عندما نزل الملك جبريل -عليه السلام- بالوحي على الرسول محمد -صلى الله عليه وسلم- كان يتعبد في غار حـراء، وذلك كانت بداية رسالة الإسلام والدعوة إلى الدين الجديد وهو دين الإسلام، ودعوة قريش لترك عبادة الأصنام والإيمان بالله وحده لا شريك، فقد لجأ الرسول في بداية الدعوة إلى السرية، حيث بدأ بدعوة مَن يثق بهم من الناس إلى دين الإسلام، فقد دعا زوجته خديجة فكانت أول من أسلمت من النساء، ودعا سيدنا أبو بكر الصديق -رضي الله عنه- فكان أول الرجال دخولاً في الإسلام، ودعا علي بن أبي طالب فكان أول الصبيان دخولاً في الدين الإسلامي حيث كان في سن صغير عندما دعاه الرسول للإسلام، واستمرت الدعوة الإسلامية مدة ثلاث سنوات سرية كي يشتد عود الإسلام ويكثر مناصريه، وكان النبي محمد أول من قرأ القرآن الكريم في مكة المكرمة على مسمع كفارقريش، في هذا المقال سنوضح اول من جهر بالقران امام الكفار بمكه بعد النبي محمد.
محتويات
اول من جهر بالقران امام الكفار بمكه
لقد كان الصحابي الجليل: عبد الله بن مسعود، أول من جهـر بالقرآن الكريم أمام الكفار بمكة المكرمة، فقد روى يـحـيـى بـن عـروة بـن الزبيـــر، عــن أبيـــه قـال: كــان أول مــن جـهـر بالقـرآن بـمـكـة المكرمة بعد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عبد الله بن مسعــود، اجـتـمـع يـومـاً أصـحـاب رســول الله فقــالــوا: والله مــا سَـمِـعـت قُـريــش هـذا القــرآن يُـجـهـر لـهـا بــه قـط، فَـمـن رجـلٌ يُسـمـعـهـم؟ فـقـال عبــد الله بــن مسـعـود: أنـــا، فقـالــوا: إنــا نـخـشــاهـم عـليــك، إنـمـا نــريـــد رجـلاً لـه عـشيـــرة تـمنــعــه مِــن القــوم إن أرادوه! فقــال: دعــونــي، فإن الله سيـمـنـعـنــي، فـغـدا عبـد الله حتــى أتــى المـقــام فـي الضـَحــى وقُـريــش في أنديـتـهـا، حــتــى قــام عـنــد المـقــام، فقــال رافـعـاً صــوتــه: ” بســم الله الرحــمــن الرحيـــم، الرحــمــن، عــلّــم القــرآن” من سورة الرحمن آية 1-2، فاستقـبـلـها فقــرأ بــهــا، فتــأمــلــوا فـجـعـلوا يـقولون: ما يــقــول ابن أم عــبد؟ ثم قتـالوا: إنــه ليـتلــوا بــعــض مــا جــاء بــه محمــد! فقــامــوا فـجـعــلوا يـضـربـــون فــي وجـهــه، وجـعــل يـقـرأ حتــى بـلـغ منــهــا مــا شــاء الله أن يبـــلــغ ثــم انصـــرف إلــى أصـحـابــه وقــد أثـّــروا بــوجهـه فقــالـــوا: هــذا الذي خـشيــنــا عـليـــك! فقــال: مــأ كــان أعــداء الله قـــط أهـــون عليّ مـنـهـم الآن، ولـئــن شــئـتـم غــاديــتـهــم بمـثــلـهـا غــداََ؟ قــالـــوا: حـسـبـك قـد أسـمـ‘ـهـم مــا يـكـرهــون.