لماذا لم تبدأ سورة التوبة بالبسملة، ان القرىن الكريم هو كلام الله عز وجل المنزل على سيدنا محمد ليكون معجزة خالدة انبي محمد صلى الله عليه وسلم، حيث ان كل اية في القران معجزة بكل ما فيها وقد روى في ذكر اعجاز كتاب الله قول ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم: (إنَّ هذا القرآنَ مأدبةُ اللهِ فاقبَلوا مأدُبتَه ما استطعتَم إنَّ هذا القرآنَ حبلُ اللهِ والنُّورُ المبينُ والشِّفاءُ النَّافعُ عصمةٌ لمن تمسَّك به ونجاةٌ لمن اتَّبعه لا يزيغُ فيُسْتَعْتَبُ ولا يَعوَجُّ فيُقوَّمُ ولا تنقضي عجائبُه ولا يخَلقُ من كثرةِ الرَّدِّ)، لنتعرف معا لماذا لم تبدأ سورة التوبة بالبسملة.
محتويات
سورة التوبة في القرآن الكريم
ان من السور المعجزة في القرآن الكريم سورة التوبة ومن اعجازها ان الله عز وجل قد افتتح جميع سور القرىن الذي يبلغ عددها مائة واربعين سورة بالبسملة ويستثنى سورة التوبة، حيث ان القارئ ينتقل فيها من الاستعاذة الى اول آية من سورة التوبة فورا وهو قول الله عز وجل: (بَرَاءَةٌ مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى الَّذِينَ عَاهَدتُم مِّنَ الْمُشْرِكِينَ)، وذلك دون ذكر بسملة على خلاف العادة وقد حير ذلك الامر العديد من العلماء والمفسرين وايضا اهل اللغة والبلاغة لشدة اعجاز تلك الامر وعنايته بكافة االتفاصيل في السورة وما تحمله ايضا من معاني ومن احكام، لنتعرف سويا لماذا لم تبدأ سورة التوبة بالبسملة.
التعريف بسورة التوبة
ان سورة التوبة هي احد السور المدينة التي نزلت في الدينة المنورة باستثناء اخر ايتان منها حيث انها مكيتان، وهما قول الله تعالى: (لَقَدْ جاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ ما عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ)، حيث تسمى سورة التوبة بسورة براءة وذلك لافتتاحها بقول الله عز وجل: (بَرَاءَةٌ مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ)، ومن اسمائها الفاضحة وذلك لانها فضحت المنافقين عند نزولها وقد سميت بالمبعثرة لانها بعثرت اسرار المنافقين وايضا قد كشفت خفاياهم وهي السورة التاسعة من سور القرآن الكريم، وقال ابن عاشور ان سورة التوبة لها اربعة عشر اسم وقد ذكر منها في تفسيره الشهير تفسير ابن عاشور حيث ان لسورة التوبة اربعة عشر اسم وقد ذكر منها في تفسيره الشهير ابن عاشور ومن اسمائها التوبة وبراءة والمقشقشة والفاضحة والعذاب والمنقرة والبحوث والحافزة والمثيرة والمبعثرة والمخزية والمشددة والمدمدمة.
فضل سورة التوبة
ان لسورة التوبة فضل كبير، حيث جاء في فضل سورة التوبة ما روته السيدة عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إنّه ما نزل عليّ القرآن إلا آية آية وحرفًا حرفًا خلا سورة براءة، وقُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ، فإنّهما أنزلتا عليّ ومعهما سبعون ألف صف من الملائكة كل يقول: يا محمد استوص بنسبة الله خيرا)، خيث تسائل العديد لماذا لم تبدأ سورة التوبة بالبسملة.
سبب عدم ورود البسملة في سورة التوبة
ما روي عن ابن عباس رضي الله عنهما انه قال قلت لعثمان: (ما حملكم على أن عدتم إلى الأنفال وهي من المثاني، وإلى براءة وهي من المائين، فقرأتموهما معا ولم تكتبوا بينهما سطر (بسم الله الرحمن الرحيم) ووضعتموهما في السبع الطوال؟ فقال عثمان: كان النبي صلى الله عليه وسلم تنزل عليه السورة ذوات العدد، فكان إذا نزل عليه شيء يدعو بعض من يكتب له ويقول: ضعوا هذه في السورة التي يذكر فيها كذا وكذا، وكانت الأنفال من أول ما أنزل عليه بالمدينة، وكانت براءة في آخر القرآن، وكانت قصتها تشبه بعضها بعضا فظننت أنها منها، وقبض النبي صلى الله عليه وسلم ولم يبين لنا أنّها منها، فمن أجل ذلك قرنت بينهما، ولم أكتب بسم الله الرحمن الرحيم)، حيث ذكر عن الكلبي انه قال براءة من الانفال لذلك لم يكتب بسم الله الرحمن الرحيم وهي تسمى بالفاضحة وذلك لانها فضحت المنافقين.
ورود البسملة في افتتاح السورة
حيث قيل ان سبب ذلك ما روي عن علي بن ابي طالب من انه سئل عن ذلك وقال: (لأنها نزلت في السيف، وليس في السيف أمان، وبسم الله الرحمن الرحيم من الأمان)، وقد روي عن السيدة عائشة رضي الله عنها انها قد قالت: (نسي الكاتب أن يكتب – بسم الله الرحمن الرحيم – في أول هذه السورة، فتركت على حالها)، وقد قيل انه كان من شان العرب في الجاهلية اذا كان بينهم وبين قوم عهد ومن ثم ارادوا نقضه كتبوا اليهم كتاب ولم يبدؤو فيهم ببسمة الله ولما نزلت سورة براءة بنقض العهد الذي كان بين النبي صلى الله عليه وسلم والمشركين ولما كان منهم في غزوة تبوك من نقض عهود وايضا خيانة بعث الرسول صلى الله عليه وسلم بسورة التوبة مع علي بن ابي طالب رضي الله عنه فقرأها عليهم في موسم الحج ول يبدأ ببسم الله الرحمن الرحيم جريا بالعادة العرب في ذلك ويخصص نقض العهد وترك البسملة، حيث تسائل العديد لماذا لم تبدأ سورة التوبة بالبسملة.