ما هو القتل حدا، فما هو مفهوم القتل :هو عميلة إنهاء حياة كائن حي على يد كائن حي آخر، من خلال استخدام أدوات حادة أو سلاح أو من خلال الخنق، وقد يكون هذا القتل إما عمداً أو بغير قصد، فالقتل العمد يتم بصورة غير شرعية، حيث يتعرض القاتل للمساءلة القانونية، أما القتل بغير قصد أو بالخطأ فلا يعاقب القانون عليه، وإنما عليه أن كفارة لابد من أن يلتزم بها، فما هو القتل حدا ؟
محتويات
ما هو القتل حدا
كما ذكرنا سلفاً أن القتل ينقسم إلى قسمين، القتل عمداً والقتل من غير عمد، فماذا يقصد بالقتل حداً، هو عبارة عن عقوبات شرّعها الله سبحانه وتعالى على جميع خلقه البشرية، حيث من يرتكب جريمة القتل عمداً يقام عليه حد القتل، وهو القصاص، أي أن القاتل يقتل ولو بعد حين.
أنواع القتل
ينقسم القتل إلى ثلاثة أنواع، وتم تقسيمها تبعاً لأمرين وهما القصد، والأداة المستخدمة في عملية القتل، فما هي أنواع القتل :
- القتل العمد :وهو إنهاء حياة كائن حي عمداً، باستخدام آلة حادة أو ضربه بشيء ثقيل يقتل كالحديد أو الأحجار كبيرة الحجم، أو إطلاق الرصاص على المقصود فيموت، ونستدل على ذلك ما ورد عن أنس أن جارية وجد رأسها قد رض بين حجرين، فسألوها من صنع بك هذا؟ فلان فلاني؟ حتى ذكروا يهودياً، فأومأت برأسها، فأخذ اليهودي فأقرّ، فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يرض رأسه بين حجرين.
- القتل شبه العمد :أن يتعرض لإنسان بينهما قصة عدوان بشيء لا يقتل بالعادة من باب التأديب وليس القتل، مثل حجر صغير أو غير ذلك، إلا أن الضربة تأتي في موضع موت فيموت.
- القتل من غير عمد :أن يقوم أحداً برمي سهم من أجل فعل أباحه لنا الله كالصيد، فيصيب السهم إنسان ويقتله، كما يدخل القتل من غير قصد أن يقوم المكلف بحفر بئر فيسقط به إنسان ويموت، فهو غير آثم لأنه لا يقصد إصابته أبداً.
حكم القتل
يختلف الحكم الصادر باتجاه القاتل تبعاً لمدى قصد القاتل في إحداث عملية القتل، سنعرض حكم القاتل عمداً، وشبه عمداً، ومن غير عمد، وهي ما يلي :
القتل العمد ويترتب عليه عدة أمور، وهي ما يلي :
- الإثم، لأنه تعدى وقتل نفس حرم الله علينا قتلها إلا بالحق.
- حرمان القاتل عمداً من الميراث.
- إذا تم العفو من قِبل ولي الدم أو وافق على الدّية المدفوعة فعليه كفارة، أما إذا تم القصاص فالكفارة غير واجبة.
- القصاص أو العفو عن القاتل.
القتل شبه العمد ويترتب عليه أمرين، وهما ما يلي:
- الإثم، لأنه تعدى وقتل نفس حرم الله علينا قتلها إلا بالحق.
- يدفع القاتل دّية مغلظة وعظيمة.
القتل من غير عمد ويترتب عليه أمرين، وهما ما يلي:
- يدفع القاتل دّية مخففة، وعلى مدار مدة ثلاثة من السنوات.
- على القاتل كفارة، وينفذها حسب ما هو متوفر في المجتمع الذي يعيشه، وكفارة النفس هي عتق رقبة مؤمنة، فإن لم يجد فصيام شهريين متتاليين.
- لا يؤثم القاتل من غير عمد، لأنه لم يقصد القتل وذلك في قوله تعالى :”وما كان لمؤمن أن يقتل مؤمناً إلا خطأً”.
شروط من يقام عليه الحد
هناك شروط لابد من توفرها في المكلف، حتى نتمكن من قيام حدود الله عليه، وهي ما يلي :
- أن يكون القاتل عاقل، وذلك في قوله صلى الله عليه وسلم :”رُفِعَ القَلَمُ عَنْ ثلاَثةٍ، وعَنِ النَّائِمِ حَتَّى يَسْتَيْقِظَ، وعَنِ الصَّبيِّ حَتَّى يَحْتَلِمَ، وَعَنِ المَجْنُونِ حَتَّى يَعْقِلَ”.
- أن يكون القاتل بالغ، وذلك في قوله تعالى :”لا يجب الحد إلا على بالغ”.
- أن يكون عالم بالتحريم، أي لديه معرفة بحرمة ما ارتكبه من جريمة.
- أن يكون ملتزم بأحكام السريعة الإسلامية.
الهدف من إقامة الحدود
قال الله سبحانه وتعالى :”وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ”، فالعقوبات وإقامة الحدود على الجرائم شُرعت لأهداف كثيرة، ومن هذه الأهداف ما يلي :
- ردع وزجر الناس عن ارتكاب الجرائم.
- الحفاظ على المجتمعات ومنع انتشار الفساد وارتكاب الجرائم فيها.
- عدم إشاعة الجرائم في المجتمعات.
- حتى يبرد نار المجني عليه من خلال إقامة الحد على الجاني وبالتالي تمنع من توسع رقعة انتشار الجريمة.
- إطفاء نار الغيظ للمجني عليه وأقاربه.
- إقامة العدل في المجتمعات كلها.
- ردع المتهم عن ارتكاب جرائم أخرى، أو ارتكاب الجريمة ذاتها مرة أخرى.
- العمل على تقويم سلوك الجاني والإصلاح منه وتهذيبه.
ما هو القتل حدا أي القصاص لمن جنى وتعرض على كائن حي عمداً، حيث ليس كل من ارتكب جريمة قتل فإنها بقصد، فكثيراً ما تُرتكب جرائم قتل من غير قصد أو عمد، لذا فقد شرع الإسلام حدوداً وعقوبات لكل من القاتل عمداً والقاتل بشبه عمد، والقاتل من غير قصد أو عمد، فالدين الإسلامي وأحكامه لا تظلم أي نفس بشرية، فهي تراعي كل الجوانب وما يوجد داخل النفس، فليس من المعقول أن يعاقب الذي قتل عمداً كالذي قتل من غير عمد.