حكم الاخذ من الشعر لمن أراد ان يضحي، أقوال العلماء في أخذ الشعر للمضحي، لقد وردت العديد من الأحكام الشرعية الواضحة التي تبين حكم الأضاحي والشروط الواجب توفرها في الأضحية والمضحي، فلقد أقرت المصادر الشرعية في الإسلام من القرآن الكريم والسنة النبوية مجموعة من الواجبات والضوابط التي وجب الالتزام بها، ولعل من بينها الأخذ من الشعر، فلا يجوز الأخذ بأي جزء من أجزاء الشعر والأظافر طالما ثبت دخول شهر ذي الحجة الشهر الأخير من التقويم الهجري، واستنادا على أقوال العلماء والفقهاء وأهل الدين نوضح حكم الاخذ من الشعر لمن أراد ان يضحي، أقوال العلماء في أخذ الشعر للمضحي.
محتويات
صحة حديث قص الأظافر والشعر لمن أراد أن يضحي
تم بالأمس تحري هلال شهر ذو الحجة وقد تعذر رؤيته وعليه فإن اليوم الثلاثاء الموافق 21 يوليو 2025 هو المُتمم لشهر ذو القعدة، وغداً الأربعاء أول أيام شهر ذو الحجة وهو ما يعني بأن اليوم هو آخر موعد للأخذ من الشعر لمن أراد ان يضحي كما هو العُرف السائد والمُتبع استنادا إلى السنة النبوية، حيث يُمسك المضحي عن الأخذ من الشعر من بداية ذو الحجة وحتى الانتهاء من النحر، فالشيخ ابن باز يقول بأن حكم الاخذ من الشعر لمن أراد ان يضحي هو حرام وغير جائز وعليه أن يُمسك عن الأخذ من شعره في رأسه وجسمه ووجهه وكافة بدنه فلا يقرب شعره حتى ينتهي من الاضحية بدءاً من دخول شهر ذو الحجة، وقد جاء في الحديث الشريف قول النبي عليه الصلاة والسلام ” إذا دخل شهر ذي الحجة وأراد أن يضحي فلا يأخذ من شعره ولا من أظفاره شيئًا ” وهو حديث صحيح.
هل الأخذ من الشعر يبطل الأضحية
اختلف العلماء في حكم الاخذ من الشعر لمن أراد ان يضحي فمنهم من حرمه ومنه من رأى بأنه فيه كراهة، فقد قال النووي بأن إزالة الشعر والظفر لمن أراد التضحية مكروه كراهة التنزيه، بينما قال مالك أنه يكره بينما قال الدارمي أنه يحرم في التطوع ولا يحرم في الواجب، وبشكل عام كي لا نتوه في حكم الاخذ من الشعر لمن أراد ان يضحي فقد انقسم العلماء إلى قسمين وهما:
جمهور الفقهاء يرون أن الإمساك عن الأخذ من الشعر لمن أراد ان يضحي مع دخول العشر الأوائل من ذي الحجة وحتى الانتهاء من النحر هي أمر مُستحب، ورأوا بأن النهي عن الأخذ من الشعر هو نهي تنزيه لا تحريم والحكمة من ذلك أن يبقى كافة أعضاء المضحي بما فيها شعره عُرضة للعتق من النيران وكذلك تشبه بحال المحرمين في الحج، وفي حالة أخذ المضحي شيئاً من شعره فإن أضحيته صحيحة ولا حرج في ذلك.
بينما الفريق الثاني من العلماء بما فيهم ابن باز يرون أن حكم الاخذ من الشعر لمن أراد ان يضحي غير جائز، فما أن يدخل شهر ذي الحجة فإن المضحي سواء كان رجلاً أو أنثى يجب عليه التوقف عن الأخذ من شعره أو إبطه أو لحيته أو أياً من شعر جسمه حتى ينتهي من الأضحية، بينما يرى الشيخ ابن عثيمين أنه لا حرج في القص من الشعر لمن احتاج لذلك أو وقع عليه حرج وأراد الأخذ من شعره.
شاهد أيضًا: فضل العشر من ذي الحجة لغير الحاج
حكم قص الشعر و الأظافر ناسياً للمضحي
مع العلم بأن الأخذ من الشعر حتى في حالة كونه محرماً فإنه لا يُبطل الأضحية ولا يقع على المضحي كفارة كما أجمع العلماء، إنما هو مخالفة لأمر أو سنة عن النبي ولا دخل لها في صحة الأضحية أو قبولها، ولهذا فإن الاخذ من الشعر يبطل الاضحية قول لا محل لها من الصحة.
أقوال العلماء في أخذ الشعر للمضحي
حكم الاخذ من الشعر لمن أراد ان يضحي لقد اختلف في حكم الأخذ من الشعر لكل من نوى الضحية بدءا من دخول شهر ذي الحجة، فمذهب أبي حنيفة وروي عن مالك أن الأخذ من الشعر والأظفار إذا دخل العشر لمن أراد التضحية مباح غير حرام ولا مكروه، بينما المذهب الشافعي وروي عن مالك أنه مكروه غير حرام، ومذهب أحمد وإسحق أنه حرام يأثم فاعله، ومن هنا نبين أقوال العلماء في حكم الاخذ من الشعر لمن أراد ان يضحي:
- ولنا ما روت أم سلمة عن رسول الله صلى الله عليه و سلم أنه قال: إذا دخل العشر وأراد أحدكم أن يضحي فلا يأخذ من شعره ولا من أظفاره شيئا حتى يضحي. رواه مسلم.
- وقال النووي في المجموع: مذهبنا أن إزالة الشعر والظفر في العشر لمن أراد التضحية مكروه كراهة تنزيه حتى يضحي، وقال مالك وأبو حنيفة لا يكره، وقال سعيد بن المسيب وربيعة وأحمد وإسحاق وداود يحرم، وعن مالك أنه يكره وحكي عنه الدارمي يحرم في التطوع ولا يحرم في الواجب، واحتج القائلون بالتحريم بحديث أم سلمة واحتج الشافعي والأصحاب عليهم بحديث عائشة أنها قالت: كنت أفتل قلائد هدى رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم يقلده ويبعث به ولا يحرم عليه شيء أحله الله له حتى ينحر هديه. رواه البخاري ومسلم.
الخلاصة في مسألة حكم الاخذ من الشعر لمن أراد ان يضحي، أقوال العلماء في أخذ الشعر للمضحي أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقوم بالتوقف عن الأخذ من شعره حتى ينتهي من ذبح الأضحية، وعلينا الاقتداء به والسير على سنته ولأن المسألة محل اختلاف ما بين المذاهب والفقهاء فالأسلم أن نتوقف عن الأخذ من الشعر حتى نتجنب الوقوع في إثمها إذا ما كان من يأخذ من شعره قبل أن يضحي عليه إثم، ففي حالة الشك نُجنب أنفسنا الوقوع في المحظور.