هذا الذي تعرف البطحاء وطأته

هذا الذي تعرف البطحاء وطأته، تعد هذه  القصيدة من أشهر القصائد التي تعود للشاعر الأموي الذي يطلق عليه لقب الفرزدق، وهو همام بن غالب بن صعصعة يكنى بأبو فراس، وقد ولد الشاعر في مدينة البصرة عام 641 ميلادي، وقد ترعرع الشاعر في الوسط البدوي لذلك أخذ عنهم صفاتهم وقوتهم وجلافة طباعهم، بالإضافة الى تعاليه الذي كان يمزج بالشرف والكرم وأصالته، وكان يتنقل ما بين الخلفاء والأمراء، ويمدحهم ويهجوهم ويعود مرة أخرى لمدحهم، وكان من أكثر الأشخاص حبا لرسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم وآل بيته، فما هو نص قصيدة هذا الذي تعرف البطحاء وطأته، ولماذا قالها الشاعر، هذا ما سوف نقدمه لكم فيما يلي.

شرح هذا الذي تعرف البطحاء وطأته

شرح هذا الذي تعرف البطحاء وطأته
شرح هذا الذي تعرف البطحاء وطأته

قيلت قصيدة هذا الذي تعرف البطحاء وطأته عندما حج هشام بن عبدالملك، حيث طاف في البيت وعمل جاهدا لأن يلمس الحجر الأسود، ولكن لم يستطيع ذلك لأن الزحام كان كثير، فنصب اليه كرسي، ثم جلس عليه وأخذ ينظر للناس مع مجموعة من أعيان الشام، وعندما كان ينظر أتى اليه زين العابدين علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، ثم طاف بالبيت، وعندما ذهب الى الحجر الأسود بدأ الناس بالتفرق ليتمكن من الوصول اليه حتى وصله واستلمه، فقال أحد رجال أهل الشام لهشام، من هو هذا الرجل الذي يهابه الناس هذه الهيبة، فرد عليه هشام قائلا لا أعرفه وكان الشاعر الفرزدق حاضرا للموقف وقال: أنا أعرفه ثم اندفع فأنشد هذا الذي تعرف البطحاء وطأته، وقد أغضبت هذه القصيدة هشام فأمر بسجنه ما بين مكة المكرمة والمدينة.

نص قصيدة هذا الذي تعرف البطحاء وطأته

نص قصيدة هذا الذي تعرف البطحاء وطأته
نص قصيدة هذا الذي تعرف البطحاء وطأته

بعد أن عرضنا عليكم شرح قصيدة هذا الذي تعرف البطحاء وطأته، ولماذا قالها الشاعر الفرزدق، نقدم لكم نص قصيدة هذا الذي تعرف البطحاء وطأته كاملا:

هَذا الّذي تَعرِفُ البَطْحاءُ وَطْأتَهُ

وَالبَيْتُ يعْرِفُهُ وَالحِلُّ وَالحَرَمُ

هذا ابنُ خَيرِ عِبادِ الله كُلّهِمُ،

هذا التّقيّ النّقيّ الطّاهِرُ العَلَمُ

هذا ابنُ فاطمَةٍ، إنْ كُنْتَ جاهِلَهُ،

بِجَدّهِ أنْبِيَاءُ الله قَدْ خُتِمُوا

وَلَيْسَ قَوْلُكَ: مَن هذا؟ بضَائرِه،

العُرْبُ تَعرِفُ من أنكَرْتَ وَالعَجمُ

كِلْتا يَدَيْهِ غِيَاثٌ عَمَّ نَفعُهُمَا،

يُسْتَوْكَفانِ، وَلا يَعرُوهُما عَدَمُ

سَهْلُ الخَلِيقَةِ، لا تُخشى بَوَادِرُهُ،

يَزِينُهُ اثنانِ: حُسنُ الخَلقِ وَالشّيمُ

حَمّالُ أثقالِ أقوَامٍ، إذا افتُدِحُوا،

حُلوُ الشّمائلِ، تَحلُو عندَهُ نَعَمُ

ما قال: لا قطُّ، إلاّ في تَشَهُّدِهِ،

لَوْلا التّشَهّدُ كانَتْ لاءَهُ نَعَمُ

عَمَّ البَرِيّةَ بالإحسانِ، فانْقَشَعَتْ

عَنْها الغَياهِبُ والإمْلاقُ والعَدَمُ

إذ رَأتْهُ قُرَيْشٌ قال قائِلُها:

إلى مَكَارِمِ هذا يَنْتَهِي الكَرَمُ

يُغْضِي حَياءً، وَيُغضَى من مَهابَتِه،

فَمَا يُكَلَّمُ إلاّ حِينَ يَبْتَسِمُ

بِكَفّهِ خَيْزُرَانٌ رِيحُهُ عَبِقٌ،

من كَفّ أرْوَعَ، في عِرْنِينِهِ شمَمُ

يَكادُ يُمْسِكُهُ عِرْفانَ رَاحَتِهِ،

رُكْنُ الحَطِيمِ إذا ما جَاءَ يَستَلِمُ

الله شَرّفَهُ قِدْماً، وَعَظّمَهُ،

جَرَى بِذاكَ لَهُ في لَوْحِهِ القَلَمُ

أيُّ الخَلائِقِ لَيْسَتْ في رِقَابِهِمُ،

لأوّلِيّةِ هَذا، أوْ لَهُ نِعمُ

مَن يَشكُرِ الله يَشكُرْ أوّلِيّةَ ذا

فالدِّينُ مِن بَيتِ هذا نَالَهُ الأُمَمُ

يُنمى إلى ذُرْوَةِ الدّينِ التي قَصُرَتْ

عَنها الأكفُّ، وعن إدراكِها القَدَمُ

مَنْ جَدُّهُ دان فَضْلُ الأنْبِياءِ لَهُ؛

وَفَضْلُ أُمّتِهِ دانَتْ لَهُ الأُمَمُ

مُشْتَقّةٌ مِنْ رَسُولِ الله نَبْعَتُهُ،

طَابَتْ مَغارِسُهُ والخِيمُ وَالشّيَمُ

يَنْشَقّ ثَوْبُ الدّجَى عن نورِ غرّتِهِ

كالشمس تَنجابُ عن إشرَاقِها الظُّلَمُ

من مَعشَرٍ حُبُّهُمْ دِينٌ، وَبُغْضُهُمُ

كُفْرٌ، وَقُرْبُهُمُ مَنجىً وَمُعتَصَمُ

مُقَدَّمٌ بعد ذِكْرِ الله ذِكْرُهُمُ،

في كلّ بَدْءٍ، وَمَختومٌ به الكَلِمُ

إنْ عُدّ أهْلُ التّقَى كانوا أئِمّتَهمْ،

أوْ قيل: «من خيرُ أهل الأرْض؟»

قيل: هم لا يَستَطيعُ جَوَادٌ بَعدَ جُودِهِمُ

وَلا يُدانِيهِمُ قَوْمٌ، وَإنْ كَرُمُوا

هُمُ الغُيُوثُ، إذا ما أزْمَةٌ أزَمَتْ،

وَالأُسدُ أُسدُ الشّرَى، وَالبأسُ محتدمُ

لا يُنقِصُ العُسرُ بَسطاً من أكُفّهِمُ؛

سِيّانِ ذلك: إن أثَرَوْا وَإنْ عَدِمُوا

يُستدْفَعُ الشرُّ وَالبَلْوَى بحُبّهِمُ

وَيُسْتَرَبّ بِهِ الإحْسَانُ وَالنِّعَمُ.

وهنا نكون قد وصلنا واياكم لنهاية المقالة، والتي عرضنا عليكم من خلالها القصة الكاملة التي قال فيها الشاعر الفرزدق هذا الذي تعرف البطحاء وطأته، ونص قصيدة هذا الذي تعرف البطحاء وطأته كاملا، دمتم بود.

Scroll to Top