اتسم هذا النوع من الخزفيات بالرشاقة في شكلة ورقة جدرانه

اتسم هذا النوع من الخزفيات بالرشاقة في شكلة ورقة جدرانه، يعتبر الخزف والفخار من أهم الفنون القديمة والحديثة على حدٍ سواء، كونه عرف منذ العصور القديمة في تاريخ البشرية، وبالرغم من قدمه فهو لم يندثر ولم ينتهي بل تطور واستجاب لكل التطورات الحياتية كونه من الأدوات الاساسية في حياة الانسان، حيث أصبح الخزف والفخار اليوم فرعاً من فروع الفنون التشكيلية، ولقد قام خبراء الآثار بتتبع تطور الخزف عبر التاريخ ومعرفة مراحل تطوره التي عبرت عن مهارة وفنون صانعيه، سنسرد لكم بعضاً مما اتسم هذا النوع من الخزفيات بالرشاقة في شكلة ورقة جدرانه.

مراحل الخزف ومسمياته

مراحل الخزف ومسمياته
مراحل الخزف ومسمياته
  • مرحلة الفخار البدائي حيث بدأت بدائيات التشكيل عبر الانسان للخزف من خلال خامة الطين وانتج الفخار البدائي كونه يعد من الحاجات الأساسية للإنسان في تلك العصور.
  • مرحلة الفخار الشعبي : بعدما تنعم الانسان بالاستقرار وكثرة الخيرات، وعبر العديد من التجارب والممارسات جاءت أشكال الخزف بشكل أكثر اتزاناً، حيث أدخل العديد من الأدوات والأجهزة البسيطة التي ساهمت في عمله ودعمت إتقان الأشكال التي يتم صنعها، ومن هذه الأدوات عجلة الدولاب والقوالب الجصية، حيث يقوم أفراد شعب ما من الحرفيين بتشكيل الفخار الشعبي بحيث تحمل أشكالة مميزات وخصوصيات تتبع المنطقة التي صنع فيها بحيث تميزه عن الفخار الذي يصنع في مناطق أخرى، لذلك نجد لدينا أشكال متنوعة وعديدة من الخزف ، فالمدن العربية على سبيل المثال :
  1. الفخار الشعبي السعودي : حيث يتميز هذا الفخار بوظائف نفعية، حيث تم تشكيله لاستخدامه في الممارسات اليومية للحياة في السعودية، بحيث جاءت غالبية أشكاله خالية من الزخارف والابتعاد عن التقنيات الزخرفية التي عرفها المسلمون، ومن أهم قطع الفخار الشعبي السعودي ( الدوارق والأزيار والمباخر وفناجين القهوه).
  2. الفخار الشعبي المغربي : توجة الفخار المغربي أيضاً للاهتمام بالناحية النفعية للانسان ، فكانت الأواني تستخدم في الحياة اليومية كالقدور الخاصة بطهي الطعام دون الاهتمام بالزخارف والنقوش على سطح القدور بحيث كانت اسطحها غالبا ملساء وخالية من النقوش ومن الألوان، حيث اكتفى الفخار المغربي الشعبي بطلاء الزجاج الشفاف لانه يتم فيه حفظ السوائل، وتتميز القدور المغربية والأواني بأغطية مرتفعة ذات شكل مخروطي
  3. الفخار الشعبي المصري : اشتهر الفن الشعبي المصري بالقلل والعرائس والأواني الشعبية المجردة وامتاز في تشكيله بالسماكة، ومن أشهر الخزف والفخار الشعبي المصري ( شبابيك القلل المعروفة بالتثقيب فيها ) حيث عرفت في الفن الاسلامي كأهم تقنية للخزفيات التي تم ابتكارها عبر الفنانيين المصريين آنذاك.
  • مرحلة الخزف العربي المعاصر: تميز الخزف المعاصر بالرشاقة وجدرانه الرقيقة وكثرة الزخرفة عليه، كما أنه حافظ على الهيئة الخارجية بحيث أصبح الفخار العربي ذو سمة خاصة وهي اتزان ابعاده.

اتسم هذا النوع من الخزفيات بالرشاقة في شكلة ورقة جدرانه

اتسم هذا النوع من الخزفيات بالرشاقة في شكلة ورقة جدرانه
اتسم هذا النوع من الخزفيات بالرشاقة في شكلة ورقة جدرانه

الفخار والخزف العربي المعاصر اتسم هذا النوع من الخزفيات بالرشاقة في شكلة ورقة جدرانه، حيث تميز بسماكة رقيقة جداً لجدران الاشكال الخزفية مع الحرص على استخدام طريقة التذهيب فيه، بحيث يضيف رونق للآنية، ومما سبق يتضح لنا كيف تطورت أشكال وهيئات الفخار منذ القدم وصولاً الى العصر الحديث، من حيث التقنية اليدوية وشكله وسماكة جدرانه حيث أثرت المحاولات المتكررة في إكساب الخبرات المتنوعة بشكل تدريجي حتى وصلت لتقنيات تشكيلية متطورة ومعاصرة فاستخلصت التقنيات الحديثة في عملية البناء وفي فنون الزخرفة، كما وساهمت في ذلك الأدوات والأجهزة الحديثة كالعجلة وقوالب الجبس التي ساعدت في ابتكار الاشكال.

في شتى الأحوال يبقى تميز الشكل النهائي للخزف وسماته عائداً الى المكان والبيئة التي نشأ فيها، ففي الجزيرة العربية مثلاً لها طابع متميز يميزها عن غيرها، ويتضح ذلك من خلال خط الشكل الخارجي للفخار والزخارف والملمس السطحي لها والألوان المتنوعة الخاصة بكل منطقة، واختلف الخزف والفخار من حيث النوعية والنفعية فكان منها : الجرار الكبيرة و الأباريق والأطباق والقدور،  ولقد اتسمت زخرفة هذه القطع بطريقة الحز على الأسطح الخارجية، من خلال ما تم العثور عليه في حفريات هذه المنطقة، وجد أن الأشكال في تشكيلها كانت تعتمد على ضرورة تناسق الأجزاء وموزون الأبعاد عليها، بحيث أظهرت روائع مهارة الصناع وعبقريتهم، فلقد تمت عملية التشكيل اليدوي بعجلة الدولاب والتشكيل بالقوالب، وذلك مع اهتمامهم بعملية تساوي السماكة لجدران الخزف، مع الدقة المتناهية والحرص على نعومة وتساوي سطحه والحرص على أن تكون الأشكال فيها رصانة التماثل والتوازن في كل أجزاءه وربما كان حرصهم على الاتزان نابع من كثرة تأملاتهم لبيئة من حولهم، وما ذلك إلا مؤثر غير مباشر ناتج عن تأثرهم بعقيدتهم الاسلامية التي تظهر في منتجاتهم في جميع مجالات الحياة، فالخزف العربي المعاصر اتسم هذا النوع من الخزفيات بالرشاقة في شكلة ورقة جدرانه.

Scroll to Top