ماذا يعني زيارة مسلم بن عقيل، ان المهام الحسام تحتاج الى رجال ذوي بأس يحملونها ويمتلكون المؤهلات القيادية، وايضا يتحلون بالصبر والاستقامة والاخلاص للقضايا لكي يؤدوها على اتم وجه، مسلم بن عقيل عليه السلام كان نموذج كامل، المؤهل لحمل سفارة المعصوم عليه السلام، وايضا تحمل قادة الامة وتهيئتها وذلك لتكون على استعداد واستقبال قائدها الهمام والذي راسلوه وبعثوا اليه الكتب ليقدم عليهم قائلين “اقدم علينا يابن فاطمة ستجدنا جندا لك مجندة”، لنتعرف ماذا يعني زيارة مسلم بن عقيل.
محتويات
مسلم بن عقيل عليه السلام السفير الناصح
ماذا يعني زيارة مسلم بن عقيل، ان الظلم الذي قد عانى منه المجتمع الاسلامي عموما، ومجتمع الكوفة خاصة قد دعاهم ليستنصروا الخليفة الشرعي للنبي الخاتم صلى الله عليه وآله، وسبطه والمؤتمن على رسالته وبعد تواتر وتوالي كتب اهل الكوفة والتكاثر لها، قد قرر الامام الحسين عليه السلام، والحال الظاهري من الولاء وان يقدم على الكوفة لاعلان الثورات ضد الطغيان الحاكم وليتم استحكام الامور ويتأكد الامام من نويا القوم، حيث انه وكل المهمة للاطلاع على كافة الاوضاع الى ابن عمه وثقته مسلم عليه السلام، وليذهب الى الكوفة ويستقضي الامور، حيث انه كتب الامام الحسين رسالة الى اهل الكوفة وقد قال فيها: بسم الله الرحمن الرحيم من الحسين بن علي إلى الملأ من المسلمين والمؤمنين، أما بعد فإنَّ هانئاً وسعيداً قَدِما عليَّ بكتبكم, وكانا آخر من قَدِمَ من رسلكم، وقد فهمت كل الذي اقتصصتم وذكرتم ومقالة جُلِّكم، إنه ليس علينا إمام، فأقبل لعلّ الله أن يجمعنا بك على الهدى والحق، وإني باعث إليكم أخي وابن عمي وثقتي من أهل بيتي”.
الامام المعصوم عليه السلام لا ينطق عن الهوى
ماذا يعني زيارة مسلم بن عقيل، من الذي علمنا ان الامام المعصوم عليه السلام لا ينطق عن الهوى، حيث انه لا يحمل او يداهن واننا نعلم ان الاختيار لمسلم ابن عقيل عليه السلام هو انه ملكات كبيرة وله مزايا يحملها مسلم، حيث كان مسلم بن عقيل انسان صالح ومؤمن وعابد وقائد وفاهم وخبر الادارة السياسية، وهو سليل بيت منهم نبي الهه صلى الله عليه وسلم، والائمة المعصومين وايضا ابائهم عليهم السلام هم كبار ومشايخ العرب وشجعناهم، حيث ان جده ابو طالب عليه السلام وقد كان سيد البطحاء وايضا ابوه هو عقيل وكان صلب في ذات الله عز وجل.
حيث وصل ان عقيل عليه السلام الى مدينة الكوفة وجمع الناس وقد هيأهم لنصرة ابن بنت الرسول صلى الله عليه وسلم وآله، وقد اجتمع له على ما تنقل كتب التاريخ والسيرة وما يقرب الثمانية عشر الف مقاتل، حيث سار مسلم ابن عقيل عليه السلام بالمنهج الديني القويم ولم يغدر ولم يفتك ولم يتجبر وحتى مع اعدائه وقد التزم النهج الشرعي، لذلك هو لم يقوم بقتل اللعين عبيد الله بن زياد في بيت هاني، حيث ان الاسلام حرم الغدر والحيلة وورد في الاثر الاسلام قيد الفتك.
حيث استوثق مسلم عليه السلام من نوايا القوم ولو ظاهري قد كتب الى الامام الحسين عليه السلام، وبعد ان قلبت الامورراس على عقب ونكث القوم بيعتهم وقد تركوا مسلم لوحده في غربة وعناء ولم يقف معه من القوم الا المخلصين المؤمنين طوعة رضي الله عنها والتي قد اوته وسقته واطعمته ايضا.
البحث عن مسلم عليه السلام
قد بعث زياد الافراد ليبحثون عن مسلم عليه السلام، وبعد ان عثروا عن مكان تواجده في بيت طوعة، قامت الجيوش بالاستعداد لاعتقال مسلم عليه السلام، ولكن مسلم لم يسلم نفسه، حيث تجهز لملاقاة ذلك الجموع غير ابه وبعددهم وقد اخذ يجندل الابطال ويكسر الكتائب وقد بعث ابن الاشعت لابن زياد يطلب المدد ولكن استغرب ابن زياد لعنه الله وقال:“اني ارسلتك لرجل واحد” فرد ابن الاشعث قائلا : “أ تحسب أنك ارسلتني إلى دهقان من دهاقنة الكوفة, لقد ارسلتني إلى بطل من أبطال العرب”، حيث لم تصمد الجيوش امام اقدام مسلم فقد عملوا حيلة الغدر والخيانة وتلك شيمتهم، حيث حفروا حفيرة في الارض وقد غطوها وعندما مر عليها مسلم سقط فيها واجهز عليه القوم طعن بالرمح ورميا بالنبال وضرب بالحجارة حتى خارت قواه وبعثوه لابن زيد لعنه الله.
قد امر ابن زياد بقطع راس مسلم عليه السلام وانيرمى جسده من اعلى صر الامارة، وان يتم التمثيل بجثته وان تسجل بالحبال في اسواق الكوفة وذلك الاوامر من ابن زياد دليل على بعد ذلك النكرة عن قيم الاسلام الاصيلة، وايضا عن القيم الانسانية وتعكس الهوة الاخلاقية بين مسلم الذي قد رفض الفتك يابن زياد ولكنه غدر به الذي يقطع الرؤوس والجثث، كذلك تم الاجابة عن ماذا يعني زيارة مسلم بن عقيل.