من أمثلة الغش في البيع المنتشرة عند بعض الناس، الغش من اسوا التصرفات التي يقوم بها الانسان، فهو كالوباء حين ينتشر بين الناس يسبب لهم الضرر الجسيم، فالشخص الذي يقوم بالغش يكون هدفه وغايته من هذا التصرف هو تحصيل المزيد من الأموال، وهذا الأمر يقوم به على حساب باقي الناس، فتجد الطمع يتملكه ويتحكم فيه، ويحجب بصره وبصيرته، فلا يرى أمامه سوى أن يُحصل أكبر قدر من لأموال دون أن يراعي حقوق الآخرين، الذي كانوا ضحايا لجشعه وطمعه، ونجد ديننا الحنيف قد حرم الغش ونهى عنه، لقوله تعالى “وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ * الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفـُونَ * وَإِذَا كَـالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسـِرُونَ * أَلا يَظُـنُّ أُولَئِـكَ أَنَّهُمْ مَبْعُوثُونَ * لِيَوْمٍ عَظِيمٍ”، كما أن رسولنا صلى الله عليه وسلم ما يؤكد به حُرمة الغش، حيث قال: “ومَن غشّنا فليس منّا”، أي ان الغش ليس من صفات أمة محمد، ومن خلال هذا المقال سنتناول الحديث غن الغش، وأمثلة الغش المنتشرة عند بعض الناس.
محتويات
من أمثلة الغش في البيع المنتشرة عند بعض الناس
يمكننا تعريف الغش في البيع على أنه أي عمل تجاري لا يكون متفق مع القوانين والشرف والعادات، ويُسبب ضرر كبير على الغير، والغش في البيع ينتشر بين الكثير من الناس، ونجد بعض البائعين لا يتعاملون مع الناس سوى به، لأنه أعمى أعينهم، ووضع عليها غشاوة تجعلهم يرون أن ما يفعلونه من حقهم، ويرغبون في كسب المال، ولا شيء غير هذا الأمر يهمهم، ومن أمثلة الغش في البيع المنتشرة عند بعض الناس، ما يلي:
- أن يقوم البائع بإخفاء أي ضرر في السلعة، فلا يستطيع المشتري اكتشاف هذا الضرر عند شراءه السلعة، وغاية البائع من هذا التصرف هو كسب المال، ولكنه لا يعلم ان البركة التي كان سيحصل عليها دون غش ذهبت من المال الذي أخذه نتيجة غشه، ومن الأمثلة على هذا الأمر: أن يضع البائع الثمار الجيدة في أعلى الصندوق، والثمار التالفة في أسفل الصندوق، وهذا الأمر حرام شرعاً، والدليل على هذا قول رسول الله صلى الله عليه وسلم “البيِّعانِ بالخيارِ ما لم يتفرَّقا، فإنْ صدقا وبيَّنا بُورِك لهما في بيعِهما، وإن كَذبا وكَتما مُحِقَت بركةُ بيعِهما”.
- التبخيس في ثمن السلعة، يعتبر ايضاً من الغش في البيع، حيث يتم هذا الأمر من خلال عرض البائع لسلعة معينة بثمن معين، ويقوم المشتري بالتبخيس في ثمن هذه السلعة حتى يكون مستفيد من شراءها بدفعه ثمن اقل من ثمنها الحقيقي، ومن الأمثلة على هذا الأمر: أن يتقدم شخص لعرض منزله للبيع لدى سمسار، فيقوم هذا السمسار بوضع ثمن قليل للمنزل من خلال قيامه بالتبخيس به، وحتى تتسنى له الفرصة لبيع هذا المنزل بثمن أكبر، كما أنه يكون على علم ودراية بأن هذا المنزل يستحق ثمن أكبر من الثمن الذي وضعه له، ولكنه قام بهذا التصرف من باب الغش ليكسب المال.
أمثلة على الغش التجاري
كما عرفنا فإن الغش يُذهب البركة من الأموال، فحين يكسب الغشاش الكثير من المال، عليه أن يكون متأكداً من ان هذا المال، مال حرام، وعلى عكسه تماماً فالبائع الأمين حين يكسب المال وان كان قليلاً، يبارك الله له فيه، فلا يشعر بقلته، ويرضى به، ويشكر الله الذي أعطاه، وهنا سنذكر أمثلة أخرى على الغش التجاري:
- بعض البائعين يقومون بجلب زيت الطعام ثم يخلطوه ببعض انواع العطور، بحيث تصبح كمية الزيت أكبر، ويضعونها في عبوات فتفوح منها رائحة العطر، ويتم بيعه بثمن قليل، لجذب الكثير من المشترين.
- بعض البائعين يشترون سلع في ظروف خفيفة، ثم يجعلونها أثقل، ويبيعونها لتجار آخرين بحيث يقومون بوزن الظرف وما بداخله، ويكون الثمن الذي يتلقونه من التجار الآخرين مقابل للظرف وما فيه وهذا غش لأنهم يكسبون اموالاً أكثر نتيجة لهذا الغش، ويخدعون من اشترى منهم، وهذا من أمثلة الغش في البيع المنتشرة عند بعض الناس.
- بعض التجار يقوم بخياطة الملابس خياطة ركيكة، ويبيعونها على أنها متقنة الخياطة، وجديدة، فيكون سعرها أعلى من سعرها لو كانت بيعت بخياطة ركيكة.
- بعض التجار يقومون ببيع الملابس المستخدمة على انها جديدة.
- يقوم بعض العطارين بخلط الماء ببعض السلع، فيكثر حجم هذه السلعة، ويكسب مالاً نتيجة لهذه الزيادة.
- بعض التجار يجعلون اضاءة محلاتهم اضاءة قاتمة، حتى يغطي على العيوب في الملابس الموجودة في محلاتهم.
- بعض بائعي الذهب يقومون بخلط الذهب مع النحاس وبعض المواد ليزيدوا من ثقله، ثم يبيعونه على أن كله ذهب.
- بعض بائعي الذهب يقومون بشراء الذهب المستخدم بحيث يكون في حالة جيدة، ثم يقومون ببيعه على انه جديد، دون تنبيه المشتري من كونه مستخدم، وهذا يعتبر من أمثلة الغش في البيع المنتشرة عند بعض الناس.
- يقوم بعض بائعي السيارات بوضع زيت ثقيل في محرك السيارة، حتى يعتقد مشتريها أنها جيدة.
- بعض بائعي السيارات بالتعديل على عداد السيارات المستعملة، بحيث تظهر السيارة على انها تحركت لمسافات قليلة.
- بعض بائعي السيارات يقومون ببيعها وهي تحتوي على خلل خفي، دون ان ينبهوا المشتري لهذا الخلل.
- يقوم بعض بائعي السيارات بذكر عيوب للسيرة التي يبيعها وهذه العيوب ليست حقيقية، ولكن غايته من هذا هي اخفاء العيوب الحقيقية للسيارة، وهذا الأمر من أمثلة الغش في البيع المنتشرة عند بعض الناس.
- بعض مالكي السيارات يقوم ببيعها على انها جيدة، بحيث يقول للمشتري عدة اعذار وهمية لبيعه سيارته، ولكنه يكون قد باعها لوجود مشكلة أو خلل فيها.
- النجش، وهو ان يقوم شخص بالاتفاق مع صديقه لكي يقوم بالزيادة في ثمن السلعة، حتى يخدع بها شخص آخر.
- يقوم بعض الجزارين بنفخ الذبيحة قبل بيعها، ليظن المشتري ان حجمها كبير.
- يقوم بعض التجار بتغذية الاغنام بالملح، حتى يخدع المشتري الذي سيراها أنها سمينة، وهذا التصرف من أمثلة الغش في البيع المنتشرة عند بعض الناس.
وهكذا نكون قد تناولنا الحديث عن الغش، حيث بينا أنه حرام، ويذهب البركة من المال، كما أن فيه خداع للناس، ونهب حقوقهم، ووضحنا أمثلة الغش في البيع المنتشرة عند بعض الناس، حتى يكون المشتري على دراية وانتباه حين يشتري أي سلعة، فلا يتم خداعه، ولا يقع في شباك الغش والغشاشيين.