شرطي قبول العمل، يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز :”وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ”، فماذا يقصد بمفهوم العمل الصالح هو عبارة عن كل عمل أو فعل يرضي الله سبحانه وتعالى، كما ينمن تعرفيه بأنه قيام المؤمن بكل ما جاء في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، والتقرب إلى الله سبحانه وتعالى بكل ما يتوافق مع أحكام الشريعة الإسلامية، وعند القيام بأحد الأعمال من أجل إلى الله لابد من الالتزام بشروط قبول العمل، فما شرطي قبول العمل ؟
محتويات
شرطي قبول العمل هما
لابد عند قيام المؤمن بإحدى الأعمال التي يحبها الله سبحانه وتعالى ويرضاها من عباده، لابد من أن يتحقق شرطان لقبول هذا العمل، ومن شرطي العمل ما يلي :
- الإخلاص :أن يكون نية العبد من القيام بالعمل كلها إخلاص لرضى الله سبحانه وتعالى، ونستدل على ذلك من قوله تعالى :”ومَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ”.
- الصواب :أي أن يكون العمل موافق لما جاء في الشريعة الإسلامية، والسنة النبوية المطهرة، ونستدل على ذلك من قول الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز :”وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ”.
فضل العمل الصالح
للعمل الصالح ثمرات وفضل على المؤمن الذي يقوم به كما يجب، دون اختلال لشروط قبول العمل الصالح، أو اختلال إحدى الشرطين، ومن فضل العمل الصالح على من يقوم به ما يلي :
- أن يعيش المؤمن الذي يقوم بالعمل الصالح في حياة طيبة يملأها الاطمئنان والسكينة، ونستدل على ذلك من قوله تعالى في كتابه العزيز :”مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ”.
- تكفير جميع السيئات من خلال الأعمال الصالحة المستوفية لشروط قبول العمل.
- ينال المؤمن الذي يعمل صالحاً محبة الله سبحانه وتعالى، ومحبة نبيه الكريم ورضاهم.
- يناله تسليم جميع المسلمين في كل صلاة يصلونها على العبد الذي عمل العمل الصالح، وذلك من خلال قول التشهد في كل صلاة، ونستدل ذلك من الحديث النبوي الشريف :”كُنَّا إذا صَلَّينا خلفَ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قُلْنا: السلامُ علَى جِبريلَ وميكائِيلَ، السلامُ علَى فُلانٍ وفُلانٍ، فالتَفَتَ إلَينا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقال: إنَّ اللهَ هو السلامُ، فإذا صلَّى أحدُكم فليَقُل: التَّحيَّاتُ للهِ والصلواتُ والطَّيِّباتُ، السلامُ عليك أيُّها النبيُّ ورَحمَةُ اللهِ وبرَكاتُهُ، السلامُ علينا وعلى عِبادِ اللهِ الصَّالحينَ، فإنَّكم إذا قُلْتُموها، أصابَت كُلَّ عبدٍ لِلهِ صالِحٍ في السماءِ والأرضِ، أشهَدُ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللهُ، وأشهَدُ أنَّ مُحمدًا عبدُهُ ورسولُه”.
- يستمر أجر من يعمل صالحاً ثم يتوقف عنه لعذر يمنعه من القيام بالعمل.
علامات قبول العمل الصالح
هناك عدة علامات يظهرها الله سبحانه وتعالى على عباده الذين يعملون صالحاً، وهي بمثابة إشارة يوصلها الله لعباده بأنه تقبل منهم أعمالهم، ومن هذه العلامات والإشارات ما يلي :
- عدم العودة إلى ارتكاب الذنب بعد التوبة منه، ونستدل على ذلك عن يحيى بن معاذ قال :”من استغفر بلسانِه، وقلبُه على المعصية معقود، وعزمه أن يرجع إلى المعصية بعد الشهر ويعود، فصومه عليه مردود، وباب القبول في وجهه مسدود”.
- استصغار العمل وعدم الشعور بثقل أثناء العمل به.
- زيادة العبد بطاعة الله سبحانه وتعالى، والمداومة على الأعمال الصالحة والعبادات، حيث عن عائشة قالت :”كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا عمل عملاً أثبته”.
- ثبات العبد على طاقة الله والعمل الصالح، لما له من ثمرة عظيمة، ونستدل على ذلك ما قاله ابن كثير :”لقد أجرى الله الكريم عادته بكرمه؛ أنّ من عاش على شيءٍ مات عليه، ومن مات على شيءٍ بُعث عليه يوم القيامة”.
شرطي قبول العمل، فالمؤمن الذي يُقبل على فعل عمل صالحاً من أجل التقرب إلى الله ونيل رضاه وحبه، والفوز في نيل محبة نبيه الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، حيث أنه لا يُقبل العمل من العبد إلا إذا توفر الشرطان الأساسيين لقبول هذا العمل، ومنها الإخلاص لله سبحانه وتعالى، والصواب أي ما ورد عن الشريعة الإسلامية، فلا يجوز لمن يرغب في القيام بعمل صالح أن يغير في الشريعة وطرق العبادة من أجل رضى الله، فمثلاً لا يقبل من العبد الذي يصلي صلاة العصر خمس ركعات بنية التقرب إلى الله، فعليه الإسلام بأحكام الشريعة وكيفية العبادة.