خطبة جمعة عن يوم عاشوراء مكتوبة مختصرة، يوم عاشوراء هو من الأيام المباركة الفضيلة التي فيها فضل كبير وأجر عظيم هو يوم يصادف اليوم العاشر من شهر محرم وهو يوم قد شهد العديد من الأحداث التاريخية ومنها هو أنه يوم نجي فيه سيدنا موسى عليه الصلاة والسلام من فرعون وعمله، وهو يوم قد وهب الله سيدنا سليمان ملكه وأمر الله فيه نوح أن ينزل سفينته في الماء ويبحر بها لينجيه من الطوفان وفي هذا اليوم قد رفع فيه البلاء عن أيوب عليه السلام بعد معاناة دامت لسنوات، وفي خطبة يوم الجمعة عن يوم عاشوراء يذكر فيه فضل هذا اليوم، وفيما يلي نعرض لكم ما ورد خطبة جمعة عن يوم عاشوراء مكتوبة مختصرة .
محتويات
خطبة جمعة عن يوم عاشوراء
إن الحمد لله عز وجل، نحمده ونستغفره ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا و من سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، أما بعد، أرددها من منبري هذا وكلي صدق أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير، وأشهد أن محمد رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين ومن تبع هداه إلى يوم الدين.
يا عباد الرحمن أوصيكم ونفسي بتقوى الله، واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله العلي القدير، وذلك بالامتثال إلى ما أمرنا به، والبعد عن كل ما نهانا عنه، وتلك هي وصية الله سبحانه وتعالى لعباده” ولقد وصينا الذين أوتوا الكتاب من قبلكم وإياكم أن اتقوا الله”، يا أخوة الإيمان ادعوا الله لي ولكم أن يمدنا بأمداد الأنبياء وانفعنا ببركاتهم، واحشرنا اللهم مع أشرف الخلق والمرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين.
اليوم هو يوم عاشوراء الموافق 10 من شهر محرم هجريًا، ولا تسعنا الكلمات أن نعبر عن فضل هذا اليوم، وفيه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم العديد من الأحاديث النبوية الشريفة، ففي صحيح مسلم عن ابن عباس رضي الله عنه قال، قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة ، فرأى اليهود تصوم يوم عاشوراء، فقال ” ما هذا اليوم الذي تصومونه، فقالوا هذا يوم عظيم أنجي الله فيه موسى وقومه وغرق فرعون وقومه، فصامه موسى شكراً فنحن نصومه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم” فنحن أحق وأولى بموسي منكم”، فصامه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأمر بصيامه.
مكانة يوم عاشوراء في الإسلام
يوم عاشوراء من الأيام المميزة والتي تمتلك طابع خاص بها، فهذا اليوم يعبر عن الخير والبركات، مليء بالعبر والمواعظ التي يجب أن نتعظ منها، ففيه تاب الله سبحانه وتعالى على سيدنا آدم أبا البشر بعد أن عصى الله، وفيه أيضا نجي الله سيدنا يونس وأخرجه من بطن الحوت، وكان دائما ما يردد قول لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين، وفيه أنقذ الله سبحانه وتعالى إبراهيم عليه السلام من ظلم وبطش النمرود، وفيه أمر الله سبحانه وتعالى نوح أن ينزل سفينته في الماء ليبحر بها بعيدا عن قومه، ونجاه عز وجل من الغرق في الطوفان.
وعلى الرغم من تعدد الحكم والمواعظ في ذلك اليوم، لا تستطيع الأمة الإسلامية أن تنسى فاجعة المسلمون في هذا اليوم، والتي كانت بمثابة الصاعقة في نفوس كل مسلم وخاصة في قلب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهي موت حفيد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وابن الإمام علي كرم الله وجهه، وابن السيدة فاطمة أشرف نساء خلق الله، وبنت رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قيل الحسين وقع شهيداً على أيدي جماعة ظالمة، وهو لم يكن يبلغ من العمر سوى ٦٥ عام، وهو من قال فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم ” الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة”.
العبر والمواعظ والأحداث في هذا اليوم
وكما أشرنا سابقاً أن في هذا اليوم لمن العبر والمواعظ والأحداث ما يجعلنا نستوقف أنفسنا للتعلم وإدراك الجانب الإيجابي في كلا من تلك الأحداث، فالدين الإسلامي هو دين العلم والمعرفة، هي دين الحكم والمواعظ والإدراك، لذا تستوقفنا هنا بعض الأحداث التي نوضحها لكم على النحو التالي :
- موسى عليه السلام وقف أمام الملك الظالم الطاغية، حاكم مصر آنذاك والذي اشتهر بظلمه وكفره وجبروته، ولذا قال عنه الله سبحانه وتعالى ” وإن فرعون لعال في الأرض”، قتل الرجال وذبح الذكور، واستحيا ما حرمه الله من نساءهم، وقال لهم ما علمت لكم من إله غيري، فكان من أشد الطغاة والمشرفين، فبعث له الله سبحانه وتعالى بموسي، وارسله إلى أهل مصر كافة، فدعاهم إلى عبادة الله الواحد الأحد الفرد الصمد، من يقول للشيء كن فيكون، يجري السحاب بأمره، فالق الحب والنوي، يخرج الثمرات من الأرض، فآمن بعضهم، وأنكر بعضهم خوفاً من طغيان الملك، وما أن علم فرعون قام بهم قتلا واسرا وسجنا، فقال فيه نبي الله موسي” يا قوم إن كنتم آمنتم بالله فعليه توكلوا إن كنتم مسلمين”، وما كان من قومه سوي ” فقالوا على الله توكلنا ربنا لا تجعلنا فتنة القوم الظالمين، ونجنا برحمتك من القوم الكافرين”، وهاجر موسى وقومه إلى بلاد الشام.، وقد نصره الله إيماناً منه بقول الله سبحانه وتعالى” كلا إن معي ربي سيهدين”.
- نبي الله نوح الذي دعا قومه وأهله إلى عبادة الله الواحد الأحد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد، من نجي موسى من الغرق وشق له البحر وأغرق فيه الحاكم الظالم، ومن نجي يونس عليه السلام من بطن الحوت بقول لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين، ونجي سيدنا محمد صلوات الله وسلامه عليه وهو في الغار بقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا، الإيمان بالله هو المنجي من الهلاك، هو الطريق إلى الخلاص، ولكن قومه رفضوا أشد الرفض، وقد استهزءوا بما يردده حول عقاب الله لعباده الظالمين، وما أن أمر الله نبيه بنزول السفينة في الماء، وأخذ من كل زوجين إثنين، وعندما ابحر نوح عليه السلام وترك من رفض الإيمان بالله والتوحيد، إلا أن الله سبحانه وتعالى أغرق من في المدينة كاملاً، وقد هلكت القرية الظالمة ونجي الله نبيه ومن آمن معه.
- ويونس عليه السلام حينما ابتلعه الحوت، كان متيقنا أن هذا من عند الله، وما هو من بلاء فإن الله لا يأتي بمكروه، وظل يردد دعاءه لله عز وجل إيماناً منه بقدرة الله ورحمته لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين، فأنجاه الله وأخرجه من بطن الحوت سالما.
أخواتي المسلمين اليوم هو العاشر من شهر محرم وهو أحد الأشهر الحرام، وللأشهر الحرم مكانة دينية لا يستهان بها، حيث قال الله تعالى في كتابه الكريم ” إن عدة الشهور عند الله اثنتا عشر شهراً في كتاب الله يوم خلق السماوات والأرض منها أربعة حرم ذلك الدين القيم فلا تظلموا فيهن أنفسكم”.
فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم يوم عاشوراء ويوم يسبقه حتى يخالف اليهود، ولذا فهي سنة يجب اتباعها، اللهم اجعلنا ممن اتبع هداك إلى يوم الدين، اللهم إنا نسألك الجنة، ونعيذ بك من النار.