حكم الاحتفال براس السنة الميلادية في الاسلام، بدايةً ما هو مفهوم الحكم الشرعي ويسمى بالحكم الفقهي، عبارة عن أحكام تكليفية ووضعية، تكون الأحكام التكليفية تخيير المكلفين إما بالفعل أو عدم الفعل، أما الأحكام الوضعية تكون وفق خطاب الوضع، فلا يفيد التخيير أو الترك، فهو وضع لفعل معين، كما يُعرف بأنه الحكم الثابت عند الله سبحانه وتعالى للمكلفين إما بالفعل أو الترك، فما حكم الاحتفال براس السنة الميلادية في الاسلام؟
محتويات
ما حكم الاحتفال براس السنة الميلادية في الاسلام
كثيراً من المسلمين يتساءلون عن شرعية الاحتفال بمناسبة رأس السنة الميلادية، راغبين من سؤالهم عدم الوقوع في أي حرام يغضب الله سبحانه وتعالى، لذا سوف نوضح لكم حكم الاحتفال براس السنة الميلادية في الاسلام بكل شفافية، اختلف العلماء في حكم الاحتفال برأس السنة الميلادية واتجهوا إلى اتجاهين، وهما ما يلي :
الاتجاه الأول :اعتبروا أن مشاركة المسلمين لأهل الكتاب في أعيادهم وتهنئتهم حرام شرعاً، واستدلوا على ذلك من القرآن الكريم والسنة النبوية وإجماع العلماء، وهي كالتالي :
- دليل من القرآن، وذلك في قول الله تعالى :”وَالَّذِينَ لا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَاماً”.
- دليل من السنة، وذلك عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال :قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة ولهم يومان يلعبون فيهما، فقال: ما هذا اليومان؟ قالوا: كنا نلعب فيهما في الجاهلية، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :”إن الله قد أبدلكم بهما خيراً منهما: يوم الأضحى ويوم الفطر”.
- الإجماع، وذلك من خلال قول سيدنا عمر رضي الله عنه :”إياكم ورطانة الأعاجم، وأن تدخلوا على المشركين يوم عيدهم في كنائسهم فإن السخطة تتنزل عليهم”، كما قال سيدنا عمر رضي الله عنه أيضاً :”اجتنبوا أعداء الله في عيدهم”.
أصحاب الاتجاه الثاني :اعتبروا أن الاحتفال برأس السنة الميلادية مباح شرعاً، ولكن يجب ألا يحدث فيه ارتكاب للمعاصي والذنوب مثل شرب الخمور والرقص، أي أن يكون احتفالاً خالياً من كل فعل يُغضب الله سبحانه وتعالى، كما أنهم عليهم ألا يطلقوا عليه لفظ عيد السنة الميلادية، وإنما رأس السنة أو يوم السنة الميلادية، لأن للمسلمين عيدين فقط لا ثالث لهما وهو عيد الأضحى وعيد الفطر وهو كما ورد عن نبينا محمد صلى الله عليه وسلم.
مظاهر الاحتفال برأس السنة الميلادية
هناك العديد من المظاهر التي يتم بها الاحتفال بقدوم رأس السنة الميلادية الجديدة، ومن هذه المظاهر ما يلي :
- حث الناس على توديع آخر دقائق من نهاية العام الحالي، واستقبال أول دقائق من بداية العام الجديد بالدعاء والصلاة.
- تخصيص هذا اليوم للترفيه والتسلية والترويح عن النفس.
- نشر صور معبرة عن رأس السنة الميلادية على مواقع التواصل الاجتماعي.
- إعانة المحتاجين والعمل على نشر الابتهاج والفرح في قلوب الناس.
- اتخاذ هذا اليوم عيداً وهو خاص بالمسيحين فقط.
- تبادل التهاني والمباركات بين الناس في يوم رأس السنة الميلادية.
- نشر عبارات التفاؤل والأمل في العام الجديد.
حكم الاحتفال براس السنة الميلادية في الاسلام، ديننا الإسلامي دين يسر وليس عسر، وجاء اختلاف العلماء في الأحكام من باب التخفيف والتيسير على الناس، لاشك أن هناك الكثير من الأحكام التي لا يمكن أن يختلف عليها اثنين في حرمانيتها أو إباحتها، إلا بعض الأحكام اختلف العلماء في إصدار حكم قطعي فيها، ومن ضمن هذه الأحكام حكم الاحتفال برأس السنة الميلادية، حيث لا بأس من رسم البهجة على قلوبنا ولكن يكون بما يرضي الله، وخالي من أي معاصي أو ذنوب.