هل ابتلاء الله للعبد يكون بالمصائب فقط وضح ذلك ،ان الابتلاء هو من السنن الكونية التي سنّها الله في هذا الكون، وما وجد الله شيء الا لحكمة ما هو يعلمها، فقد يكون نزول الابتلاء بالمؤمن اختباراً له، أو لمحو ذنوبهم، وقد يكون لتمييز المنافق من الصادق، وقال تعالى : ( الم* أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ )، وتختلف درجة الابتلاء من شخص لآخر، وقوة ايمان الفرد هي من تحدد مدى قوة تحمله، فقد قال سبحانه : ( أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ )، ولكن سؤالنا هل ابتلاء الله للعبد يكون بالمصائب فقط وضح ذلك.
محتويات
هل ابتلاء الله للعبد يكون بالمصائب فقط
تختلف ردة فعل الفرد على البلاء، فمنهم يقابله بالسخط واللوم على الله بأنه لا يحب الخير له ويكرهه ويضع المصائب دوما أمامه والله بريء من ذلك، ومنهم من يقابله بالشكر والحمد وعدم التلفظ باي كلمة سوى الحمد لله، وهذا من صفات الانسان الصابر المحتسب، فقا قال رسول الله ” عجباً لأمر المؤمن إن أمره كله خير، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له”،ومنهم من يصبر ويرضى بما قسمه الله له، وان المؤمن بحق أمره كله خير بالنسبة له في الخير والشر على حد السواء، وتتعدد صور البلاء الى: بلاء الدين ، ومنها بلاء في لأولاد، وبلاء في الأهل وأكثرها حدّة البلاء في الدين، والرسول صلى الله عليه وسالم ابتلي في أهله وماله وولده وبهذا يكون قد جمع بين كافة أنواع الابتلاءات، وقابل الرسول ذلك بكل رضا وصبر واحتساب، وكلما كان درجة ايمانه أكثر كلما كان أكثر ابتلاءََ، ومن النعم التي أنزلها الله علينا هي نعمة الابتلاء، فاحيانا يرجع العيد الى ربه بعد أن يصاب بالبلاء فيتذكر المحرومين والفقراء وما يمرون به من صعاب، فينال الثواب والأجر العظيم، اما السؤال الذي يدور في بال كثيرٌ من الناس هل الابتلاء للعيد يكون بالمصائب فقط.
- والاجابة هي : لا، لا يبتلي الله عبده بالمصائب فقط وانما قد يبتليه بأن ينزل عليه نعم كثيرة، بان ينعم عليه مثلا ببيت ومال وجها وأولاد وهذا هو الابتلاء بالنعم فن شكر الله فقد فاز، وان نسي ولم يشكر ربه فقد خسر الآخرة.
أما بالنسبة لفوائد الابتلاء فهي كثيرة منها :
- تقوية ايمان العبد وتذكره بالله تعالى ولوم نفسه باستمرار.
- نيل الجر في الآخرة برفه درجته في الجنة.
- يشعر العبد بالتقصير بحق الله.
- التوبة الى الله والرجوع اليه الاستغفار.
- تزيد ايمانه بأنه لا أحد ينفع أو يضر الا الله، وبقضاء الله وقدره.
- حقيقة الدنيا تصبح واضحة أمامه.
- اذا قابل المصيبة بالصبر والنعمة بالشكر فان الله سيمجو عنه السيئات.
متى يرفع الله عنك البلاء
كثيرٌ من الناس يسخطون ويكفرون بالله عند نزول البلاء بهم ونرى أنه يطول بهم البلاء، ولا ينقضي عنهم، وهذا ما كان الا نتيجة أفعالهم وسوء ظنهم بالله فالانسان اذا ما قابل البلاء بالسخط فسيزيده الله ولن يرفع عه، أما المسلم الذي يقابل البلاء بالصبر والاحتساب، فان البلاء سيزول عنه وذلك بسبب رضاه بالقضاء والقدر، ونلخص اجابة سؤال متى يرفع الله عنك البلاء كالتالي :
- بأن ترضى بما قسمه الله لك وأن تصبر وتحتسب.
الكثير منا يسأل كيف ينقضي البلاء عنا باسرع وقت، فالبلاء يمكن أن يرفعه المؤمن ع نفسه بالتصدق على الفقراء واليتامى، وبالدعاء والتضرع الى الله والخشوع في ذلك، وبكثرة الاستغفار والصلاة على النبي، فان الدعاء اذا كان أقوى من البلاء فانه يدفعه، وان الدعاء والبلاء يتصارعان حتى يغلب أحدهما الآخر، وقد تعالى في أيوب عندما أصابه البلاء ودعى ربه بالفرج : (وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ* فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِن ضُرٍّ وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُم مَّعَهُمْ رَحْمَةً مِّنْ عِندِنَا وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ ).
ما هو اصعب انواع الابتلاء
هناك فرق بين البلاء والابتلاء، فاذا كان الأمر خير فكان بلاء، واذا كان شر أو مصيبة فهو ابتلاء أي اختبار للمؤمن، وما ابتلى الله عبده الا لأنه يحبه، وهناك درجات في الابتلاء أصعب ما يصيب بها الانسان، هي ما تكون في النفس والمال والأهل أو في افراد اسرته، ووصى الرسول صلى الله عليه وسلم بالصبر وأفضل أنواع الصبر عند الصدمة الأولى، وأن يدرك أن كل أمروه هي من عند الله فلا يتذمر، لأن البلاء مكتوب عليه ولن يزول لذلك يجب أن يستغفر ربه ويبحث عن سبب غضب الله عليه ويحاول اصلاح نفسه.
تطرقنا في هذا المقال لموضوع مهم، واسئلة تخطر على بال كل مسلم في موضوع البلاء ألا وهو هل ابتلاء الله للعبد يكون بالمصائب فقط وضح ذلك، وقد يجهل الكثيرون منّا الجواب لذلك قدمنا لكم اجابة مختصرة ومفيدة وتطرقنا لبعض أنواع الابتلاءات وكيفيه مواجهتها عند الصدمة الأولى.