حقيقة وتفاصيل حل ازمة قطر، في 5 يونيو في عام 2017م قررت دولة السعودية ودولة الامارات العربية المتحدة ودولة البحرين، ودولة مصر مقاطعة دولة قطر، وتم وضع شروط صارمة جداً للمصالحة بين هذه البلدان، حيث تم تقديم قائمة من 12 طلب إلى الدوحة عاصمة قطر في تاريخ 23 يونيو 2017م، وتم اعتبار هذه الطلبات هي شروط المصالحة، وكان السبب الرئيسي لمقاطعة هذه الدول لدولة قطر هي اتهامها بدعم الإرهاب وزعزعة استقرار الوطن العربي، كما كان من أسباب المقاطعة هي علاقة قطر بجماعة الاخوان المسلمين المحظورة من وجه نظر الامارات والسعودية، وعدم بذل قطر جهود كافية لمحاربة وانهاء الإرهاب، كما أن قطر تم اتهامها بأنها تمول جماعات العنف والإرهاب، ونتيجة لهذا تم مقاطعة دولة قطر، وبعد ثلاث سنوات من الأزمة الخليجية ظهرت بوادر لتهدئة الوضع وحل الأزمة، ونحن هنا سنتحدث عن حقيقة وتفاصيل حل أزمة قطر.
محتويات
الأزمة الدبلوماسية مع قطر 2017
في 5 يونيو/حزيران 2017، تم مقاطعة دولة قطر من قِبل ثلاث دول خليجية بما فيها البحرين والسعودية والامارات، إضافة لدولة مصر، كما تم قطع العلاقات الدبلوماسية مع قطر، و تم اغلاق جميع المنافذ البرية والجوية والبحرية مع دولة قطر، حيث كانت هذه الأزمة الخليجية من أسوأ الازمات التي حدثت منذ عام 1981م الذي تم فيه تأسيس مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وقامت هذه الدول الأربعة بضرب حصار على دولة قطر، كما أنها وضعت إجراءات عقابية عليها، وهذا لأسباب كثيرة ومنها:
- دعم قطر لجماعات متطرفة، ومن بين هذه الجماعات:
- جماعة الاخوان المسلمين، والتي تعتبرها دولة السعودية والبحرين والامارات ومصر من المنظمات الإرهابية.
- جماعة الحوثيين.
- تنظيم القاعدة.
- تنظيم الدولة الإسلامية داعش.
- تأييد قطر لدولة ايران في مواجهة دول الخليج.
- قيام دولة قطر بزعزعة أمن الدول العربية.
- مفاوضات ابريل 2017، والتي شاركت فيه قطر في صفقة مع اطراف سنية وشيعية من العراق وسوريا، وكان نتيجة لهذه الصفقة:
- قيام قطر بدفع 700 مليون دولار لجماعات شيعية في العراق.
- كما أنها دفعت 120-140 مليون دولار لهيئة تحرير الشام.
- 80 مليون دولار لحركة أحرار الشام الإسلامية.
- وهذا الأمر اشعل فتيل الغضب على دولة قطر من دولة السعودية والامارات.
- إيواء دولة قطر لقيادات الاخوان المسلمين الذين صدر بحقهم أحكام قضائية في عمليات إرهابية اصابت بأضرار كبيرة لأمن مصر.
شروط حل أزمة قطر
بعد عدة أيام من اشتعال الأزمة الخليجية، وقيام دول الحصار وهي السعودية والامارات ومصر والبحرين بمقاطعة دولة قطر، قامت دول الحصار بالإعلان عن قائمة تتضمن 12 مطلب، تم تقديم هذه القائمة إلى الدوحة، وتم اعتبار المطالب المتواجدة في القائمة هي شروط للمصالحة بين دول الحصار ودولة قطر، وتم امهال قطر مدة قدرها 10 أيام للموافقة على هذه الشروط، والشروط التي تضمنتها القائمة لحل ازمة قطر كالتالي:
- الحد من التمثيل الدبلوماسي مع ايران، والاقتصار على التعاون التجاري بين قطر وايران.
- اغلاق فوري للقاعدة العسكرية التركية، والتوقف عن التعاونات العسكرية معها.
- اعلان عن قطع العلاقات مع “الإخوان المسلمين، فتح الشام، داعش، حزب الله، القاعدة).
- توقف قطر عن تمويل اي منظمة إرهابية، أو مدرجة في قائمة الدول الإرهابية في الدول الأربعة.
- تسليم قطر العناصر الإرهابية المطلوبة لدى الدول الأربعة، والتحفظ عليهم وعلى ممتلكاتهم لحين تسليمهم، وهذا شرط أساسي لحل أزمة قطر.
- اغلاق شبكة الجزيرة الإعلامية.
- توقف قطر عن التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأربعة، ومنع تجنيس اي مواطن يحمل جنسية الدول الأربعة.
- تعويض قطر للضحايا والخسائر للدول الأربعة بسبب سياستها في السنوات السابقة.
- الزام قطر بالانسجام مع محيطها الخليجي والعربي، وتفعيل اتفاق الرياض 2013، واتفاق الرياض التكميلي 2014.
- تسليم معلومات عن المعارضين الذين قامت قطر بدعمهم، وأنواع الدعم الذي منحته لهم قطر.
- اغلاق لجميع وسائل الاعلام التي تدعمها قطر.
- أي اتفاق سوف يتضمن أهدافاً وآلية واضحة وأن يتم إعداد تقارير متابعة دورية مرة كل شهر للسنة الأولى ومرة كل ثلاثة أشهر للسنة الثانية ومرة كل سنة لمدة عشر سنوات.
وجاء رد الدوحة على هذه الشروط بالرفض، بل اعتبرت الدوحة هذه الشروط مجرد هجوم على الدولة القطرية، وتهدف فيها دول الحصار فرض الوصاية على قطر، كما انها قالت ان اتهام قطر بدعم الإرهاب هي مجرد أكاذيب وغير صحيحة أبداً، ولم تجلب هذه الشروط حل لأزمة قطر.
تطورات الأزمة الخليجية القطرية
بعد ان رفضت الدوحة المطالب التي وضعتها دول الحصار عليها، وبعد انقضاء شهر من أزمة قطر بين قطر ودول الحصار الأربع، تم في 5 يوليو/تموز 2017، تراجع في المطالب التي طالبت بها الدول الأربع من قطر، حيث كانت هذه الدول اقل حدة هذه المرة مع قطر، ومن دولة القاهرة قام وزراء خارجية الدول الأربع المقاطعة لدولة قطر بالإعلان عن 6 مبادئ، بحيث تكون هذه المبادئ هي حجر الأساس لأي عملية وساطة لحل أزمة قطر، وهذه المبادئ كالتالي:
- التزام قطر بمكافحة الإرهاب ومنع تمويله أو توفير ملاذ امن له.
- إيقاف اعمال التحريض وخطابات الحض على الكراهية والعنف.
- الالتزام بشكل كامل باتفاق الرياض 2013م، واتفاق الرياض التكميلي 2013.
- الالتزام بمخرجات القمة العربية الإسلامية الامريكية التي تم انعقادها في الرياض بتاريخ مايو 2017م.
- عدم تدخل قطر بالشؤون الداخلية للدول الأربعة، أو دعم أي كيان خارج عن القانون.
- أن تقر دولة قطر بمسؤولية دول المجتمع الدولي في مواجهة كل أشكال التطرف والإرهاب بوصفها تمثل تهديداً للسلم والأمن الدوليين.
وساطة لحل أزمة قطر مع دول الخليج
هناك العديد من الوساطات التي تدخلت لحل الخلاف والمقاطعة بين دول الحصار التي تضم السعودية والبحرين والامارات ومصر، وبين دولة قطر، فجميع الوساطات سعت لحل أزمة قطر، وهنا سنذكر أهم الوساطات التي كانت تهدف لحل أزمة قطر:
- ابرز الوساطات التي تهدف لحل أزمة قطر، وساطة أمير الكويت الراحل الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح.
- في 6 ديسمبر عام 2025م، بدأت أزمة قطر تشهد حل قريب، وهذا تم حينما اعلن وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني أن الدوحة تقوم بإجراء مباحثات مع السعودية ، وتمنى أن تأتي هذه المباحثات بالخير والنتائج الإيجابية.
- في 10 ديسمبر من عام 2025م، قاد رئيس وزراء قطر الشيخ عبد الله بن ناصر بن خليفة آل ثاني، وفد من قطر للقمة الخليجية في الرياض، وهذا بدعوة من الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز إلى أمير قطر للمشاركة في القمة.
- في آخر شهر يناير عام 2025م، رجع الهجوم السعودي على دولة قطر، وتم اتهام قطر بدعم الإرهاب، وهذا ان دل فيدل على انهيار المصالحة بين السعودية وقطر.
- استمرت جهود دولة الكويت لإتمام عملية المصالحة، كما أن هناك تصريحات أمريكية دعت لإنهاء المقاطعة، وتوحيد الجهود الخليجية لمواجهة ايران.
- مع بدء العد التنازلي لرحيل ترامب من البيت الأبيض، قام مستشار الأمن القومي الأمريكي في إدارة ترامب، روبرت أوبراين، بالكشف عن اتصالات مكثفة مع قادة المنطقة لحل الأزمة الخليجية.
حقيقة حل أزمة قطر
قالت المصادر أن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان يسعى لحل أزمة قطر، حيث أنه من خلال هذا الامر يسعى لكسب ود ادارة الرئيس الأمريكي الجديد بايدن، وتقديم هدية وداع للرئيس الامريكي السابق ترامب قبل أن يرحل عن البيت الابيض، كما ان مصالح محمد بن سلمان توافقت بشكل كامل مع ادارة ترامب التي تسعى لحل الأزمة الخليجية، وهذا كله ليتم التضييق على ايران، قامت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية في تقرير تم نشره يوم الخميس أنه ” “ضمن الخطوات الأولى في هذا الاتجاه تضغط إدارة ترمب على السعودية لفتح مجالها الجوي للرحلات الجوية القطرية التي تدفع ملايين الدولارات مقابل استخدام المجال الجوي لإيران”، واضافت الصحيفة “إن ذلك من شأنه أن يحرم إيران رسوماً سنوية تقدر بنحو 100 مليون دولار تدفعها قطر للطيران عبر مجالها الجوي، وهي أموال تغذّي الاقتصاد الإيراني المنهك”، كما أن جاريد كوشنر مستشار الرئيس الامريكي دونالد ترامب قام بزيارة الشرق الاوسط، والتقى بالامير القطري تميم بن حمد آل ثاني في الدوحة، وبعد ذلك توجه للرياض للقاء ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، كما أن وزير الخارجية الكويتي قام بالاعلان عن وجود مباحثات ايجابية بين اطراف الأزمة الخليجية، وقال ان المباحثات التي جرت “أكدت فيها الأطراف جميعها حرصها على التضامن والاستقرار الخليجي والعربي وعلى الوصول إلى اتفاق نهائي يحقق ما تصبو إليه من تضامن دائم بين دولها وتحقيق ما فيه خير شعوبها”، وكل هذه الأمور تشير لعلامات ايجابية ومثمرة في سبيل حل أزمة قطر.
ردود الفعل الإقليمية على المصالحة الخليجية
بعد أن قامت دولة الكويت بالإعلان عن وجود انفراجة في الأزمة الخليجية التي كانت مدتها اكثر من ثلاث سنوات، تسارعت الدول الإقليمية بالإعراب عن ترحيبها بقرب الحل لأزمة قطر، بوساطة أمريكية، حيث ان هناك العديد من الوساطات التي تدخلت لحل ازمة قطر ولكن دون جدوى، وبدأ التفاؤل في هذه الأيام نتيجة لوجود بوادر لحل هذه الازمة التي تعرضت لها دول الخليج، ومن أهم ردود الفعل ما يلي:
- الأردن:
- رحبت دولة الأردن بالبيان الكويتي، حيث قال وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي “اتفاق نهائي يحقق التضامن الدائم ويعزز الاستقرار في منطقة الخليج العربي، ويخدم طموحات شعوبها بالنمو والازدهار ويسهم في تعزيز الأمن العربي الشامل لمواجهة التحديات المشتركة”، كما أن الصفدي اكد أن هذه المصالحة هي “مصلحة خليجية وعربية مشتركة”، وقام بالإشادة بجهود الولايات المتحدة الأمريكية لحل أزمة قطر.
- تركيا:
- أعربت وزارة الخارجية التركية عن امتنانها للتطورات الإيجابية التي حصلت في الأيام الأخيرة في السعي لحل أزمة قطر، كما أنها تمنت أن يتم الحل بشكل سريع.
- إيران:
- رحب وزير الخارجية الإيراني جواد الظريف ترحيب كبير بالتفاهمات التي تم الإعلان عنها من قبل دولة الكويت، كما أنه قال في تغريدة له على تويتر “سياسة إيران القديمة قائمة على الدبلوماسية وعلاقات حسن الجوار والحوار الإقليمي”، وأضاف “نأمل أن تساهم المصالحة في إرساء الاستقرار والتنمية السياسية والاقتصادية لجميع شعوب منطقتنا”.
- قطر:
- قال وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، ان بيان دولة الكويت خطوة مهمة نحو حل الأزمة الخليجية، كما أنه قال في تغريدته التي نشرها على تويتر “نشكر للكويت الشقيقة وساطتها منذ بداية الأزمة، كما نقدر الجهود الأمريكية المبذولة في هذا الصدد ونؤكد أن أولويتنا كانت وستظل مصلحة وأمن شعوب الخليج والمنطقة”.
- الكويت:
- كان أمير الكويت الشيخ نواف الجابر الأحمد الصباح، سعيداً ومرتاحاً بالاتفاق حول حل أزمة قطر، كما انه هنأ قادة دول الخليج على تحقيقهم هذه الخطوة التاريخية.
- أكد أمير الكويت، في بيان صدر عن وكالة الأنباء الكويتية الرسمية (كونا)، “ارتياحه للإنجاز التاريخي الذي تحقق عبر الجهود المستمرة والبنّاءة التي بذلت مؤخرا للتوصل إلى الاتفاق النهائي لحل الخلاف الذي نشب بين الأشقاء، والذي أكدت من خلاله كافة الأطراف حرصها على التضامن والتماسك والاستقرار الخليجي والعربي”.
- قام بإرسال 3 رسائل شكر وتقدير للعاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزیز، والرئيس الأمريكي المُنتهية ولايته دونالد ترامب وأمیر قطر الشیخ تمیم بن حمد.
- السعودية:
- قال وزير الخارجية السعودي، الأمير فيصل بن فرحان: “نسعى ونتقدم لحل الأزمة الخليجية ونأمل أن يحدث ذلك قريبًا”.
- كما أنه اكد على حرص ولي العهد السعودي محمد بن سلمان على “تكامل ووحدة دول مجلس التعاون الخليجي”.
- سلطنة عُمان:
- قامت سلطنة عنمان بالترحيب بالبيان الكويتي، كما انها ثمنت جهود الأمير الكويتي الراحل الذي سعى لحل أزمة قطر قبل ذلك، وثمن جهود دونالد ترامب لحل أزمة قطر، كما أن سلطنة عمان قالت في بيان لها “كل تلك الجهود تعكس حرص كافة الأطراف على التضامن والاستقرار الخليجي والعربي، بهدف الوصول لاتفاق نهائي يحقق التضامن الدائم بين جميع الدول، وبما فيه الخير والنماء والازدهار لجميع شعوب المنطقة”.
وهكذا نكون قد وصلنا لختام مقالنا الذي تحدثنا فيه عن حقيقة وتفاصيل حل أزمة قطر، وتناولنا سبب حدوث هذه الأزمة والوساطات التي تدخلت لحل هذه الازمة والشروط التي وُضعت لحل الازمة الخليجية، ووساطة دونالد ترامب التي تمت من خلال ارساله لمستشاره جاريد كوشنر لحل أزمة قطر، حيث توجه جاريد كوشنر نحو الدوحة، وبعد أن انتهى توجه نحو الرياض للقيام بعملية مباحثات تساعد على حل أزمة قطر.