قصة عن الايثار من حياة الرسول، ان محمد صلى الله عليه وسلم هو أكرم الخلق وأتقاهم، وأكثرهم خلقاً فلا يسعنا أن نحصر أخلاق الرسول عليه السلام ببعض الكلمات، فهو الصادق الأمين قبل أن يستلم الرسالة، وهو النبيّ المختار من الله سبحانه وتعالى أمدّه بالرسالة ليهدي الناس إلى الدين الحق وهو صلى الله عليه وسلم يقدر على تحمل المصاعب التي سيواجهها من قبل الكفار والأعداء، وهو قدوة لكافة البشر بأخلاقه الحميدة التي وصفها الله عز وجل بقرآنه الكريم، فقال: “وَإِنّكَ لَعَلَىَ خُلُقٍ عَظِيمٍ”، ولا يوجد ما هو أفضل من تلك الشهادة العظيمة.
محتويات
قصص عن الايثار زمن الرسول
لقد كان رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم يتصف بالايثار فكان يؤاثر الاخرين على نفسه، بكل سرور وبكل حب، ويقدم لهم كل ما يملك، واليكم الان بعض من قصص عن الايثار من حياة الرسول صلى الله عليه وسلم:
- بعد أيام الشدة التي واجهت الرسول عليه السلام وأصحابه حيث كان الرسول عليه السلام يربط حجرين على بطنه كي يخفف شعوره بالجوع، حصل الرسول عليه السلام غنائم من الفتوحات، وكانت هذه الغنائم عبارة عن مجموعة كبيرة من الأغنام، فمرّ على الرسول عليه السلام أعرابي ونظر إلى تلك الأغنام بإعجاب فقدمها الرسول للرجل، وفرح الرجل بذلك وأسلم هو وقومه.
- قال ابن حجر: والذي يظهر أنَّه صلّ الله عليه وسلم كان يؤثر بما عنده، فقد ثبت في الصَّحيحين أنَّه كان -إذا جاءه ما فتح الله عليه مِن خيبر وغيرها مِن تمر وغيره- يدَّخر قوت أهله سنة، ثمَّ يجعل ما بقي عنده عُدَّة في سبيل الله تعالى، ثمَّ كان مع ذلك -إذا طرأ عليه طارئ أو نزل به ضيف- يشير على أهله بإيثارهم، فربَّما أدَّى ذلك إلى نفاد ما عندهم أو معظمه.
- قدمت امرأة هديةً للرسول عليه الصلاة والسلام، وكانت عبارة عن بردة، ولبسها الرسول عليه السلام، حيث إنّه كان محتاجاً إليها، وقدّم إليه أحد أصحابه وطلبها منه، فقدمها الرسول محمّد عليه السلام له بالرغم من حاجته إليها بكل طيب خاطر وسرور، وعندما رآه أصحاب الرسول أخبروه بأنه لم يكن عليه أن يطلبها من الرسول عليه السلام وهو محتاج لها، حيث إنّه يستحيل أن يرفض طلبه لأنّه لا يرد سائلاً. فأخبرهم بأنه لم يقصد أن يطلبها من الرسول ليلبسها بل قصد بأن يكفنه بها عند موته، وهذا ما حصل، حيث إنّه احتفظ بها وكفن بها بعد موته.
- عن سهل بن سعد، قال: ((جاءت امرأة ببردة، قال: أتدرون ما البردة؟ فقيل له: نعم، هي الشَّملة منسوج في حاشيتها. قالت: يا رسول الله، إنِّي نسجت هذه بيدي أكسوكها، فأخذها النَّبيُّ صلّ الله عليه وسلم محتاجًا إليها، فخرج إلينا وإنَّها إزاره، فقال رجل مِن القوم: يا رسول الله، اكسنيها. فقال: (نعم(فجلس النبي صلى الله عليه وسلمفي المجلس، ثمَّ رجع فطواها، ثمَّ أرسل بها إليه، فقال له القوم: ما أحسنت، سألتها إيَّاه، لقد علمت أنَّه لا يردُّ سائلًا. فقال الرَّجل: والله ما سألته إلَّا لتكون كفني يوم أموت. قال سهل: فكانت كفنه(.
- عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: ((إنَّا يوم الخندق نحفر فعرضت كُدْيَةٌ شديدةٌ فجاءوا النَّبيُّ صلّ الله عليه وسلم فقالوا: هذه كُدْيَةٌ عرضت في الخندق. فقال: أنا نازل ثمَّ قام -وبطنه معصوبٌ بحجر، ولبثنا ثلاثة أيَّام لا نذوق ذواقًا- فأخذ النَّبيُّ صلّ الله عليه وسلم المعول فضرب في الكُدْيَة فعاد كثيبًا أهيل أو أهيم، فقلت: يا رسول الله ائذن لي إلى البيت، فقلت لامرأتي: رأيت في النَّبيِّ صلّ الله عليه وسلم شيئًا ما كان في ذلك صبر فعندك شيء؟ فقالت: عندي شعير وعناق، فذبحت العناق . وطحنت الشَّعير حتى جعلنا اللَّحم بالبرمة. ثمَّ جئت النَّبيَّ صلّ الله عليه وسلم والعجين قد انكسر، والبرمة بين الأثافي قد كادت أن تنضج. فقلت:طعيِّم لي، فقم أنت -يا رسول الله- ورجل أو رجلان. قال: كم هو؟ فذكرت له، فقال: كثير طيِّب. قال: قل لها لا تنزع البرمة ولا الخبز مِن التَّنُّور حتى آتي. فقال: قوموا. فقام المهاجرون والأنصار، فلمَّا دخل على امرأته. قال: ويحك جاء النَّبيُّ صلّ الله عليه وسلم بالمهاجرين والأنصار ومَن معهم! قالت: هل سألك؟ قلت: نعم. فقال: ادخلوا ولا تضاغطوا، فجعل يكسر الخبز ويجعل عليه اللَّحم ويخمِّر البرمة والتَّنُّور إذا أخذ منه، ويقرِّب إلى أصحابه ثمَّ ينزع، فلم يزل يكسر الخبز ويغرف حتى شبعوا وبقي بقيَّةٌ. قال: كلي هذا وأهدي، فإنَّ النَّاس أصابتهم مجاعة).
لقد تحدثنا عن موضوع قصة عن الايثار من حياة الرسول، نتمنى متابعينا الكرام ان تكونوا قد استفدتم، وتعرفتم على بعض القصص عن الايثار في حياة رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم.