كيف تزيد من محبتنا للنبي، محبة الرسول واجبة على كل مسلم، فقد قال تعالى “قُل إِن كانَ آباؤُكُم وَأَبناؤُكُم وَإِخوانُكُم وَأَزواجُكُم وَعَشيرَتُكُم وَأَموالٌ اقتَرَفتُموها وَتِجارَةٌ تَخشَونَ كَسادَها وَمَساكِنُ تَرضَونَها أَحَبَّ إِلَيكُم مِنَ اللَّـهِ وَرَسولِهِ وَجِهادٍ في سَبيلِهِ فَتَرَبَّصوا حَتّى يَأتِيَ اللَّـهُ بِأَمرِهِ وَاللَّـهُ لا يَهدِي القَومَ الفاسِقينَ”، حيث ان الله في هذه الآية توعد أولئك الذين يقدمون أي شيء على محبة الله ورسوله، والله لا يتوعد الا من ارتكب ذنباً عظيماً، والذنب العظيم هنا هو ألا نرجح حب الرسول على حب أهواءنا، لذا يجب أن يستوطن حب الله ورسوله قلب كل مسلم، ويقدموا حب الرسول على حب غيره من الناس مثلما قال تعالى “النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ”، فيجب على كل مسلم أن يقدم الرسول على أي شيء، ويقدم ما أمرنا به الرسول على اهوائنا ورغباتنا، وايمان المسلم متوقف على محبته للرسول، وهذه المحبة نعني بها أن يميل قلب المؤمن للرسول ميلاً يجعله يؤثر حب الرسول عن حب سواه، وفي هذا المقال سنعرف كيف تزيد من محبتنا للنبي.
محتويات
الأمور التي تزيد من محبتنا للنبي
معظمنا نتغنى بحب الرسول ونفتخر بهذه المحبة، ولكن اذا نظرنا لأنفسنا سنجد ان محبتنا للرسول ليست سوى قول يخرج من أفواهنا، ولكن كيف نزيد من محبتنا للرسول ونترجم هذه الاقوال الى أفعال وتصرفات، تجعلنا فعلاً نحب الرسول حباً كبيراً، فهناك العديد من الأمور التي لا بد لنا الالتزام بها لتزيد من محبتنا للنبي وهذه الأمور هي :
- نقدم حب النبي على كل شيء مما تحب أنفسنا في هذه الدنيا: وهذا لأننا لو قدمنا حب أي شيء على حب الرسول، نعد حينها فاسقين، ومهددين بغضب من الله، لقوله تعالى “قُلۡ إِن كَانَ ءَابَآؤُكُمۡ وَأَبۡنَآؤُكُمۡ وَإِخۡوَٰنُكُمۡ وَأَزۡوَٰجُكُمۡ وَعَشِيرَتُكُمۡ وَأَمۡوَٰلٌ ٱقۡتَرَفۡتُمُوهَا وَتِجَٰرَةٞ تَخۡشَوۡنَ كَسَادَهَا وَمَسَٰكِنُ تَرۡضَوۡنَهَآ أَحَبَّ إِلَيۡكُم مِّنَ ٱللَّهِ وَرَسُولِهِۦ وَجِهَادٖ فِي سَبِيلِهِۦ فَتَرَبَّصُواْ حَتَّىٰ يَأۡتِيَ ٱللَّهُ بِأَمۡرِهِۦۗ وَٱللَّهُ لَا يَهۡدِي ٱلۡقَوۡمَ ٱلۡفَٰسِقِينَ(التوبة: ٢٤).
- ترك الذنوب والمعاصي: وهذا تأسياً بنهج الرسول، واستجابة لأوامره، وبعداً عن نواهيه، فقد قال رسول الله “مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَسْبِقَ الدَّائِبَ الْمُجْتَهِدَ فَلْيَكُفَّ عَنِ الذُّنُوبِ”.
- قراءة سيرة الرسول وأحاديثه والتأمل فيها: لأن من يقرأ سيرة الرسول سيتعلق به تعلقاً شديداً، لأنه سيرته واحاديثه تدفع الانسان لحب الرسول واتباعه، كما أن الله قد عاب من ليس لديه علم بسيرة الرسول صلى الله عليه وسلم، فقد قال تعالى “أَمۡ لَمۡ يَعۡرِفُواْ رَسُولَهُمۡ فَهُمۡ لَهُۥ مُنكِرُونَ”(المؤمنون: ٦٩).
- اتباع سنة الرسول وآثاره: لا يكون المحب كاملاً مكتملاً في حبه للرسول إلا اذا كان تابعاً له، أي يتبعه بكل ما امر به من نوافل وعبادات ومعاملات وحسن خلق وفرائض.
- كثرة الصلاة على النبي: من يحب شيء يكثر من ذكره، فكيف بمن يحب رسول الله؟، والمكثرين من الصلاة على النبي تزول همومهم وتغفر ذنوبهم.
- صحبة أحباب الرسول ومحبيه ومحبتهم: فصحبة أحباب الرسول ستدفعنا لحب الرسول أكثر وتجعل قلوبنا متعلقة به أكثر، لأن سيرة الرسول سوف تعطر المجالس حينها.
وهكذا نزيد من محبتنا لرسول الله، حين يقترن حب رسول الله باتباعه وصحبة محبيه وكثرة الصلاة عليه وترك المعاصي والذنوب وسماع سيرته والالتزام بأوامره والابتعاد عن نواهيه، وهذا كله سيعود بالنفع علينا، لأن من يحبه الرسول سيشفع عنه يوم القيامة.