خطبة عن التحذير من جماعة الاخوان، تسعى المملكة العربية السعودية لمحاربة تنظيم جماعة الاخوان المسلمين، بحيث أقرت المملكة بتخصيص يوم الجمعة المقبل للتحذير من جماعة الاخوان، وجاء ذلك بعد أن أصدرت هيئة كبار العلماء في المملكة بيان أكدت فيه على أن جماعة الإخوان تنظيم ارهابي لا تمثل منهج الإسلام، ودعت فيه كافة الناس الى الحذر من هذه الجماعة وعدم الانتماء لها أو التعاطف معها، لذلك سوف نعرض عليكم فيما يلي خطبة عن التحذير من جماعة الاخوان.
محتويات
خطبة الجمعة عن التحذير من جماعة الاخوان
أعلن الشيخ الدكتور عبداللطيف بن عبدالعزيز آل الشيخ، وزير الشؤون الاسلامية والدعوة والارشاد في المملكة العربية السعودية، بيان لدعوى الخطباء بتخصيص خطبة الجمعة القادمة للحديث عن الأهمية التي يجب الاجتماع فيها على الحق والتحذير سواء أكان من التفرق أو الاختلاف، بالإضافة الى كل ما قد يؤثر على وحدة الصف خلف ولي الأمر، وأضاف آل الشيخ بأن على الخطباء التحذير من الجماعات التي تقوم على البيعة أو التنظيم، وأولها جماعة الاخوان المسلمين الإرهابية، التي وصفها بأنها منحرفة وقائمة على منازعة ولاة الأمر، والخروج عن أمر الحكام.
نوهت هيئة كبار العلماء في المملكة بأن على الخطباء التطرق الى تجريم جماعة الاخوان المسلمين، وأنها من الجماعات الإرهابية التي لا تمثل منهج الإسلام الحنيف، وضرورة التحذير من الجماعات المتطرفة، واظهار الخطر الذي يلحقونه بالدين والمجتمع، وقد وصل هذا التعميم لكافة خطباء في مساجد المملكة العربية السعودية.
خطبة عن التحذير من جماعة الاخوان 1446
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره؛ ونعوذ بالله من شرور أنفسنا؛ ومن سيئات أعمالنا؛ من يهده الله فلا مضل له؛ ومن يضلل فلا هادي له؛ وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له؛ وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ )، ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا )، ( يَا أَيُّهَا الَّذِين ءَامَنُواْ اتَّقُوا اللهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا )، انّ خير الكلام كلام الله، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثةٍ بدعة وكل بدعةٍ ضلالة، وكل ضلالةٍ في النار، أما بعد:
اخواني المسلمين لا يزال حديثنا موصولا في بيان كل ما هو حقيقة، ودفاعنا عن منهجنا الإسلامي وعقيدتنا الغراء، إذ أن رأس مال المسلم هي العقيدة والمنهج الصحيح، وأصول دينه وثوابته الوطنية والدينية، فإن خفت على المسلم عقيدته ضعف عنده العلم بالمنهج الإسلامي فلا يجد نفسه الا وكان ألعوبة في أيدي أصحاب الأهواء والأحزاب والمناهج الضالة، والتي تخالف شرع الله في الأرض، وهذا الأمر ظاهر وواضح ولا يخفى على الناس أجمعين، إذ نجد اخواني المسلمين الكثير من الناس يضيق صدره وتخبث نفسه عند سماعه أحد يبين الحق، وهو الحق الذي أوجبه الله سبحانه وتعالى على أهل العلم والدعوة، وهو بقوله تعالى ( وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيننه للناس ولا تكتمونه )، وهو دليل واضح على عدم الفهم الصحيح لمقاصد الشرع المطهر، لذلك عليك الحذر أخي المسلم من أن ترد الحق، مهما كان مصدر هذا الحق.
أيها الإخوة لقد ضرب اجرام وبطش جماعة الإخوان المسلمين في دول الخليج، هذه الجماعة التكفيرية الدموية الخارجة عن الدين، التي نجد فيها الكثير من دعاة الإخوان والمؤيدين لهم والمتأثرين في نهجهم كثر، يسيرون على الطريق الخاطئ والنهج المظل، وهو نهج امامهم الضال حسن البنا، وآخرين أمثال القرضاوي وسيد قطب ومن على منهجهم، وقد نستذكر بأن جماعة الإخوان المسلمين عندما ضاقت بهم الأرض وطردهم الكثيرين من دول العرب، جاءوا الى المملكة السعودية ولجأوا لها، وقد استقبلتهم السعودية وصانت حياتهم من بعد الله سبحانه وتعالى، وقد حفظت لهم كرامتهم وحياتهم ومحارمهم، وجعلتهم آمنين مثلهم مثل باقي مواطنين ومقيمين المملكة، وقد عارض الكثير من اخواننا في الدول العربية الشقيقة هذا التصرف، ورغم ذلك استضفناهم بكل رحب صدر، وما بعد بقاءهم لعدة سنوات طول بيننا وبين أهالينا، اوجدنا لهم العمل وفتحنا لهم المدارس والجامعات، ولكن للأسف مثل هؤلاء لم ينسوا الارتباطات المتطرفة السابقة، وقد بدأوا في تجنيد مواطني المملكة وينشؤون التيارات الحزبية ضد ولاة الأمر وضد المملكة.
نستذكر أخواني بأن أحد قادة الإخوان المسلمين البارزين قد تجنس في المملكة السعودية، وعاش في البلاد لمدة وصلت الى أربعين سنة تقريبا، وعندما عرض عليه سؤال من هو مثلك الأعلى قال ( مثلي الأعلى حسن البنا )، هذا هو مثله الأعلى بدلا عن رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم وصحابته، إذ نفسر هذا القول بأن هذا الرجل لا زال متعلق بأفكاره الحزبية لجماعة الإخوان المسلمين التي دمرت الوطن العربي، لذلك يجب علينا محاربة الاخوان المسلمين وطردهم من أي مكان نجدهم فيه، فقد أساءوا لمملكتنا وأوطاننا وسببوا العديد من المشاكل، ومنهم أمثال حسن الترابي الذي عاش بيننا وتلقى تعليمه في جامعة الملك عبدالعزيز، الى أن وصل به الأمر بالانقلاب على المملكة وعلى خصوصياتها.
الحديث يطول عن جماعة الاخوان المسلمين وما يفعلونه من تشويه لصورة الدين الإسلامي الحنيف بأفعالهم وجرائمهم، ونجد الكثيرين من الناس اللذين ظلوا طريقهم ينجرون وراء هذه الجماعة كالبهيمة التي تساق الى مقتلها ومذبحها لتلقى بعد ذلك حتفها وهي لا تعلم، وإن شارف هذا الشخص على الهلاك والموت يقول إني تبت الآن وأندم على ما فعلت، وهو دليل واضح بأنه غير مقتنع تماما بما يفعله وبما يراه في منهج الاخوان المسلمين، لذلك اخواني علينا اتقاء الله سبحانه وتعالى في أنفسنا وأبناءنا وأمتنا، لقوله تعالى ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ ).
اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلا ووفقنا لاجتنابه، ولا تجعله ملتبسا علينا فنضل، واجعلنا للمتقين إماما، اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك، ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب، اللهم احفظ علينا ديننا وأمننا واستقرارنا، اللهم من أرادنا بسوء فأشغله بنفسه واجعل كيده في نحره واجعل تدبيره في تدميره يا قوي يا عزيز، اللهم وفق ولاة أمورنا لكل خير وبصرهم في أعدائهم، وارزقهم البطانة الصالحة الناصحة التي تعينهم على الخير وتدلهم عليه يا رب العالمين. اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار، سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين.
وهنا نكون قد وصلنا واياكم لنهاية المقالة، والتي عرضنا عليكم من خلالها خطبة عن التحذير من جماعة الاخوان، بعد أن نوهت هيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية عن ضرورة القاء خطبة الجمعة المقبلة، والتي تشتمل على تحذير الناس من خطر جماعة الاخوان المسلمين وفكرهم العقيم، دمتم بود.