تفسير الظلم في قوله تعالى الذين امنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم اولئك لهم الامن وهم مهتدون

تفسير الظلم في قوله تعالى الذين امنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم اولئك لهم الامن وهم مهتدون، الظلم في اللغة يعني وضع الشيء في غير موضعه، وهو عبارة عن مجاوزة الحد، بينما معناه اصطلاحاً فهو ان يوضع الشيء في مكان غير مكانه سواء كان بزيادة أو نقصان، وهو التعدي عن الحق والتسمك بالباطل، كما أنه التصرف في أملاك الاخرين، والظلم له أنواع عديدة، ومن أنواع الظلم ما يلي، أولاً الظلم الذي يتعلق بالله تعالى، والمقصود هنا الشرك، حيث يعتبر الشرك من أعظم أنواع الظلم، حيث يظلم الانسان نفسه حين يبتعد عن الله، ويولي وجهه نحو عبادة غير الله، والنوع الثاني من أنواع الظلم هو ظلم الانسان لنفسه ويكون هذا بارتكابه المعاصي والذنوب، سواء كانت هذه الذنوب صغيرة أو كبيرة، فكل ما يرتكبه الانسان يحسب عليه، والنوع الثالث والأخير هو ظلم الانسان للآخرين، من خلال التعدي على حقوقهم، أو ارتكاب ما يسئ لهم، ونحن سنفسر الآن معنى الظلم الذي ورد في الآية الكريمة.

“ولم يلبسوا ايمانهم بظلم” تفسير الظلم في هذه الآية

“ولم يلبسوا ايمانهم بظلم” تفسير الظلم في هذه الآية
“ولم يلبسوا ايمانهم بظلم” تفسير الظلم في هذه الآية

سنقوم بتفسير الآية الكريمة كاملةً ومن خلال تفسيرها سيصبح تفسير الظلم الذي ذكر فيها واضح، “الذين امنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم أولئك لهم الامن وهم مهتدون”، وتفسير هذه الآية موضح في النقاط التالية:

  • “الذين آمنوا”، والايمان هنا يعني التصديق الجازم، وهو عبارة عن تصديق الإسلام بالقلب، والاقرار به باللسان، والانقياد له بالأعمال والجوارح، ساعياً الانسان من خلاله لطاعة الله.
  • “ولم يلبسوا ايمانهم بظلم”، أي لم ينقضوا ايمانهم بالشرك بالله، الذي يعتبر من نواقض الإسلام، أي تفسير الظلم في هذه الآية هو الشرك بالله، والشرك الأكبر يقصد به أن يعبد الانسان غير الله معه، وهناك صور عديدة للشرك الأكبر منها:
    • دعاء الأموات.
    • الذبح للأموات.
    • الرضا بالتحاكم لغير شريعة الله.
    • حبُّ الشيء مثلَ حبِّه، والخوفُ من الشيء مثلَ خوفِه.
  • وهناك نوع آخر للشرك، وهو الشرك الأصغر الذي يقصد به الذنوب التي تضعف من ايمان المسلم، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((الدواوين ثلاثة: ظلمٌ لا يغفرُه الله؛ وهو الشرك به، وظلم يغفره الله؛ وهو ما بين العبد وربه، وظلمٌ لا يتركه الله؛ وهو ما بين العباد)).
  • “أولئك”، أولئك اسم إشارة يفيد تعظيم للذين آمنوا بالله ولم يشركوا به”.
  • “لهم الأمن”، أي لهم الحماية من ضلال الشيطان وفساده، ومن سوء الخاتمة، وعذاب القبر، وعذاب يوم القيامة أيضاً.
  • “وهم مهتدون”، أي مهتدون للسعادة والنعيم، والصراط المستقيم، ورضا الله ومغفرته.

وهكذا بات واضحاً لدينا تفسير الظلم في الآية الكريمة “الذين امنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم أولئك لهم الامن وهم مهتدون”، كما أننا وضحنا بشكل مبسط تفسير الآية كاملة، ليكون المعنى اوضح واشمل.

Scroll to Top