سؤال الميت بعد دفنه عن ربه ودينه ونبيه هو من الأمور التي يتساءل حولها العديد من المسلمين في حياتهم، فكل مسلم يؤمن بوجود الله سبحانه وتعالى وهو يؤمن أيضاً بوجود حياة أخرى بعد الحياة الدنيا، وأن دار الآخرة هي دار المستقر والبقاء لنا بعد أن ننال جزاءنا ونحاسب على حياتنا الدنيا، فالإيمان باليوم الآخر هو أحد أركان الإيمان في الإسلام، وفي هذا المقال سنوضح من الذي يسأل الميت بعد دفنه في القبر، عبر موضوع عن سؤال الميت بعد دفنه عن ربه ودينه ونبيه هو.
محتويات
أسئلة القبر الثلاثة
إذا مات الانسان وخرجت روحه لبارئها ووضع في قبره فإنه عندئذٍ سيكون في أول مراحل الدارة الآخرة لأن القبر هو أول منزل من منازل الدار الآخرة، حيث يأتيه الملكان الموكلان به لكي يسألانه عما كان يؤمن به في حياته الدنيا عن ربه وعن دينه وعن نبيِّه ، فإن أجابهم بشكل صحيح فذلك خيرٌ له، وإن لم يجبهم بشكل صحيح فإنهم يضربونه ضرباً شديداً أليماً والعياذ بالله من ذلك، فإن كان من أهل الصلاح جاءته ملائكة بيض الوجوه، وإن كان من أهل الفساد جاءته ملائكة سود الوجوه، وهذه هي فتنته التي يُفتن بها أو ما يسمى بفتنة القبر.
فعن عائشة أنَّ النَّبي صلى الله عليه وسلم كان يقول : ” اللهمَّ إنِّي أعوذ بك من الكسل والهرم والمغرم والمأثم ، اللهمَّ إني أعوذ بك من عذاب النار وفتنة النار ، وفتنة القبر وعذاب القبر وشر فتنة الغنى وشر فتنة الفقر ومن شر فتنة المسيح الدجال ، اللهم اغسل خطاياي بماء الثلج والبرد ونق قلبي من الخطايا كما يُنقى الثوب الأبيض من الدنس وباعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب “.
سؤال الميت بعد دفنه عن ربه ودينه ونبيه
إن سؤال الميت بعد دفنه عن ربه ودينه ونبيه هو من أسئلة الملكين الذين كلفهما الله بهذا العمل، ويُسمى أحَدهمَا منكر، وَالْآخر يسمى نكير، فإما يبشرانه الملكان أو يحذرانه، فلقد ثبت ذلك عن نبي الله عليه الصلاة والسلام، فكان عند انتهاءه من دفن الميت يقول للمسلمين استعيذوا بالله من عذاب القبر، ثلاث مرات أو مرتين، ،والإيمان بسؤال الملكين منكر ونكير واجب شرعاً، لثبوت ذلك عن النبيّ -عليه الصّلاة والسّلام- في أخبار عدّة يبلغ مجموعها درجة التّواتر، فمن هذا الحديث ندرك تماماً بأن الأموات يشعرون بنعيم القبر وعذابه، وأما الكيفيّة فأمرها غيبيّ لا يمكن إدراك حقيقتها، فلا يعلمها الا الله تعالى وحده، والميت مثل النائم في حاله، يشعر بمحيطه دون أن يرى ما حوله.
سؤال الميت بعد دفنه عن ربه ودينه ونبيه هو من الغيبيات التي لا يصل إداكنا الحسي لها، ولكن نبينا محمد عليه الصلاة والسلام قد بلغنا بها وأوصانا في ديننا الحنيف بالتمسك في الدين الاسلامي، لكي ننال الجزاء العادل بالتنعم في قبورنا والدخول الى جنة الله عز وجل بإذن الله تعالى.