يوضع لوزن اعمال العباد يوم القيامة، ان لأعمال العباد ميزان حقيقي يوم القيامة، توزن فيه أعمالهم، وهذا يكون بعد الحساب والموقف العصيب، فيوضع الميزان لوزن الاعمال التي قام بها العباد في حياتهم والصحف التي أخذوها عند الحساب، فقد قال تعالى “وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ”[الأنبياء: 47]، وقال رسول الله عن ميزان يوم القيامة: “يُوضَعُ الْمِيزَانُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَلَوْ وُزِنَ فِيهِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ لَوَسِعَتْ، فَتَقُولُ الْمَلَائِكَةُ: يَا رَبِّ لِمَنْ يَزِنُ هَذَا؟ فَيَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى: لِمَنْ شِئْتُ مِنْ خَلْقِي، فَتَقُولُ الْمَلَائِكَةُ: سُبْحَانَكَ مَا عَبَدْنَاكَ حَقَّ عِبَادَتِكَ، وَيُوضَعُ الصِّرَاطُ مِثْلَ حَدِّ الْمُوسَى، فَتَقُولُ الْمَلَائِكَةُ: مَنْ تُجِيزُ عَلَى هَذَا؟ فَيَقُولُ: مَنْ شِئْتَ مِنْ خَلْقِي، فَيَقُولُ: سُبْحَانَكَ مَا عَبَدْنَاكَ حَقَّ عِبَادَتِكَ”، ومن خلال هذا المقال سنتعرف اكثر على ميزان يوم القيامة، وما الحكمة وراء وزن الأعمال بالميزان.
محتويات
الميزان يوضع لوزن اعمال العباد يوم القيامة
الميزان هو الذي يوضع لوزن أعمال العباد يوم القيامة، ومعنى الميزان في اللغة هو الذي تقدر به الأشياء سواء كان خفة او ثقلاً، بينما الميزان في الشرع فهو ميزان حقيقي، له كفتان، يقوم بوضعه الله في يوم القيامة، وهذا حتى يقوم الميزان بوزن أعمال العباد، وهو ميزان دقيق جداً، لا يمكن أن ينقص او يزيد أي شيء، ولا يستطيع احد تقدير قدر هذا الميزان إلا الله عز وجل.
أدلة إثبات الميزان من القرآن الكريم والسنة النبوية
هناك الكثير من الأدلة التي اثبتت وجود الميزان يوم القيامة، وأن أعمال العباد كلها ستوضع عليه، وهو ميزان له كفتان، لا يعلم قدره إلا الله عز وجل، وان في هذا عدل من الله، ومن هذه الأدلة ما يلي:
- قال سبحانه وتعالى: “فَمَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ * وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُوْلَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ فِي جَهَنَّمَ خَالِدُونَ”(المؤمنون:102 ـ 103).
- وقال تعالى: “فَأَمَّا مَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ * وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ”(القارعة: 6- 9).
- وقال عز وجل: “وَالْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ فَمَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ * وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُوْلَـئِكَ الَّذِينَ خَسِرُواْ أَنفُسَهُم بِمَا كَانُواْ بِآيَاتِنَا يِظْلِمُونَ“(الأعراف: 8 -9).
- عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “كلمتان حبيبتان إلى الرحمن، خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان: سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم” رواه البخاري.
- عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: “سألت النبي صلى الله عليه وسلم أن يشفع لي يوم القيامة، فقال: أنا فاعل، قال: قلت: يا رسول الله فأين أطلبك “في أيِّ مكانٍ مِن الأماكِنِ الَّتي أكونُ محتاجاً إلى شفاعتِك أجِدُك؟”؟ قال: اطلبني أول ما تطلبني على الصراط، قلت: فإن لم ألقك على الصراط؟ قال: فاطلبني عند الميزان، قلت: فإن لم ألقك عند الميزان؟ قال: فاطلبني عند الحوض، فإني لا أُخطأ هذه الثلاث المواطن” رواه الترمذي وصححه الألباني.
الحكمة في وزن الأعمال
على الرغم من أن الله يعلم مقادير أعمال العباد، إلا أنه يقوم بوزنها امامهم، وهذا الامر له العديد من الحكم التي تتمثل برحمة وعدل الله، حيث انه يعلم كل صغيرة وكبيرة، ويعلم أين مصير كل عبد من عباده، إلا أنه يقوم بوزن هذه الأعمال، والحكمة من هذا ما يلي:
- حتى يظهر الله عدله للعباد، وأنه لم يظلم منهم أحد.
- اختبار للعباد بالإيمان بالميزان في الدنيا، وإقامة الحجة عليهم في الاخرة.
- حتى يعرف الله العباد ما لهم من خير وشر، وحسنة وسيئة، وثواب وعقاب.
- تعريف العباد ما لهم من خير وشرٍّ وحسنة وسيئة.
- والفائدة من وزن اعمال العباد على الميزان، وتعريفهم بمقادير أعمالهم حتى لو دخلوا الجنة لا يظنون انهم نالوا الدرجات في الجنة عن احقية واستحقاق، وحتى لا يظن الذي دخل النار أن العذاب الذي وقع عليه اكبر من الذنوب التي ارتكبها.
وهكذا نكون وضحنا أن الميزان هو الذي يوزن به اعمال العباد يوم القيامة، ووضعنا الأدلة التي تثبت وجود الميزان يوم القيامة، كما أننا وضحنا الحكمة من وزن الاعمال، وهذا حتى يقف كل انسان على مقدار أجره، فالصالح يعلم ان من حظي به نم الدرجات كان بفضل الله، وليس بفضل عمله فقط، وحتى يتأكد الكافر أن العذاب الذي يتلقاه نتيجة لمعاصيه.