علامات الشخص المسحور

علامات الشخص المسحور، من المحتمل أن تعرض أي شخص إلى الكثير من المشاكل والصعوبات المختلفة في حياته وذلك قد يؤثر عليه سلباً فيجعله شارد الذهن، أو حتى مضطرب التفكير، والكثير من الناس يقوموا بتفسير أي صعوبات تواجههم في حياتهم بأنه سحر، وذلك التفسير يكون من دون النظر أو التفكير في سبب تلك المشكلات وبدون التفكير في طريقة قد تساعدهم على إنهاءها بطريقة شرعية، والجدير بالذكر أن الإنسان إذا قام بالتفكير والسعي إلى حل المشكلات فهذا لا يعد تنافياً مع الإيمان بالقضاء والقدر نهائياً، وعلى الرغم من ذلك فلا بد على الإنسان حين تواجهه أي صعوبات في حياته أن يقوم باللجوء إلى الله سبحانه وتعالى أولاً.

السحر

السحر
السحر

وقد قامت الكثير من الأديان وإن لم تكن جميعها بالتحدث عن السحر، ومن الأديات الي قامت بالتركيز على السحر من خلال الحديث النبوي، والقرأن الكريم، بالإضافة إلى كلام الفقهاء، وأفعال الصحابة، والسحر في اللغة هو: كل أمر يخفى سببه، ويتخيل على غير حقيقته ويجري مجرى التمويه والخداع، وما يقصد بالسحر هو صرف أي شئ عن حقيقته إلى غيره، وإذا قام الساحر بتأدية الباطل في صورة الحق وخيل الشيء على غير حقيقته، فقد سحر الشيء عن وجهه أي صرفه، أما السحر اصطلاحاً فهو: المخادعة والتخييل أو عزائم ورقى وعقد تؤثر في الأبدان والقلوب، فيمرض، ويقتل، ويفرق بين المرء وزوجه، ويأخذ أحد الزوجين عن صاحبه.

علامات الشخص المسحور

حقيقة السحر

حقيقة السحر
حقيقة السحر

وقد اختلف العلماء في أمر السحر وأيضاً اختلفوا في حقيقة ثبوته وايضاً وقوعه، وقد أنقسم العلماء إلى فريقين ألا وهما:

الفريق الأول: وقد ذهب عامة المعتزلة  وآخرون، الذين منهم: ابن حزم وأبو إسحاق من الشافعية إلى القول بأن لا يوجد للسحر في الأساس وأنه غير حقيقي، وأنه مجرد نوعاً من التخييل والتمويه والشعوذة والخفة، ولم يكتفوا بقولهم فقط بل قاموا بإحضار الدليل من أيات القرأن الكريم حيث قاموا بذكر:

قال الله تعالى: (قالَ أَلقوا فَلَمّا أَلقَوا سَحَروا أَعيُنَ النّاسِ وَاستَرهَبوهُم)، مما يعني أنّ السحر يتم بالتخييل لأعين الناس وخداعها بما ترى فتظنّه سِحراً وهو ليس كذلك في الحقيقة.

قال الله تعالى: (يُخَيَّلُ إِلَيهِ مِن سِحرِهِم أَنَّها تَسعى)، فالله -سبحانه وتعالى- لم يصرّح بأنّها تسعى على الحقيقة.

الفريق الثاني: وقد قام أهل السنة والجماعة أيضاً بأن السحر شئ حقيقي وثابت الوقوع، ولم يكتفوا بقولهم فقط بل قاموا بإحضار الأدلة من أيات القرأن الكريم والسنة النبوية أيضاً وقاموا بذكر:

قال الرسول صلّى الله عليه وسلّم: (ليس منَّا من تَطيرَ أو تُطيرَ له، أو تَكهَّن أو تُكهِّنَ له، أو سَحر أو سُحر له، ومن أتى كاهناً فصدَّقَه بما يقولُ فقد كفر بما أنزل على محمدٍ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم).

قال الله تعالى: (وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَىٰ مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَـٰكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ).

شاهد أيضا: كيف اعرف من عمل لي سحر

السحر في القرآن الكريم والسنة

السحر في القرآن الكريم والسنة
السحر في القرآن الكريم والسنة

ومثل كل الأشياء التي قام الله تعالى ذكرها في كتابه العزيز قام بذكر السحر ابتداء من حكم تعليمه للناس، وحكم من أراد تعلمه، وأن السحر له تأثير على الواقع مما قد يفرق بين الزوجين، وأنه لايؤثر بنفسه استقلالا، وأنه معدوم الفائدة مطلقا، وأن السحرة لهم وعيد في الآخرة، حيث قام سبحانه وتعالى بالذكر في سورة البقرة حيث قال: “وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُوا الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلا تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلا يَنْفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلاقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ “، وتلك الاية مهمة جداً حيث قام الله تعالى بالتأكيد على أن الشياطين كفروا بتعليمهم الناس السحر، وقام الله بالتأكيد على أنه مجرد تعلم السحر فقط يعد كفراً سواء قام الشخص بالعمل به عمل به وعلَّمه أو لا، حيث قال الله تعالي في كتابه العزيز: “وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولاَ إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلاَ تَكْفُرْ” ، وقام بتوضيح أيضاً مدى خطورة السحر في التفريق بين الزوجين حيث قال الله تعال: “فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ”، والجدير بالذكر أيضاً أنه لا يمكن لإنسان أن يقوم بأي سحر إلا بإذن الله حيث الله تعال: “مَا هُم بِضَآرِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللّهِ”، والشئ الهام الذي لا بد أن نعلمه أنه كل شخص قام بالسحر أي كل ساحر قد فقد كل نعيم الاخرة وقام الله بتأكيد ذلك حيث قال: “وَلَقَدْ عَلِمُواْ لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلاَقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْاْ بِهِ أَنفُسَهُمْ لَوْ كَانُواْ يَعْلَمُون”.

علامات الشخص المسحور

علامات الشخص المسحور
علامات الشخص المسحور

ونسبة إلى رأي أهل السنة والجماعة المثبتين للسحر، فهناك بعض الأعراض التي قد تظهر على الشحر المصاب بالسحر، ولكن الجدير بالذكر أنه ليس بالضرورة أن كل إنسان تظهر عليه تلك الأعراض أن يكون مصاب بالسحر، ومن تلك العلامات:

  • حدوث شرود في الانتباه وضعف التركيز وكثرة الذهول بشكل ملحوظ.
  • عدم الاهتمام بالمظهر الشخصيّ اللائق كما كان في العادة.
  • أن يقوم الشخص بالإعراض عن العبادات بشكل مجمل، والنفور من ذكر الله تعالى، واستثقال الطاعات، وعدم الرغبة في سماع كلّ ما يخصّ الدين.
  • ظهور أعراض بدنيّة على الشخص المسحور كالصّداع الشديد الدائم، أو تغيّر لون البشرة وعلى وجه التحديد تغيّر لون الوجه.
  • صعوبة في عملية التنفس.
  • تكرار الأحلام المُفزعة والكوابيس لدى الشخص في نومه.
  • البكاء دون وجود دوافع حقيقة تدعو إلى ذلك وبشكل لا إراديّ.
  • الشعور بحالة من الضيق دون وجود أسباب منطقية، ويزداد الإحساس بالضيق عند الدخول إلى المنزل.
  • أن يقوم الزوجُ برؤية زوجَته أو أن ترى الزوجةُ زوجَها بشكل قبيح بخلاف ما هو موجود في الواقع، وهذا العَرَض من أعراض السحر يحدثُ عادةً في السِّحر الذي يهدف إلى الإيقاع بين الزوجين.
  • الاستعداد الدائم للغضب واختلاق المشكلات دون مسوّغات أو مبررات.
  • التأفّف من العمل وعدم قناعة الشخص المسحور بما يقوم به، وعدم الرضا بذلك.

الوقاية من السحر

الوقاية من السحر
الوقاية من السحر

وحتى تتم الوقاية من السحر لابد على الإنسان أن يحرص على الأفعال التي تقوم بتقريبه إلى الله تعالى، ومن أهم تلك الأفعال:

  • قراءة آخر آيتين من سورة البقرة.
  • تقوية الإيمان في قلب الإنسان، حيث ذلك يقوم بإضعاف الشيطان ويجعله بعيداً عن قويّ الإيمان، قال تعالى: (إِنَّهُ لَيسَ لَهُ سُلطانٌ عَلَى الَّذينَ آمَنوا وَعَلى رَبِّهِم يَتَوَكَّلونَ*إِنَّما سُلطانُهُ عَلَى الَّذينَ يَتَوَلَّونَهُ وَالَّذينَ هُم بِهِ مُشرِكونَ).
  • توحيد الله -تعالى- والقيام بتحقيق الإيمان في القلب بأنّ كلّ شيء يصيب المرء قدر من الله تعالى، والله -تعالى- لا يصيب الإنسان إلّا بما هو خير له وإن لم يعلم المرء بنظره القاصر أنّ ذلك خير له، قال تعالى: (وَإِن يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِن يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ).
  • المحافظة على قراءة آية الكرسي يومياً.
  • قراءة المعوذات؛ سورة الإخلاص وسورة الفلق وسورة الناس.

وهكذا نكون قد وصلنا إلى نهاية مقالنا هذا نرجو أن نكون قد أفدناكم

Scroll to Top