من فوائد الصلاة في الصف الاول، الصف الأول في الصلاة هو الصف الذي يلي الامام مباشرة، ومن صلى في هذا الصف حصل على فضل كبير وأجر عظيم، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “خيرُ صفوفِ الرجال أولها، وشرها آخرها، وخير صفوف النساء آخرها، وشرها أولها”، أي أن افضل صفوف الرجال أجراً هو أولها، وشرها تعني أقلها أجراً وثواباً، وهذا الحديث كافي لمعرفة ان الصلاة في الصف الأول لها فضل عظيم، حيث أن الرسول قال عنها خير الصفوف، والسبب وراء كون الصف الأول هو خير الصفوف، هو أن أهل الصف الأول من الرجال هم الحريصين على التقدم للصلاة، حيث يكونوا على مقربة من الامام، ويعلمون بحاله، ويتابعونه أكثر من باقي الصفوف، كما أنهم هم الذين سارعوا في فعل الخير، بمسارعتهم للوقوف في الصف الأول قبل غيرهم، ولا يقتصر فضل الصف الأول في الصلاة على هذه الأمور بل له فضائل وفوائد كبيرة، سنتناول الحديث عنها في هذا المقال.
محتويات
فضل الصلاة في الصف الأول
الصلاة في الصف الأول لها فضل عظيم لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم “لو يعلم الناس ما في النداء و الصف الأول ثم لم يجدوا إلا أن يستهموا عليه لاستهموا”، وكما قلنا سابقاً فالمقصود بالصف الأول هو الصف الذي يلي الإمام مباشرة، سواء كان هذا الصف تام العدد أو ناقص العدد، كما ان السنة النبوية دلت على أن الصلاة في يمين الصف الأول افضل من الصلاة في يسار الصف الأول، اما اذا كان يسار الصف هو المكان الأقرب للإمام فيكون هنا هو الأفضل، ومن فوائد الصلاة في الصف الأول ما يلي:
- يدرك المصلي في الصف الأول فضل الدعاء بين الأذان والإقامة.
- يدخل المصلي في الصف الأول في وصف المسابقة لفعل الخير والمسارعة بالعمل الصالح.
- يتيسر على المصلي في الصف الأول التنفل بالصلاة، كما أنه يتمكن من الاستكثار منه.
- يتيسر على المصلي في الصف الأول ختم القرآن والمواظبة على تلاوته والاكثار منها في هذا الوقت.
- المصلين في الصف الأول يحصلون على الخشوع والطمأنينة في صلاتهم.
- يتحقق للمصلي في الصف الأول معنى الرباط وانتظار الصلاة.
- ينال المصلي في الصف الأول استغفار الملائكة له.
فضل المحافظة على صلاة الجماعة في الصف الأول
صلاة الجماعة لها فوائد كثيرة ومنافع على الملتزم بها، كما أن صلاة الجماعة فرض عين، وقد شرعها الله حتى يجتمع الناس في أوقات معينة، وهي الصلوات الخمسة، وهذا من أجل التواصل مع بعضهم البعض والدعوة الى الله، كما أن الله أمر بتعبده بهذا الاجتماع طلباً من العبد للثواب وخوفاً من العقاب، ولها الكثير من الفوائد التي يسعى المسلمون لتحقيها، ولكن المحافظة على صلاة الجماعة في الصف الأول لها الأجر مضاعف، فمن تعود التوجه للمسجد لصلاة الجماعة، وادرك الصف الأول سيجد هناك لذة كبيرة للعبادة التي يقوم بها، كما أن الله سيفتح عليه بالذكر والدعاء وتلاوة القرآن، وسييسر عليه القيام بالعبادات الأخرى، كما أن المسلم الذي يحافظ على صلاة الجماعة في الصف الأول ينال الخشوع والطمأنينة في صلاته، كما ان الملائكة ستبقى تستغفر له، والجميل أن المحافظ على صلاة الجماعة في الصف الأول اتبع السلف الصالح الذين كانوا من اشد الناس حرصاً على صلاة الجماعة في الصف الأول والدليل على هذا موقف سعيد بن المسيب، حيث دخل سعيد بن المسيب رحمه الله مرة المسجد وقد سبقه ثلاثة وهو الرابع فأسف؛ ولكنه قال: إن رابع أربعة لمن السابقين، كما أن سعيد قد قال أيضاً: (ما فاتتني التكبيرة الأولى منذ خمسين سنة)، وقال: (ما نظرت في قفا رجلٍ في الصلاة منذ خمسين سنة). يعني أنه لم يصلّ إلا في الصف الأول منذ خمسين سنة.
أحاديث عن الصلاة في الصف الأول
الصلاة في الصف الأول لها فوائد عظيمة جداً مثلما وضحناها سابقاً في هذا المقال، وما يدل على أن الصلاة في الصف الأول لها فضل كبير، واجر عظيم، وفوائد جمة، الأحاديث التي وردت عن رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم، والتي وضح فيها فوائد الصلاة في الصف الأول، وهذه الاحاديث كما يلي:
- عن جابر بن سمرة رضي الله عنهما قال: خرج علينا رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فقال: “ألا تصفون كما تصف الملائكة عند ربها؟” فقلنا: يا رسول الله، وكيف تصف الملائكة عند ربها؟ قال: “يتمون الصفوف الأول، ويتراصون في الصف”، رواه مسلم.
- عن أبي هريرة – رضي الله عنه – أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال: “لو يعلم الناس ما في النداء والصف الأول ثم لم يجدوا إلا أن يستهموا عليه لاستهموا”، متفق عليه.
- عن أبي سعيد الخدري – رضي الله عنه – أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – رأى في أصحابه تأخرا، فقال لهم: “تقدموا فأتموا بي، وليأتم بكم من بعدكم، لا يزال قوم يتأخرون حتى يؤخرهم الله”، رواه مسلم.
- عن أبي مسعود – رضي الله عنه – قال: كان رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يمسح مناكبنا في الصلاة، ويقول: “استووا ولا تختلفوا فتختلف قلوبكم، ليليني منكم أولو الأحلام والنهى، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم”، رواه مسلم.
- عن أنس – رضي الله عنه – قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: “سووا صفوفكم؛ فإن تسوية الصف من تمام الصلاة”، متفق عليه، وفي رواية للبخاري: “فإن تسوية الصفوف من إقامة الصلاة”.
- عن أنس – رضي الله عنه قال: أقيمت الصلاة فأقبل علينا رسول الله – صلى الله عليه وسلم – بوجهه، فقال: “أقيموا صفوفكم وتراصوا؛ فإني أراكم من وراء ظهري”، رواه البخاري بلفظه، ومسلم بمعناه.
- عن النعمان بن بشير رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يقول: “لتسون صفوفكم، أو ليخالفن الله بين وجوهكم”، متفق عليه.
- عن البراء بن عازب رضي الله عنهما قال: كان رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يتخلل الصف من ناحية إلى ناحية، يمسح صدورنا ومناكبنا، ويقول: “لا تختلفوا فتختلف قلوبكم» . وكان يقول: «إن الله وملائكته يصلون على الصفوف الأول”، رواه أبو داود بإسناد حسن.
- عن ابن عمر رضي الله عنهما: أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال: “أتموا الصف المقدم، ثم الذي يليه، فما كان من نقص فليكن في الصف المؤخر”، رواه أبو داود بإسناد حسن.
شروط الصف الأول في الصلاة
الصف الأول في الصلاة المقصود به هو الصف الذي يلي الامام مباشرةً، ولا يجب على أي شخص ان يتكاسل عن الوقوف فيها، ويجب على المسلمين كافةً التسارع للوقوف في الصف الأول في الصلاة، لما لهذا من ثواب عند الله، وأجر كبير، وحسنات لا تعد ولا تحصى، ولا يجب على أي مسلم أن يعتقد أن وقوفه في أي صف سيكسبه نفس الأجر الذي يكسبه المصلين في الصف الأول، حيث يتخذ حجة أن أجر وثواب الصف علمه عند الله تعالى، فلو صلى في أي صف سيأخذ نفس الأجر، وهذا على خطأ تام، فرسولنا أخبرنا أن خير صفوف الرجال أولها وشرها آخرها، وهذا دليل قاطع على أن هناك فضل كبير وأجر عظيم للمصلي في الصف الأول.
وهكذا نكون قد وصلنا لنهاية هذا المقال، الذي تناولنا الحديث فيه عن الصلاة في الصف الأول، والفوائد والفضائل التي ينالها المصلين في الصف الأول، كما أننا وضحنا الأجر العظيم الذي يناله الملتزمين بصلاة الجماعة في الصف الأول، ووضحنا جميع هذه الأمور مستدلين بسنة رسولنا الحبيب، الذي بين لنا فضل وفوائد الصلاة في الصف الأول.