فضل واسرار سورة يس، تعد سورة ياسين سورة من السور المكية، والتي تم إنزالها على الرسول محمد صلى الله عليه وسلم في مكة المكرمة، وسورة يوسف تعد سورة عظيمة لكونها تضم الكثير من المعاني التي تؤكد على وجود إله واحد لا شريك له، وعلينا أن نكرس عبادتنا كلها له، وتعادل سورة يس نصف القرآن الكريم، وليس ذلك فط بل إذا قمت بقرائتها في اليوم الواحد تعتبر كأنك قمت بقراءة القرآن الكريم كامل، وقد قام الله سبحانه وتعالى بذكر كيفية الثواب والعقاب سواء في الدنيا أو في الأخرة، وإذا قمت بقراءة تلك السورة العظيمة ستجد الدلائل على ذلك القول.
محتويات
سبب نزول سورة يس
وقد قامت سورة يس بتناول الكثير من المواضيع المهمة، حيث تنقسم إلى مجموعات كل مجموعة من الأيات لها سبب معين لنزولها ومن أسباب نزول سورة يس:
- قال الله عزَّ وجلّ: (يس *وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ * إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ *عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ * تَنْزِيلَ الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ * لِتُنْذِرَ قَوْمًا مَا أُنْذِرَ آبَاؤُهُمْ فَهُمْ غَافِلُونَ *لَقَدْ حَقَّ الْقَوْلُ عَلَى أَكْثَرِهِمْ فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ * إِنَّا جَعَلْنَا فِي أَعْنَاقِهِمْ أَغْلَالًا فَهِيَ إِلَى الْأَذْقَانِ فَهُمْ مُقْمَحُونَ * وَجَعَلْنَا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لَا يُبْصِرُونَ *وَسَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ )، وكما قال عبد الله بن عباس رضي الله عنه أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يقوم بالقراءة في المسجد ولكن كان يهجر بالقراءة، ولكن بعض الناس من قريش تأذوا من قراءته العالية حتّى قاموا ليأخذوه، وإذا أيديهم مجموعة إلى أعناقهم، وإذا هم لا يبصرون، فجاؤوا إلى النبيّ عليه الصّلاة والسّلام، وقالوا للرسول صلى الله عليه وسلم: ننشدك الله والرحم يا محمد! ولم يكن بطن من بطون قريش إلا وللنبيّ عليه الصّلاة والسّلام فيهم قرابة، فدعا النبي عليه الصّلاة والسّلام حتى ذهب ذلك عنهم)، وذلك الحديث كافياً لتوضيح سبب نزول تلك الأيات العظيمة على النبي صلى الله عليه وسلم.
- قال الله عزَّ وجلّ: (أَوَلَمْ يَرَ الْإِنْسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِنْ نُطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ* وَضَرَبَ لَنَا مَثَلًا وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَنْ يُحْيِ الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ *قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ * الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ مِنَ الشَّجَرِ الْأَخْضَرِ نَارًا فَإِذَا أَنْتُمْ مِنْهُ تُوقِدُونَ * أَوَلَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ بَلَى وَهُوَ الْخَلَّاقُ الْعَلِيمُ * إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ * فَسُبْحَانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ)، أما بالنسبة لتلك الأيات وكما ذكر عبد الله بن عباس رضي الله عنه أيضا: أَوَلَمْ يَرَ الْإِنْسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِنْ نُطْفَةٍ) إلى قوله: (وَهِيَ رَمِيمٌ)؛ قال: جاء عبد الله بن أُبيّ إلى النبيّ عليه الصّلاة والسّلام بعظم حائل فكسره بيده، ثم قال: يا محمد! كيف يبعث الله هذا وهو رميم؟! فقال رسول الله عليه الصّلاة والسّلام : (نعم؛ يحيي الله هذا ويميتك ويدخلك النّار)، حيث أن تلك الأيات سبب نزولها هو الحديث عن البعث يوم القيامة ومدى قدرة الله العظيمة على إحياء الناس بعد موتهم بقدرته سبحانه وتعالى.
- قال الله عزَّ وجلّ: (إِنَّا نَحْنُ نُحْيِ الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ)، والسبب في نزول هذه الأية على الرسول صلى الله عليه وسلم كما قال أبو سعيد الخدري رضي الله عنه: (كان بنو سلمة في ناحية من المدينة، فأرادوا أن ينتقلوا إلى قرب المسجد، فنزلت هذه الآية (إِنَّا نَحْنُ نُحْيِ الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ) فقام رسول الله عليه الصّلاة والسّلام بالرد عليهم قائلاً: (إن آثاركم تكتب) فلم ينتقلوا.حيث يُبيّن الحديث النبويّ الشّريف السابق السبب الواضح لنزول هذه الآية والذي هوأنّ كل ما يعمله الإنسان من خير يُكتَب له أجره، والعكس صحيح كذلك، فعندما أراد بنو سلمة أن ينتقلوا إلى جوار المسجد النبويّ الشّريف ليكونوا قريبين من رسول الله عليه الصّلاة والسّلام من جهة، ويتعبّدوا في مسجده من جهة أخرى، جاءهم جواب من عند الله عزَّ وجلّ أنَّ آثارهم تُكتب فلم ينتقلوا من مكانهم.
فوائد القيام بتلاوة سورة يس
إن لسورة يس فوائد كثير لا حصر لها ومن أهم تلك الفوائد:
- تساعد في القرب من طاعة الله سبحانه وتعالى.
- تقوم سورة يس عند تلاوتها في فك الكرب، وراحة البال، والشعور بالأمن والطمأنينية في القلب.
- تعمل السورة على فك عقدة اللسان، عدم الخوف أو الرهبة في القلوب، عدم الخوف من التوحد.
- تعمل على راحة الأشخاص المصابون بالجنون، أو الاضطراب، وحل المشاكل النفسية.
- تساعد على منح الطفل الراحة والنوم لمدة كبيرة من الوقت.
- تساعد على وجود الخير في المنزل.
أهم المواضيع التي قامت سورة يس بتناولها
- في بداية السورة تم الحديث عن صدق الوحي، وأيضاً عن صدق رسالة محمد صلى الله عليه وسلم، وبعد ذلك قامت السورة بالتحدث عن كفار قريش، وعن مدى تماديهم في الضلال، وأنهم قاموا بالإستمرار في تكذيب محمد صلى الله عليه وسلم، وهذا دليل عن مدى إستحقاقهم للعقاب الذي لحق بهم.
- وبعد ذلك قامت السورة بالإنتقال للحديث عن أصحاب قرية أنطاكية الذين قاموا بتكذيب الرسول صلى الله عليه وسلم، وليس ذلك فقط بل لم يوحدوا الله تعالى أيضاً، حيث قامت السورة بالتحذير ممن هم يقوموا بتكذيب الرسل وذلك عن طريق سرد القصص للعظة.
- وبعد ذلك قامت السورة بالإنتقال أيضاً للحديث عن الداعية المؤمن حبيب النجار الذي حاول القيام بدعة قومه والقيام بإقناعم لتوحيد الله عز وجل، ولكن ردة فعلهم كانت أنهم إستكبروا، وأيضاً قاموا بالإستمرار في ضلالهم وطغيانهم ولم يكتفوا بذلك فقط بل قاموا بقتله، فقام الله عز وجل بأجره على إيمانه وصبره العظيم وقام بإدخاله الجنة، اما بالنسبة لقومه الضالين قام عز وجل بمعاقبتهم أشد العقاب على كفرهم وإستكبارهم أيضاً، وقامت تلك السورة العظيمة بالتحدث أيضاً عن مظاهر وحدانية الله سبحانه وتعالى التي توجد في الكون، حيث أن تكون الأرض جرداء وبعد ذلك يقوم يقوم الله عز وجل بدب بها الحياة ومظهر الليل والنهار وتبادلهم مع بعضهم البعض في نظام، وتحدثت أيضاً عن سطوع الشمس، والتي تدور في نظام معين لا تنحرف عنه بقدرته تعالى، وبعد ذلك قامت السورة بالإنتقال للحديث عن البعث بعد الموت الذي يتم يوم القيامة بإذن الله تعالى، وقامت بذكر أهل الجنة وأهل النار ايضاً، وكيف يقوم الله بتعالى بجزاء المحسنين وعقاب الضالين.
من أسرار سورة يس
- من قرأ سورة يس طلباً لمرضاة الله تعالى غُفر له ذنبه، كما روى جندب بن عبد الله -رضي الله عنه- أنَّ رسول الله -عليه الصّلاة والسّلام- قال: (مَنْ قَرَأَ يس فِي لَيْلَةٍ ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللَّهِ غُفِرَ لَهُ).
- لقّب النبي عليه الصّلاة والسّلام هذه السّورة بقلب القرآن، فقد روى أبو هريرة -رضي الله عنه- عن النّبي -عليه الصّلاة والسّلام- أنَّه قال: (إِنَّ لِكُلِّ شَيْءٍ قلبًا وقلب القرآن يس).
وهكذا نكون قد وصلنا إلى نهاية مقالنا نرجو أن نكو قد افدناكم