اجتناب المعتكف ما لا يعنيه والابتعاد عن كثرة الكلام يعتبر من، فالمقصود بالاعتكاف هو البقاء في بيوت الله بنية القيام بعبادة الله سبحانه وتعالى والتقرب إليه، وذلك من الصلاة وقراءة القرآن الكريم والتسبيح والاستغفار وكل عمل يزيد من قوة الإيمان في وجدان وفؤاد المسلم، كما أن الاعتكاف يكون في الشهر الكريم شهر رمضان وبالتحديد في العشر الأواخر من هذا الشهر الفضيل، وهي سنة عن النبي صلى الله عليه وسلم، وكل اعمل وله أجره، و اجتناب المعتكف ما لا يعنيه والابتعاد عن كثرة الكلام يعتبر من ؟
محتويات
اجتناب المعتكف ما لا يعنيه والابتعاد عن كثرة الكلام يعتبر من
يستحب على المعتكف أن ينشغل في عبادة الله عزّ وجل من صلاة واستغفار وتسبيح وتلاوة القرآن الكريم، كما يستحب أن يجتنب ما لا يعنيه ويبتعد عن كثرة الكلام، لذا اجتناب المعتكف ما لا يعنيه والابتعاد عن كثرة الكلام يعتبر من السنن المستحبة.
شروط الاعتكاف
هناك عدة شروط للاعتكاف، بدون الالتزام بها يكون الاعتكاف باطلاً، ومن هذه الشروط ما يلي :
- أن يكون المعتكف مسلم عاقل بالغ سواء كان ذكر أو أنثى.
- أن يكون المعتكف طاهراً من الجنابة.
- أن يتم الاعتكاف في بيت من بيوت الله التي تقام فيها الصلاة، ويفضل أن يكون في إحدى المساجد المباركة الثلاث، وهما المسجد الحرام أو النبوي أو الأقصى.
مبطلات الاعتكاف
يوجد العديد من الأمور التي إذا فعلها المعتكف، يعد اعتكافه باطلاً ولا يجوز، وعليه إلا يُكمل اعتكافه بعد فعله لإحدى المبطلات، ومن مبطلات الاعتكاف ما يلي :
- الحيض والنفاس للمرأة من مبطلات الاعتكاف.
- حدوث جماع بين الزجين إذا كانا متعمدا في ذلك، فإنه من مبطلات الاعتكاف، حيث أمر الله بعدم الجماع للمعتكفين ويتبين ذلك من خلال قوله تعالى :”وَلاَ تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ”.
- الخروج من المسجد بدون حاجة، حيث إذا خرج من المسجد لعذر كالمرض، أو الحصول على غذاء له، أو الخروج للوضوء وغير ذلك من الأعذار فهي لا تعد من مبطلات الاعتكاف.
- إذا أُكره على الخروج من المسجد، أو خرج لإتباع جنازة ميت، فلا يُبطل اعتكافه.
فوائد وأهمية الاعتكاف
للاعتكاف في المساجد أهمية عظيمة ودور كبير في تربية الفرد وتعديل سلوكياته الخاطئة وتقوية إيمانه وصلته بالله سبحانه وتعالى ونيل رضى الله ومحبته له، ومن هذه الفوائد والأهمية ما يلي :
- الابتعاد عن ارتكاب المعاصي وتركها.
- الفوز في قيام ليلة القدر والمعروفة أنها في أحد أيام العشر الأواخر من شهر رمضان.
- العمل على إحياء سنة من سنن النبي صلى الله عليه وسلم، لما لها من أجر وثواب عظيم.
- تعمل على تربية المعتكف من الفضول سواء بالكلام أو النوم أو كثرة الخلطة مع الناس.
- تعويد النفس على عبادة الله سبحانه وتعالى.
- يعمل الاعتكاف على تقوية صلة المعتكف بالله عزّ وجل، حيث يتضرع إلى الله ويناجيه.
- استغلال الوقت بما هو نافعٌ للنفس البشرية، حيث أن الاعتكاف ينفع في الدنيا والآخرة.
- يعمل الاعتكاف على تعويد النفس البشرية على تحمل الشدائد والصبر في أداء العبادات على الوجه الأكمل.
- البعد عن كل ما يشغل النفس البشرية عن عبادة الله.
- تربية النفس البشرية على إخلاص النية في عبادة الله والبعد عن فعل العبادات رياءً للناس، حيثُ أن المعتكف يعبد الله سبحانه وتعالى ليلاً بحيث لا يراه أحداً من البشر.
- للاعتكاف دور عظيم في تخفيف ضغوطات حياة المعتكف، حيث أنه الخُلوة تهدئ من روع الفرد، وتبعده عن ضغوط الحياة ومشاغلها.
- تُعوّد المعتكف على استعمال عقله بما هو نافع، حيث يتفكر في خلق السماوات والأرض ويتأمل مخلوقات الله عزّ وجل.
احاديث عن الاعتكاف في رمضان
ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم العديد من الأحاديث التي تحثُنا على الاعتكاف في بيوت الله سبحانه وتعالى، وخاصة في أيام العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك، لما له من أجر عظيم عند الله عزّ وجل، ومن ما ورد عن النبي ما يلي :
- عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ :”كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ يَعْتَكِفُ الْعَشْرَ الْأَوَاخِرَ مِنْ رَمَضَانَ حَتَّى تَوَفَّاهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ”.
- عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: “كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ إذَا أَرَادَ أَنْ يَعْتَكِفَ صَلَّى الْفَجْرَ ثُمَّ دَخَلَ مُعْتَكَفَهُ، وَأَنَّهُ أَمَرَ بِخِبَائه فَضُرِبَ لَمَّا أَرَادَ الِاعْتِكَافَ فِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ مِنْ رَمَضَانَ، فَأَمَرَتْ زَيْنَبُ بِخِبَائِهَا فَضُرِبَ، وَأَمَرَتْ غَيْرُهَا مِنْ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ ﷺ بِخِبَائِهَا فَضُرِبَ؛ فَلَمَّا صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ ﷺ الْفَجْرَ نَظَرَ، فَإِذَا الْأَخْبِيَةُ، فَقَالَ: آلْبِرَّ يُرِدْنَ؟ فَأَمَرَ بِخِبَائِهِ فَقُوِّضَ، وَتَرَكَ الِاعْتِكَافَ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ حَتَّى اعْتَكَفَ فِي الْعَشْرِ الْأول مِنْ شَوَّالٍ”. رَوَاهُ الْجَمَاعَةُ إلَّا التِّرْمِذِيَّ، لَكِنْ لَهُ مِنْهُ: “كَانَ إذَا أَرَادَ أَنْ يَعْتَكِفَ صَلَّى الْفَجْرَ ثُمَّ دَخَلَ مُعْتَكَفَهُ”.
- عَنْ أَنَسٍ قَالَ :”كَانَ النَّبِيُّ ﷺ يَعْتَكِفُ الْعَشْرَ الْأَوَاخِرَ مِنْ رَمَضَانَ، فَلَمْ يَعْتَكِفْ عَامًا، فَلَمَّا كَانَ فِي الْعَامِ الْمُقْبِلِ اعْتَكَفَ عِشْرِينَ”.
اجتناب المعتكف ما لا يعنيه والابتعاد عن كثرة الكلام يعتبر من السنن المستحبة، وعلينا نحن كمسلمين أن نُحي هذه السنن لما لها من ثوابٌ عظيم يوم القيامة، وما لها من تأثير في سلوك النفس البشرية وازدياد صلة العبد بربه ونيل محبته ومحبة نبيه الكريم، كما أننا سننال شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم يوم لا ينفع فيه مالٌ ولا بنون.