ربي اجعلني مقيم الصلاة ومن ذريتي ربنا وتقبل دعاء، إن من أحب الأمور إلى الله هو التقرب له بالدعاء، الإلحاح على الله بالدعاء، أن يدعي المرء لنفسه، يدعي لأحبائه ولزوجه ولأولاده لبناته، الدعاء هو طريق لتلبية حاجات الفرد، على المرء أن يذكر الله من خلال دعائه بالرخاء، ليذكره الله بالشدة، ومن أحد الأدعية المذكورة بالقرآن على لسان سيدنا إبراهيم هو الدعاء التالي:ربي اجعلني مقيم الصلاة ومن ذريتي ربنا وتقبل دعاء، ونجد الكثير من الباحثين والأشخاص يبحثون عن قصة هذا الدعاء، ومعناه ، لذلك دعت الحاجة من خلال مقالتنا أن نبين للجميع معنى وتفسير هذه الآية التي جاءت على شكل دعاء.
محتويات
تفسير قوله تعالى ” رب اجعلني مقيم الصلاة ومن ذريتي ربنا “
بداية قبل التوصل لتفسير هذه الآية الكريم، لا بد من التطرق لمفهوم الدعاء بشكل عام وأهميته وفضله على المسلم، يعرف الدعاء حسب ما جاء بالشريعة الإسلامية بأنه: نوع من أنواع العبادت التي يتقرب بها المسلم لربه، راجيا أمرا من الله، حيث يكون الإنسن على يقين وثقة أنه لن يحقق له ما يطلبه وما يريد غير الله عزوجل، حيث قال الله تعالى في كتابه الكريم:”ادعوني أستجب لكم”.
ويحبذ دائما في الدعاء أن يبدأ الشخص بذكر الأسماء المحببة إلى الله،ثم يتحدث بطلبه إلى الله، والله عز وجل يحب الإنسان المسلم اللحوح، بمعنى أن لا ييأس المسلم من طلب الأمر مرة وعشرة من الله.
أهمية الدعاء:
إن الدعاء من الأمور المححبة إلى الله ، حيث ان للدعاء أهمية كبيرة جدا على نفس المسلم ، فوجدت الكثير من الآيات القرانية الحاثة على الدعاء، وأيضا النبي (صل الله عليه وسلم)ذكر العديد من الأحاديث الحاثة على الدعاء، ومن أهمية الدعاء التالي:
- اليقين بأن الدعاء من أكرم الأشياء إلى الله.
- اليقين بأن الدعاء هو أفضل العبادات، لأن المسلم يكن على يقين تام أن ليس له إلا الله ليلجأ إليه في تلبية طلباته.
- الاستشعار الدائم بقرب الله عز وجل، ودوام الثقة والإخلاص له وحده لا شريك له.
- معرفة أن الدعاء ينفع المسلم في تحقيق القضاء والقدر، وممكن أيضا كما جاءت أحاديث أنه لا يرد القدر إلا الدعاء.
أثر الدعاء :
عندما يستمر الإنسان بالالتجاء إلى الله والوجه له دائما، ينتج عن ذلك الكثير من الآثار العظيمة في حياته، فليس هناك أقضل من قرب المسلم لربه والالتجاء له، ومن هذه الآثار والفوائد التالي:
- دفع المسلم عن المصائب والشرور التي ممكن أن تحصل بحياته.
- يستحضر المسلم وجود الله في قلبه دوما.
- كمال الثقة واليقين بالله، ما يبعد الغنسان على اليأس ، وذلك لأنه يعلم أن أمره مهما تأخر فهو بيد الله.
- فيه تكفير للذنوب وابتعاد عن المعاصي.
- الفهم الكامل لمفهوم التوكل على الله، والإخلاص له.
- الاجر العظيم الذي سيناله الفرد المسلم، كونه يقوم بعبادة من العبادات التي تقربه إلى الله.
- وغيرهاا الكثير من الآثار التي تؤثر بشكل كبير على نفس المسلم.
هناك العديد من الأحاديث النبوية الشريفة، الآيات القرانية الكريمة التي تدعو وتأمر المسلم بأن يدعو لربه ومنها:
- قوله تعالى:”ادعوني أستجب لكم”.
- قوله تعالى:”قُلِ ادعُوا اللَّـهَ أَوِ ادعُوا الرَّحمـنَ أَيًّا ما تَدعوا فَلَهُ الأَسماءُ الحُسنى”.
- قوله تعالى:”ادعو ربكم تضرعا وخيفة”.
- قول النبي (صل الله عليه وسلم):”إنَّ ربَّكم حَييٌّ كريمٌ يستَحي مِن عبدِهِ إذا رفعَ يدَيهِ إليهِ بدعوَةٍ أن يرُدَّهُما صِفرًا ليسَ فيهما شيءٌ”
ومن هنا نتوصل وإياكم للآية الكريمة موضحين معناه ومفسرينه، وهي آية رقم أربعين من سورة إبرهيم، حيث قال الله تعالى في كتابه الكريم:”ربي اجعلني مقيم الصلاة ومن ذريتي ربنا وتقبل دعاء”.
المعنى المقصود منها: “رب اجعلني مقيم الصلاة”: قوله سيدنا إبراهيم عليه السلام داعيا الله وراجيا منه أن يجعله ممن يقيمون الصلاة بقلوب راضية ومطمئنة.
“ومن ذريتي”: إن من إيثار الأنبياء وحبهم لأقوامهم مثل هذا الشي، أن نبينا إبراهيم يدعو الله أيضا لذريته بأن يجعلهم من مقيمي الصلاة.
“ربنا وتقبل دعاء”: أن يا الله تقبل عبادتي لك التي كانت على شكل دعاء، حيث أن الدعاء صورة من صور العبادة.
وهكذا توصلنا إلى نهاية المقالة، ومن خلال المقالة والسطور السابقة قد بينا المعنى والمقصود من الآية الكريمة في قوله تعالى:”ربي اجعلني مقيم الصلاة ومن ذريتي ربنا وتقبل دعاء”، آملين دوما أن نكون عند حسن ظنكم، وأن نكون لكم من المعلومات أفيدها وأفضلها.