من موضوعات الشعر الجاهلي، الشعر الجاهلي هو إعلام العرب قديما، فقد يسأل سائل ما الذي ميز الشعر الجاهلي عن باق الأشعار العربية بالذات، قد أطلق قديما على شعر العرب الجاهلي بديوان العرب، لأن العرب لم تأرخ تاريخها كتابتا، إنما كانت لا تحدث واقعة صغيرة أو كبيرة إلا وتجد شاعرا قد وصفها في شعره، فمن أراد دراسة تاريخ العرب الجاهلي تجده يتجه الي الشعر الجاهلي، ومما ميز الشعر الجاهلي عن غيره من الفترات، سليقة العرب في ذلك، وذلك بأنهم كانوا أصحاب لغة قوية، كانوا متقوقعين علي لغتهم، لا يمسها ضعف أو تحريف أو تدليس، كان الطفل يحاكي الشيخ والمرأة تحاكي الرجل، لإعتزازهم بلغتهم، فذلك ما كان له الأثر البالغ على تميز هذه الحقبة من بين الحقب، سنتكلم اليوم عن موضوعات الشعر الجاهلي عند العرب.
محتويات
من موضوعات الشعر الجاهلي
من موضوعات الشعر الجاهلي كما وردت في كتب الشعر وهي الفخر الحماسة، والهجاء، والغزل، والوصف، والمدح، وسنرد لكم كل نوع على حدا في السطور التالية.
الفخر والحماسة
- الفخر هو شيء قديم عند العرب، بل كان العربي الذي لا يفاخر بنفسه أو ماله أو قبيلته منبوذ، والعربي الذي يفخر بنسبه أو ماله او نفسه أو قبيلته، له الشأن الكبير بين الناس، كان يعد الفخر من أهم ما تميز به الشعر عند العرب، أما الحماسة فهو عبارة عن شعر يحمس أهله للهجوم علي عدو أو الدفاع عن قبيلة، وهذا النوع من الشعر يمثل الصراع الداخلي الذي كان في الجزيرة العربية. ومن الأمثلة علي شعر الفخر والحماسة.
عمرو بن كلثوم يفخر بقومه :
أَبَا هِنْـدٍ فَلاَ تَعْجَـلْ عَلَيْنَـا وَأَنْظِـرْنَا نُخَبِّـرْكَ اليَقِيْنَــا
بِأَنَّا نُـوْرِدُ الـرَّايَاتِ بِيْضـاً وَنُصْـدِرُهُنَّ حُمْراً قَدْ رُوِيْنَـا
مَتَي نَنْقُـلْ إِلَي قَوْمٍ رَحَانَـا يَكُوْنُوا فِي اللِّقَاءِ لَهَا طَحِيْنَـا
وَرِثْنَـا المَجْدَ قَدْ عَلِمَتْ مَعَـدٌّ نُطَـاعِنُ دُوْنَهُ حَـتَّي يَبِيْنَـا
وَنَحْنُ إِذَا عِمَادُ الحَيِّ خَـرَّتْ عَنِ الأَحْفَاضِ نَمْنَعُ مَنْ يَلِيْنَـا
أَلاَ لاَ يَجْهَلَـنَّ أَحَـدٌ عَلَيْنَـا فَنَجْهَـلَ فَوْقَ جَهْلِ الجَاهِلِيْنَـا
فَإِنَّ قَنَاتَنَـا يَا عَمْـرُو أَعْيَـتْ عَلي الأَعْـدَاءِ قَبَلَكَ أَنْ تَلِيْنَـا
وَنَحْنُ الحَاكِمُـوْنَ إِذَا أُطِعْنَـا وَنَحْنُ العَازِمُـوْنَ إِذَا عُصِيْنَـا
وَنَحْن التَّارِكُوْنَ لِمَا سَخِطْنَـا وَنَحْنُ الآخِـذُوْنَ لِمَا رَضِيْنَـا
وَقَـدْ عَلِمَ القَبَـائِلُ مِنْ مَعَـدٍّ إِذَا قُبَـبٌ بِأَبطَحِـهَا بُنِيْنَــا
بِأَنَّـا المُطْعِمُـوْنَ إِذَا قَدَرْنَــا وَأَنَّـا المُهْلِكُـوْنَ إِذَا ابْتُلِيْنَــا
وَأَنَّـا المَانِعُـوْنَ لِمَـا أَرَدْنَـا وَأَنَّـا النَّـازِلُوْنَ بِحَيْثُ شِيْنَـا
وَأَنَّـا التَـارِكُوْنَ إِذَا سَخِطْنَـا وَأَنَّـا الآخِـذُوْنَ إِذَا رَضِيْنَـا
وَأَنَّـا العَاصِمُـوْنَ إِذَا أُطِعْنَـا وَأَنَّـا العَازِمُـوْنَ إِذَا عُصِيْنَـا
وَنَشْرَبُ إِنْ وَرَدْنَا المَاءَ صَفْـواً وَيَشْـرَبُ غَيْرُنَا كَدِراً وَطِيْنَـا
إِذَا مَا المَلْكُ سَامَ النَّاسَ خَسْفـاً أَبَيْنَـا أَنْ نُقِـرَّ الـذُّلَّ فِيْنَـا
مَـلأْنَا البَـرَّ حَتَّي ضَاقَ عَنَّـا وَظَهرَ البَحْـرِ نَمْلَـؤُهُ سَفِيْنَـا
إِذَا بَلَـغَ الفِطَـامَ لَنَا صَبِـيٌّ تَخِـرُّ لَهُ الجَبَـابِرُ سَاجِديْنَـا
الهجاء
- وهو ذكر عيوب العدو سواء كانت حقيقية أم وهمية ومن الأمثلة علي شعر الهجاء.
أماتَكمُ مِن قَبلِ مَوتِكُمُ الجَهلُ وجرَّكُمُ مِن خِفّةٍ بِكُمُ النَّمْلُ
ولَيدَ أبيِّ الطَّيِّبِ الكَلْبِ ما لَكُم فطَنتُمْ إلي الدَّعوَي وما لكمُ عَقلُ
ولو ضربَتْكُم مَنجَنيقي وأصلُكُم قَويٌّ لهَدَّتكُمْ فكيفَ ولا أصلُ
ولو كُنتُم ممَّنْ يُدبِّرُ أمرهُ، لما صِرتُمُ نَسلَ الذي ما لهُ نَسْلُ!!
الغزل
- هناك عدة أنواع للغزل في الشعر الجاهلي، الغزل الصريح والغزل العفيف، ومن الأمثلة علي هذا.
لقد أعجبتني لا سقوطًا قناعهـا إذا ذكرت ولا بذات تلفت
كأن لها في الأرض نسيًا تقصه علي أمها وإن تكلمك تبلَّت
تبيت بُعيد النوم تهدي غبوقهـا لجارتها إذا الهدية قلت
تحل بمنجـاة من اللـوم بيتهـا إذا ما بيوت بالمذمة حلت
الوصف
- اشتهر الوصف في الشعر الجاهلي وهو وصف المحبوبة او وصف الديار او غيرها من الاوصاف، ومثال ذلك.
عُيونُ المَها بَينَ الرُصافَةِ وَالجِسرِ … جَلَبنَ الهَوي مِن حَيثُ أَدري وَلا أَدري
أَعَدنَ لِيَ الشَوقَ القَديمَ وَلَم أَكُن … سَلَوتُ وَلكِن زِدنَ جَمراً عَلي جَمرِ
سَلِمنَ وَأَسلَمنَ القُلوبَ كَأَنَّما … تُشَكُّ بِأَطرافِ المُثَقَّفَةِ السُمرِ
المدح
كثر المدح في العصر الجاهلي وخاصة مدح القبيلة وساداتها ومن الأمثلة علي ذلك:
ألا طرقتنا بعد ما هجدوا هندُ وقَدْ سِرْنَ غَوْرَاً واستبان لنا نَجْدُ
ألا حبّذا هندٌ وأرضٌ بها هندُ وهِنْدٌ أتي مِنْ دُونها النَّأْيُ والبُعْدُ
وإنَّ التي نَكَّبْتها عن مَعَاشِرٍ علي غضاب أن صددتُ كما صدّوا
أتت آل شماس بن لأي وإنّما أتاهُمُ الأحْلامُ والحَسَبُ العِدُّ
فإنَّ الشَّقِيَّ من تُعَادِي صدُورُهم وذو الجَّدِّ مَنْ لانُوا إليه ومَنْ ودُّوا
يَسُوسون أحلاما بَعِيدا أنَاتُها وإن غصبوا جاء الحفيظة والجدّ
أولئك قومٌ إنْ بَنَوْا أحْسَنُوا البُنَي وإن عاهدوا أوفوا وإن عقدوا شدّوا
وإنْ كانت النَّعْمَاءُ فيهم جَزَوْا بها وإن أنعموا لا كدّروها ولا كدّوا
مَغاويرُ أبطالٌ مَطاعيمُ في الدُّجَي بَني لهُمُ آباؤهم وبَني الجَدُّ.
في نهاية مقالنا، تحدثنا عن الشعر الجاهلي، وذكرنا الكثير من أغراض الشعر الجاهلي، كما ذكرنا الأمثلة علي ذلك، نسأل الله أن نكون قد أفدناكم بالمعلومات القيمة.