وسطية اهل السنة والجماعة في باب الاعتقاد، الوسطية تعني العدل والانصاف والتوسط دون افراط أو تفريط، و العقيدة الاسلامية من العقائد الثابتة التي نشأت من اسس سليمة و أصول راسخة لكي تحقق الطمأنينة والسعادة والفوز الكبير في الدنيا والآخرة، هذا كله لأنها أتت بدلائل صحيحة و حجج وبراهين قوية، حيث كانت واضحة المعالم ومتوافقة بشكل كبير مع فطرة المسلمين القوية وقلوبهم السليمة، وتتميز هذه العقيدة بمميزات عظيمة تُظهر هذه المميزات جمال وكمال العقيدة الاسلامية، و من أهم ما يميز العقيدة توسطها، وأهل العقيدة هم أهل الوسطية، وهنا سنتناول وسطية أهل السنة والجماعة في باب الاعتقاد.
محتويات
مظاهر وسطية اهل السنة والجماعة في باب الاعتقاد
أول مظاهر وسطية اهل السنة والجماعة في باب الاعتقاد كان في توحيد اسماء الله وصفاته، فأهل السنة والجماعة كانوا وسطاً في باب أسماء الله وصفاته بين من عطلوا صفات الله و بين الذين شبهوا الله بصفات خلقه، فاولئك الذين عطلوا صفات الله كان على راسهم الجهمية، والذين شبهوا الله بصفات مخلوقاته كان على رأسهم الممثلة، والتعطيل والتشبيه بمجملهما باطلان لأن فيهما نكران لما منحه الله لنفسه من صفات، واهل السنة نهجهم يتمثل باثبات اسماء الله وصفاته له دون تعطيل أو تمثيل، وثاني مظاهر وسطية اهل السنة والجماعة كان في الاسماء والاحكام ونعني بالاسماء الاسماء التي تطلق على الانسان المكلف مثل (مؤمن، مسلم، كافر وهكذا)، والاحكام نعني بها كل ما يترتب على تلك الاسماء جزاء سواء كان عقاب أو ثواب، وتعددت الاقوال حول الاسماء والاحكام فقالت الخوارج أن الشخص الذي يرتكب الكبيرة يعد كافراً وخالداً في النار، بينما المعتزلة قالوا بأن الذي يرتكب الكبيرة يقع في مكان بين الايمان والكفر وهو خالد في النار ايضاً، والمرجئة كان لهم قول مختلف في هذا الامر فقالوا أن الذنب لا يضر مع الايمان والانسان بالنهاية يدخل الجنة بالايمان الذي يملكه، ولكن اهل السنة والجماعة اهل التةسط والاعتدال قالوا بأن بأن الذي يرتكب الكبيرة يعد مؤمن بقدر ايمانه و فاسق بقدر كبيرته، أي أنه لو مات دون توبة يدخل النار، وان تاب قبل موته وغفر الله له يدخل الجنة، وان لم يغفر له دخل النار ويكون جزاءه حسب ذنوبه ولا يخلد في النار.
الخلاصة، أهل السنة والجماعة هم اهل الوسطية الذين ساروا على نهج الرسول في كافة احكامهم، فتميزوا بالعدل والانصاف في كل الامور التي تناولوا الحديث عنها.