نتعرف هنا على قصة عبدالله بانعمة التي يتساءل عنها الكثير من الناس وخصوصا انه لفت الانتباه بسبب التحديات الصعبة التي تواجهه، من خلال المضي قدما فان القصة تسير نحو فهم العديد من الاحداث المهمة التي مر بها عبدالله بانعمة، وقد كان والده عمر يهتم كثيرا بتربيته حتى يكون فتى صالحا يتقي الله ويعلم كيف يكرس وقته من اجل الاخرة وليس الحياة الدنيا الزائلة التي يقع الكثير من الناس في فخها.
محتويات
قصة عبدالله بانعمة
لقد ولد عبدالله بانعمة في سنة 1974 في مكة المكرمة بالسعودية وقد بقي فيها لمدة سنتين مع والديه الذين كانا يمكثان فيها قبل ان ينتقل الى اليمن ارض الوطن حيث توجه والده الى مدينة الغيل الموجودة في محافظة حضرموت وهناك قضى عبدالله بانعمة طفولته وقد اطلق العنان لطفولته ومراهقته في اليمن في مدينة الغيل والتي كان يقوم بكل ما يقوم به الاطفال من لعب ولهو، وكان مفعم الحيوية ويتمتع بصحة جيدة وقد كان يحب الرياضة مثل الركض والسباحة.
نستمر في عرض قصة عبدالله بانعمة وهو داعية اسلامي مقعد بسبب اصابته بشلل رباعي في صغره وهو ما حول حياته رسا على عقب. وسوف نتعرف في الفقرة التالية على سبب اصابته بالشلل الرباعي الذي جعله داعية معاق لا يقوى على الحركة.
عبدالله بانعمة قبل الشلل
لقد وقع الحادث وهو في ذروة شبابه في نهاية التسعينيات من اواخر القرن الماضي. لقد كان عبدالله بانعمة شابا يافعا يحب ممارسة الرياضة وقد كان يخرج دوما مع اصدقائه للعب واللهو، وفي يوم من الايام في نهاية التسعينات استشعر والده بان ابنه عبدالله بانعمة قد يكون مدخن وهو لا يعلم، فساله والده هل تدخن يا عبدالله، فاجاب عبدالله: “لا والله لا ادخن” ورد عليه والديه “ان كنت تدخن يا عبدالله الله يكسر قبتك”.
وللاسف كان عبدالله بانعمة يدخن ولكن والده لا يعلم ذلك، وقد كان يختلي لوحده او يخرج مع اصدقائه يدخن، ودعوة والده هذه هي ما غيرت حياته كلها، حيث انه في اليوم التالي عندما خرج عبدالله بانعمة مع اصدقائه للسباحة، فقد تعرض لاصابة بالغة في الرقبة وقام اصدقائه بنقله الى المستشفى فورا وهناك اعلن الاطباء اصابته في احد الاعصاب الارئيسية المسؤولة عن الحركة، وقد اصيب عبدالله بانعمة بشلل رباعي لا علاج له ابدا.
منذ تلك اللحظة وقد تغيرت حال عبدالله بانعمة وقد اصبح اكثر وعيا لهذه الحياة الدنيا الزائلة التي هي عبارة عن اختبار والحياة الحقيقية هي الحياة الاخرة، واصبح عبدالله بانعمة يكرس حياته في الاتجاه الصحيح بعد ان كان تائها في ملذات هذه الدنيا التي لا تساوي جناح بعوضة.
واليوم عبدالله بانعمة هو داعية اسلامي مشهورة ويصعد على مختلف المنابر من اجل نشر التوعية بين الناس ويؤكد لهم الحرص من الكذب واغضاب الله عز وجل، ويدعو الناس الى عدم نسيان ان هذه الدنيا زائلة، وان يعملوا من اجل حياتهم الاخرة كما يعملون من اجل الحياة الدنيا.
عبدالله بانعمة وزوجته
لقد تزوج عبدالله بانعمة قبل سنوات ولم تمنعه اصابته بالشلل من جراء الحادث الذي وقع قبل سنوات طويلة في بركة السباحة عندما كذب على والده بشان انه لا يدخن وهو في الواقع كان يدخن، وقد استجاب الله الى دعوة والده الذي قال له الله يكسر رقبتك يا عبدالله ان كنت تدخن، وخصوصا ان هذا الفعل الذي انكره هو حرام شرعا، وقد تحدث عبدالله بانعمة زوجته انهم كيف استطاعوا من تجاوز كافي التحديات الكثيرة التي تساهم في نشر الصورة الواضحة بشان الحياة الصعبة التي يمكن ان تواجه الشخص.
وقد انتشرت قصة الداعية عبدالله بانعمة المصاب بالشلل ولا يستطيع تحريك اي اطرافه الاربعة، سواء يداه او رجليه، وهذا من اصعب انواع البلاء التي يمكن ان تقع على المسلم، ولكن عبدالله بانعمة استطاع ان يجتاز المشاعر السلبية الضخمة التي يمكن ان تنتج عن الاصابة بالشلل وقد علم ان الله قد ابتلاه لانه يحبه، وانه سوف يكرس حياته من اجل نشر قصته وتوعية الناس ودعوتهم الى عبادة الله عز وجل. وعدم السماح للشيطان بان يتمكن من اي مسلم ويجذبه نحو تلاهي الدنيا الكثيرة التي تلهي العبد عن طاعة الله عز وجل.