قصة الايثار في معركة اليرموك، الإيثار من الصفات الحميدة، ومن جملة الأخلاق القويمة التي حثت عليها الشرائع، كما أمر الرسول عليه الصلاة والسلام بأن يتحلى المؤمنون بهذا الخلق الكريم، الذي يعني حب الخير للآخرين وتفضيلهم على النفس وإعطائهم ما يحتاجون إليه حتى وإن كان صاحبه في أمس الحاجة إليه، ولهذا ذكر الله سبحانه وتعالى من يتصفون بهذا الخلق الكريم بأفضل الصفات، وجعله من أخلاق المؤمنين الذي يؤثرون إخوانهم على أنفسهم ولو كانت بهم حاجة، وقال تعالى” وَيُؤْثِرُون عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَة”.
محتويات
امثله على الايثار في معركة اليرموك
ان الايثار من الاخلاق التي دعا اليها الاسلام وحث على تعززها، فيه من مكارم الاخلاق، ولقد كان رسول الله علية الصلاة والسلام يحرص حرصا شديد على تربية الصحابة الكرام على كل ما هو فيه خير لهم ويهذب نفوسهم، وان الايثار كامن من اكثر ما حرص رسول الله على ان يزرعه في نفوس الصحابة الكرام رضوان الله عليهم، لكي يقفو مع بعضهم البعض ويساعدوا بعضهم في وقت الشدة التي قد تمر على أي منهم.
الايثار في معركة اليرموك
ان قصص الايثار وامثلته التي كانت في حياة الصحابة الكرام كثيرة ولا تحصى، وان من اكبر هذه الامثلة ما حصل ممن مؤاخاة بين المهاجرين والانصار بعد هجرة رسول الله الى المدينة المنورة، وان معركة اليرموك قد شهدة واحدة من اعظم صور الايثار بين الصحابة فقد أخرج أبو نُعيم، وابن عساكر عن حبيب بن أبي ثابت رضي الله عنه: أن الحارث بن هشام، وعكرمة بن أبي جهل، وعيَّاش بن أبي ربيعة – رضي الله عنهم – جُرحوا يوم اليرموك حتى أُثبتوا. فدعا الحارث بن هشام بماء ليشربه، فنظر إليه عكرمة، فقال: إدفعه إلى عكرمة، فلما أخذه عكرمة نظر إليه عيَّاش، قال: إدفعه إلى عيَّاش. فما وصل إلى عيَّاش حتى مات، وما وصل إلى أحد منهم حتى ماتوا، فقد اثر الصحابة رضوان الله عليهم شربة الماء على انفسهم و دفعها كل منهم الى الاخر ظنن منه انه بحاجة اشد لها منه على الرغم من الحاجة الشديدة التي كان يحتاجها كل منهم للماء.