حكم الاستغاثة بالحي الحاضر القادر في أمر يستطيعه، إن الانسان كائن ضعيف في معظم الاحيان، فهو يتعرض في بعض الأوقات لمرض ما أو مشكلة يستعصي عليه حلها فيجعله هذا يلجئ للاستغاثة وطلب العون حتى يخرج مما هو فيه، فمنهم من يلجئ لله سبحانه وتعالى في طلب حاجته ومنهم من يطلب الاغاثة من الأموات وبعضهم يطلبها من الأحياء من البشر، وقد يلجئ بعض الملحدين لطلب حاجاتهم من النار والشمس والأصنام وغيرها من الكفريات، ولابد للدين الاسلامي من حكم واضح وصريه في جميع هذه الاستغاثات ولعل من أبرزها حكم الاستغاثة بالحي الحاضر القادر في أمر يستطيعه.
محتويات
ما حكم الاستغاثة بالحي الحاضر القادر في أمر يستطيعه
إن كانت استغاثة الانسان بغير الله سبحانه وتعالى في أمر لا يقدر عليه سوىا الله عز وجل فهي تدخل في حكم الشرك الأكبر المخرج من الدين الإسلامي، فلا يوجد فرق بين أن يكون المستغاث به حياً أو ميتاً، وإن كانت الاستغاثة فيما يقدر عليه البشر كغريق مثلاً يستغيث بحاضر حي لينقذه وكان المستغاث به حياً فهذه جائزة ولا إشكال شرعي فيها، أما الاستغاثة بالميت فلا تجوز أصلاً والميت لا يقدر على شيء من ذلك، كما وأن دعوة التسوية بين الحي والميت أمر يرفضه الشرع والمنطق، كقولك : إن الحي والميت لا ينفعان إلا بإذن الله، فإن في ذلك شبهة واضحة لأن كلامنا عن قدرة البشر على اغاثتنا لا عن قدرة الله سبحانه وتعالى، لأن قدرة الله سبحانه وتعالى لا يحدها حد، فلو أراد الله عز وجل أن يحرك جبلاً من مكانه أو شجراة من مكانها لما أعجزه شيء عن ذلك، فهل يجوز للإنسان أن يستغيث بالأحجار والأشجار بحجة أنها لا تنفع إلا بإذن الله؟؟ هذا كلام لا يقوله انسان عاقل أبداً!! هنا نرى أنه لا يجوز ولم يؤذن لنا في الاستغاثة بالميت ولا بالغائب ولا حتى بالانسان الحي في شيء يدخل تحت قدرة الله سبحانه وتعالى وحده ولا يستطيع أي كائن آخر أن يقدمه لك، ولقد جاء في النهي عن الدعاء لغير الله تعالى وسؤاله، واستثني منه فقط سؤال الحي فيما يقدر عليه بالدليل، كقوله تعالى: (فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِنْ شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ).
حكم الاستغاثة بالحي الحاضر القادر في أمر يستطيع، هو أمرٌ جائز شرعاً لأنه ليس فيه استعانة بغير الله عز وجل، بل هو كطلب خدمة أو أمر مستطاع التقديم من قبل الشخص الآخر كإستغاثة المريض في الحالة الحرجة بالطبيب المداوي له، فليس في ذلك أي حرمانية أو شرك بالله كون الطبيب يستطيع بإذن الله تعالى تقديم العلاج للمريض وانقاذ حياته.