرف الزواج من رسول الله وأن تكون من أمهات المؤمنين، وقد أفضت أختها أم سلمة بذلك إلى زوجها العباس بن عبد المطلب، الذي أبلغ ابن أخيه بالأمر، فقام الرسول بإرسال جعفر بن أبي طالب لخطبتها له، أنهى الرسول عُمرة القضاء وأراد إقامة وليمة العرس في مكة المكرمة كي يؤلف قلوب قريش، فقابلت قريش ذلك بالرفض وأرسلوا إليه بعد أربعة أيام رسالة مفادها “أنّه قد انقضى أجلك فأخّره عنّا” فأذِن النبي لأصحابه بالرحيل، وترك خلفه مولاه كي يحمل إليه ميمونة في طريق العودة إلى المدينة المنورة، فلحقت به وكان عمرها 26 عاماً، وعقد عليها النبي بعد تحلله من العمرة وكان صداقها 400درهم، وقد أطلق عليها اسم ميمونة حيث كان اسمها برة، وذلك لأن زواجه منها كان في مناسبة ميمونة لدخوله مكة أم القرى بعد غياب طال سبع سنوات، وبذلك انضمت ميمونة إلى آل البيت وإلى زوجات الرسول وأُمهات المؤمنين، وقد ساهمت في نقل حياة الرسول إلى المسلمين، ونقل الأحكام الشرعية، والسنة النبوية في الأقوال والأفعال وذلك لمرافقتها الدائمة للنبي، وحظيت بفرصة التفقه في الدين، والاستماع للأحاديث النبوية، واتباع هدي النبي.
عندما اشتد المرض بالنبي نزل في بيتها، ثم طلب منها الإذن لينتقل إلى بيت عائشة ليقضي فترة مرضه هناك، لقد عاصرت ميمونة زمن الخلفاء الراشدين بعد انتقال النبي للرفيق الأعلى، وحظيت باحترام وتقدير الخلفاء والعُلماء، وقد أخذت تنشر سنة النبي بين الصحابة والتابعين، واعتكفت على العبادات وأدء الصلوات في البيت النبوي، وقد وافتها المنية في عام 51 هجري عن عمر ثمانين عاماً.