خطبة الجمعة عن العام الهجري الجديد 1446، فما هي الا ايام قليلة تفصلنا عن نهاية العام الهجري 1446 وبداية العام الجديد 1446، والذي تقوم فيه وزارات الاوقاف والشؤون الدينية في الدول الاسلامية بتوحيد موضوع خطبة يوم الجمعة لما قبل العام الهجري 1446، فنحن اليوم على ابواب توديع عام والترحيب بعام هجري جديد، ليكون هذا العام قد ذهب ومعه الكثير من الاحداث والالام التي عانى منها المسلمين والعالم، واصبح الجميع اليوم يعيش بقليل من الامل في هذه الدنيا التي لا راحة فيها، وسوف نقدم لكم الان عبر هذا المقال خطبة الجمعة عن العام الهجري الجديد 1446.
محتويات
خطبة الجمعة عن العام الهجري الجديد
هناك كثير من الخطب الخاصة بالعام الهجري الجديد التي تحتوي على خطبة اولى وخطبة ثانية، ومقدمة وخاتمة تتحدث بشكل مفصل عن هذا العام الهجري الجديد، وبدورنا سوف نقدم لكم خطبة الجمعة عن العام الهجري الجديد كاملة، ليتسنى لكم القيام بتحضير انفسكم لخطبة يوم الجمعة التي يجتمع فيها المسلمون لسماع ما يفيدهم في حياتهم اليومية من قبل الدعاة والخطباء.
مقدمة خطبة الجمعة عن العام الهجري الجديد
الحمدلله رب العالمين مولج الليل في النهار ومولج النهاري في الليل، كما جاء في كتابه العزيز( لا الشمس ينبغي لها ان تدرك القمر ولا الليل سابق النهار وكل في فلك يسبحون ) ، فالله عز وجل هو الذي خلق خلقه فاوجده، وشرع الشرع فاحكمه، لا لشئ سوى ان يعبدوه وحدة لا شريك له، واشهد ان لا اله الا الله وحده، واشهد ان محمد عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه تسليما كثيرا، اما بعد، فان خير الكلام كلام الله، وخير الهدي هدي حبيبنا المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم.
ايها الاخوة المسلمون، لقد افل عام واطل اخر، وتتوالى الايام والليالي في هذه الحياة تذهب سراعا، وهي مطايا لسفر قسري ليس للمرء عنه مفر، وما له من مخرج، والعقلاء يدركون حقيقتها، فلا تراهم لهذه المطايا الا ما قد يفيدهم وينفعهم محملين انفسهم زاد الخير، وللشر قالين ومعرضين عنه، تتعالى اصوات الخطباء والدعاء والمصلحين والوعاظ في هذا اليوم المبارك في نهاية عام 1446 وحلول عام جديد هو عام 1446 هجريا والجميع يتسائل بماذا ودعنا عامنا المنتهي، وبماذا سنستقبل عامنا الجديد.
فقد حق لك المسلمين العاقلين ان يتسائلوا هذا السؤال، ليعرفوا ان هذا العام ينتهي ويبدا عام جديد، ويتعرف الجميع على ما فرطوا في حق الله وما مضى، ويعدون انفسهم من اجل تصحيح المسار والحصول على فائدة الوقت، ويستقبلون الايام والليالي وتبقى مرحلة التنفيذ رهينة الوعد، فالعبد الذي يصدق صدق معه، ومن يكذب فان الله لا يهدي من هو كفار كاذب اشر، والتحسر على ما ماضى دون احداث توبة باتجاه الذنب، وعدم تدارك الاخطاء التي يمكن تصحيحها، وهو الامر الذي سوف يعيق التقدم، ويبقى على البكاء على الماضي، فالواجب علينا ان ننهض بهمة وقوة في معالي الامور، واخذ العهد على النفس بان لا نتكاسل، ونزيد انفسنا بما ينفعنا من امور الدين والدنيا، والعزم دوما على الاخلاص لله عز وجل واستغلال الفرص، وتنفيذ النوايا الحسنة بالدنيا قبل انتهائها.
شاهد أيضا: خطبة استقبال العام الهجري الجديد
موضوع عن خطبة الجمعة عن العام الهجري الجديد
ان الايام التي نعيشها هي خمسة ايام يوم الشباب ويوم الصحة ويوم الحياة ويوم الغنى ويوم الفراغ، وهي ايام الاعمال والتاهب والاستعداد ، والاستكثار من الزاد، فمن يفوته العمل فيها لم يدركه عند مجئ اضدادها، ولن ينفعه التمني للاعمال بعد التفريط والاهمال في هذا الزمن الذي يعتبر زمن الفرصة، فبعد الصحة السقم، وبعد الشباب الهرم، وبعد الغنى الفقر، وبعد الفراغ العمل، وبعد الحياة الموت، ومن يفرط بعمله وقت الشباب لم يدركه في ايام الكبر، ومن يفرض باوقات الصحة لن يدركه في اوقات السقم، ومن فرط بالغنى لن ينال القرب الذي يناله وهو في حالة الفقر، ومن فرط في ساعة الفراغ لم يدركه عند مجئ الشواغل، ومن فرط في العمل لم يدركه بعد الممات، ويتمنى ان يرجع ويعود لاصلاح واستغلال ما فات، ولكن يكون قد حيل بينه وبين ذلك وعظمت وكبرت حسراته على ما افات، فلقد حث الله عز وجل كثيرا ودعانا لاعتنام الفرص في زمن المهلة ، واخبرنا ان الانسان ان فرط في ذلك سوف يتمناه ويكون فات الاون وقد حيل بينه وبينه، ويقول الله تعالى في محكم التنزيل :”(( قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم * وأنيبوا إلى ربكم وأسلموا له من قبل أن يأتيكم العذاب ثم لا تنصرون * واتبعوا أحسن ما أنزل إليكم من ربكم من قبل أن يأتيكم العذاب بغتة وأنتم لا تشعرون * أن تقول نفس يا حسرتى على ما فرطت في جنب الله وإن كنت لمن الساخرين * أو تقول لو أن الله هداني لكنت من المتقين * أو تقول حين ترى العذاب لو أن لي كرة فأكون من المحسنين * بلى قد جاءتك آياتي فكذبت بها واستكبرت وكنت من الكافرين ))
خطبة الجمعة الثانية عن العام الهجري الجديد 1446
ان شهر الله المحرم يعتبر من الاشهر الحرم، فعن ابي بكر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:”إنَّ الزَّمَانَ قَدْ اسْتَدَارَ كَهَيْئَتِهِ يَوْمَ خَلَقَ اللَّهُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ السَّنَةُ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ثَلَاثٌ مُتَوَالِيَاتٌ ذُو الْقَعْدَةِ وَذُو الْحِجَّةِ وَالْمُحَرَّمُ وَرَجَبُ مُضَرَ الَّذِي بَيْنَ جُمَادَى وَشَعْبَانَ ” متفق عليه
فقد خص الله تعالى هذه الاشهر الحرم بالذكر ونهى فيها عن الظلم تشريفا لها، ويعتبر شهر محرم من اعظم شهور السنة وفضله وزاده شرفا عن الاشهر الاخرى حيث ان الله عز وجل حرمه بنفسه وليس لاحد من الخلق تحليله.
وقد رجح العلماء ان شهر محرم من افضل الشهور الحرام، والصيام فيها من افضل اعمال التطوع، وفي الكثير من الاجر والثواب ويجب على المسلمين استغلاله والدعاء والذكر فيه بشكل كبير.
خاتمة خطبة الجمعة عن العام الهجري الجديد 1446
في نهاية هذا الامر ايها الاخوة المسلمون انه علينا ان نستغل ايام هذا العام الجديد ولياليه بالاعمال والطاعات والاعمال الصالحة من صيام وقيام ليله وقصر نهاره، حيث اخرج ابي ذر رضي الله عنه قال سالت النبي صلى الله عليه وسلم، اي الليل خير، واي الاشهر افضل، فقال خير الليل جوفه وافضل الاشهر شهر الله الحرام محرم الذي يعتبر الاول من العام الهجري الجديد ففيه يوم عاشرواء ويحتاج الى حدث مستقل عل الله تعالى ان ييسر علينا ونستقبل منه ايامنا، فاتقوا الله عباد الله، واجمعوا امركم على العمل الصالح، ويجب عليهم ان تخلصوا النية لله والانابة اليه والاسلام له .
شاهد أيضا: هل يجوز التهنئة بالعام الهجري الجديد
وندعو بالدعاء لنهاية هذه الخطبة بقول العديد من الادعية ومثال ذلك قول اللهم نسالك بأسمائك الحسنى وصفاتك العلا أن ترفع عنا هذا البلاء، وأن تجمع المسلمين على كلمة الحق يا من إليه المشتكى اللهم إنا نسألك بأنا نشهد أنك أنت الله لا إله إلا أنت الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد، يا منان، يا بديع السماوات والأرض، يا ذا الجلال والإكرام، يا حي يا قيوم نسألك أن تجعل عامنا هذا وما بعده من أعوامٍ أعوامَ أمن وطمأنينة وعلم نافع وعمل صالح به رشاد الأمة وذلُّ الأعداء في جميع البلاد يا أرحم الراحم.