اذكر قصة الثلاثة الذين حبستهم الصخرة ففرج الله عنهم، ان الايمان بالله هو تصديق بالقلب، ونطق باللسان، وعمل بالجوارح والأركان، والإيمان بالله هو التصديق بوجوده، وبما جاء عنه، ويتفرع منه الإيمان برسول الله صلى الله عليه وسلّم فهو الذي جاء بالرسالة من عند الله -عز وجل-، ومن الإيمان أيضاً؛ الإيمان باليوم الآخر، وكل ما فيه من الجنة والنار، والحساب والجزاء على الأعمال، فالله تعالى هو الذي أخبرنا به، ومن لوازم الإيمان بالله الإيمان بكل أخبر به، ويتضمن الإيمان بالله وجوب القيام بأركان الإسلام؛ من الصلاة، والصيام، والزكاة، والحج، لأن الله عز وجل هو الذي أمر بها، وللإيمان ستّة أركان هي: الإيمان بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، والقدر خيره وشره
محتويات
الصبر على البلاء
ان الصبر هو من صفات المسلم الذي يجب ان يتحلى بها، فيبتلي الله عباده المؤمنين ليصبروا ويرجعوا اليه عز وجل، وان البلاء هو دليل على حب الله للعبد، قال الرسول محمد صلى الله عليه وسلم: “إذا أحب الله قومًا ابتلاهم، فمن صبر فله الصبر ومن جزع فله الجزع”، وايضا قد قال عليه الصلاة والسلام: ” مَنْ يُرِد الله به خيرًا يُصِبْ منه”، فالبلاء يبلغ الانسان المنزلة العظيمة عند الله عز وجل، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله “إن الرجل ليكون له عند الله المنزلة فما يبلغها بعمل، فما يزال يبتليه بما يكره حتى يبلغه إياها”.
قصة الثلاثة الذين حبستهم الصخرة ففرج الله عنهم
قصة الثلاثة الذين حبستهم الصخرة ففرج الله عنهم رواها البخاري و مسلم في صحيحيهما عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم- قال: ( بينما ثلاثة نفر يتماشون أخذهم المطر ،فمالوا إلى غار في الجبل ،فانحطت على فم غارهم صخرة من الجبل ،فأطبقت عليهم ،فقال بعضهم لبعض : انظروا أعمالا عملتموها لله صالحة ،فادعوا الله بها لعله يفرجها ،فقال أحدهم : اللهم إنه كان لي والدان شيخان كبيران ،ولي صبية صغار كنت أرعى عليهم ،فإذا رحت عليهم فحلبت ،بدأت بوالدي أسقيهما قبل ولدي ،وإنه ناء بي الشجر ،فما أتيت حتى أمسيت ،فوجدتهما قد ناما ،فحلبت كما كنت أحلب ،فجئت بالحِلاب ،فقمت عند رءوسهما أكره أن أوقظهما من نومهما ،وأكره أن أبدأ بالصبية قبلهما ،والصبية يتضاغون عند قدمي ،فلم يزل ذلك دأبي ودأبهم حتى طلع الفجر ،فإن كنت تعلم أني فعلت ذلك ابتغاء وجهك ،فافرج لنا فرجة نرى منها السماء ،ففرج الله لهم فرجة حتى يرون منها السماء ،وقال الثاني : اللهم إنه كانت لي ابنة عم أحبها كأشد ما يحب الرجال النساء ،فطلبت إليها نفسها ،فأبت حتى آتيها بمائة دينار ،فسعيت حتى جمعت مائة دينار ،فلقيتها بها ،فلما قعدت بين رجليها قالت : يا عبد الله ،اتق الله ولا تفتح الخاتم ،فقمت عنها ،اللهم فإن كنت تعلم أني قد فعلت ذلك ابتغاء وجهك ،فافرج لنا منها ،ففرج لهم فرجة ،وقال الآخر : اللهم إني كنت استأجرت أجيرا بفَرَقِ أَرُزٍّ, ،فلما قضى عمله قال : أعطني حقي ،فعرضت عليه حقه ،فتركه ورغب عنه ،فلم أزل أزرعه ،حتى جمعت منه بقرا وراعيها ،فجاءني فقال : اتق الله ولا تظلمني ،وأعطني حقي ،فقلت : اذهب إلى ذلك البقر وراعيها ،فقال : اتق الله ولا تهزأ بي ،فقلت : إني لا أهزأ بك ،فخذ ذلك البقر وراعيها ،فأخذه فانطلق بها ،فإن كنت تعلم أني فعلت ذلك ابتغاء وجهك ،فافرج ما بقي ،ففرج الله عنهم .
وبهذا نكون قد ذكرنا لكم قصة الثلاثة الذين حبستهم الصخرة ففرج الله عنهم، فهي خير مثال قد ضرب لنا في الصبر والايمان بالله عز وجل وحسن الثقة بالله عز وجل.