ماذا يسمى النفاق الاكبر، ينقسم النفاق إلى قسمين رئيسيين، وهما النفاق الأكبر والنفاق الأصغر، فما هو مفهوم النفاق بشكل عام، هو أن يظهر الفرد غير الذي يبطنه في داخله، أي التظاهر باتباع كل ما هو خير وأخلاق حميدة، وإخفاء حقيقته، وقبل التعرف على النفاق الأكبر لابد أن نعرف من هو المنافق، هو الشخص الذي يُخفي الكفر اعتقاداً، ويظهر الإيمان قولاً وفعلاً أمام الغير، والسؤال المذكور هنا ماذا يسمى النفاق الاكبر ؟
محتويات
ماذا يسمى النفاق الاكبر
أولاً ما هو مفهوم النفاق الأكبر، هو أن يظهر الفرد إيمانه بالله وفي داخل كفر وطغيان والعياذ بالله، حيث يُظهر إيمانه بالله وملائكته ورسله وكتبه واليوم الآخر، وهو في داخله لا يُؤمن بها جميعها، أو لا يؤمن بواحدة منها فقط، حيثُ قال الله سبحانه وتعالى :”إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ”، فالنفاق الاعتقادي هو النفاق الأكبر.
صفات المنافقين
هناك الكثير من صفات المنافقين الذين ذكرها الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز، ومن هذه الصفات ما يلي :
- إظهار الإيمان، وإخفاء الكفر والجحود والطغيان.
- في قلوب المنافقين مرض، ونستدل على ذلك من قوله تعالى :”فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضاً وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ”.
- من صفات المنافقين أنهم يفسدون في الأرض، ويدّعون بأنهم يصلحون بالأرض، ونستدل على ذلك من قوله تعالى :”وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُون* أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لا يَشْعُرُون”.
- ميزّهم الله بأنهم سفهاء، ونستدل على ذلك من قوله تعالى :”أَلا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاءُ وَلَكِنْ لا يَعْلَمُونَ”.
- من صفات المنافقين الخداع والكذب ونقض العهود والمكر والسوء والخباثة، ونستدل على ذلك من قوله تعالى :”وَمِنْهُمْ مَنْ عَاهَدَ اللَّهَ لَئِنْ آتَانَا مِنْ فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ وَلَنَكُونَنَّ مِنَ الصَّالِحِينَ فَلَمَّا آتَاهُمْ مِنْ فَضْلِهِ بَخِلُوا بِهِ وَتَوَلَّوْا وَهُمْ مُعْرِضُونَ فَأَعْقَبَهُمْ نِفَاقاً فِي قُلُوبِهِمْ إِلَى يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ بِمَا أَخْلَفُوا اللَّهَ مَا وَعَدُوهُ وَبِمَا كَانُوا يَكَذِبُونَ”.
أحاديث عن المنافقين
ورد العديد من الأحاديث النبوية في شأن النفاق وعلامات النفاق وما صفات المنافقين، ومن هذه الأحاديث ما يلي :
- قال صلى الله عليه وسلم :”آيةُ المنافِقِ ثلاثٌ :إذا حدَّثَ كذَبَ، وإذا وعَدَ أخلَفَ، وإذا أؤتُمِنَ خانَ”
- عن عائشة رضي الله عنها قالت :”ما كانَ خلقٌ أبغضَ إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ منَ الكذبِ، ولقد كانَ الرَّجلُ يحدِّثُ عندَ النَّبيِّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ بالكذبةِ فما يزالُ في نفسِه حتَّى يعلمَ أنَّهُ قد أحدثَ منها توبةً”.
- حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم، “صلَّى رسول الله عليه وسلم يومًا صلاةَ الصُّبحِ فقالَ أشَهِدَ فلانٌ الصَّلاةَ قالوا لا، قالَ ففلانٌ قالوا لا، قالَ :”إنَّ هاتينِ الصَّلاتينِ من أثقلِ الصَّلاةِ على المنافقينَ ولو يعلمونَ ما فيهما لأتوْهما ولو حبواً”.
- قال صلى الله عليه وسلم :”إنَّ الكذبَ يهدي إلى الفُجورِ، وإنَّ الفجورَ يهدي إلى النارِ، وإنَّ الرجلَ ليكذبُ ويتحرَّى الكذبَ حتى يُكتب عندَ اللهِ كذَّابًا”.
- قال صلى الله عليه وسلم :”آيةٌ بينَنا وبين المنافقينَ، شهودُ العشاءِ والصبحِ، لا يَسْتَطِيعُونَهما”.
- عن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: “أربع من كن فيه كان منافقاً، ومن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها: إذا حدّث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا خاصم فجر، وإذا عاهد غدر”.
- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :”ويل للذي يحدث فيكذب، ليضحك به القوم، ويل له، ويل له”.
آيات عن المنافقين
ذكر الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز الكثير من الآيات القرآنية التي تتحدث عن المنافقين وصفاتهم وما هي عاقبتهم، ومن هذه الآيات ما يلي :
- قال تعالى :”رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُودًا”.
- قال تعالى :”وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَٰكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ”.
- قال تعالى :”فَمَا لَكُمْ فِي الْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ وَاللَّهُ أَرْكَسَهُمْ بِمَا كَسَبُوا”.
- قال تعالى :”بَشِّرِ الْمُنَافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا”.
- قال تعالى :”وَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْمُنَافِقِينَ”.
- قال تعالى :”وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ إِنْ شَاءَ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ”.
- قال تعالى :”لِيُعَذِّبَ اللَّهُ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ”.
- قال تعالى :”وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ”.
- قال تعالى :”إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ”.
- قال تعالى :”إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ”.
- قال تعالى :”نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقُونَ”.
- قال تعالى :”وَلِلَّهِ خَزَائِنُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَٰكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَفْقَهُونَ”.
- قال تعالى :”إِنَّ اللَّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا”.
- قال تعالى :”وَعَدَ اللَّهُ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْكُفَّارَ نَارَ جَهَنَّمَ”.
ماذا يسمى النفاق الاكبر بالنفاق الاعتقادي، أو الكفر والشرك، فالنفاق الأكبر من أعظم المعاصي التي لا يغفر الله لفاعله إلا بالتوبة والعودة إلى الله سبحانه وتعالى، حيث توعدّ الله لهم في كتابه العزيز في مواضع كثيرة، كما أنه ورد الكثير من الأحاديث عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم عن النفاق وما صفات المنافقين وما عاقبتهم، فجزاء النفاق الأكبر هو جعل المنافقين في الدرك الأسفل من النار، فلا رحمة لهم ولا مغفرة.