التوحيد اول الواجبات، فماذا يقصد بالتوحيد، التوحيد في اللغة مصدر لفعل وحدّ أي جعل الشيء موحداً، أما مفهوم التوحيد اصطلاحاً فهو اعتقاد المسلم الجازم بأن الله هو خالق هذا الكون وحده لا شريك له، وأنه لا إله إلا هو، وأنه وحده من لديه أسماءه وصفاته وليس بأحدٍ مثله، فينقسم التوحيد في الدين الإسلامي إلى ثلاثة أقسام وهو توحيد الألوهية وتوحيد الربوبية وتوحيد الصفات والأسماء، وفي هذا المقال سيتم الإجابة على السؤال المذكور وهو التوحيد اول الواجبات.
محتويات
التوحيد اول الواجبات
أول واجب شرعي فُرض على الإنسان المسلم هو التوحيد، ونستدل على ذلك من توضيح النبي صلى الله عليه وسلم لمعاذ بن جبل رضي الله عنه عندما أرسله إلى بلاد اليمن، فقال له :” إنَّكَ تَقْدَمُ علَى قَوْمٍ مِن أهْلِ الكِتَابِ، فَلْيَكُنْ أوَّلَ ما تَدْعُوهُمْ إلى أنْ يُوَحِّدُوا اللَّهَ تَعَالَى، فَإِذَا عَرَفُوا ذلكَ، فأخْبِرْهُمْ أنَّ اللَّهَ قدْ فَرَضَ عليهم خَمْسَ صَلَوَاتٍ في يَومِهِمْ ولَيْلَتِهِمْ، فَإِذَا صَلَّوْا، فأخْبِرْهُمْ أنَّ اللَّهَ افْتَرَضَ عليهم زَكَاةً في أمْوَالِهِمْ، تُؤْخَذُ مِن غَنِيِّهِمْ فَتُرَدُّ علَى فقِيرِهِمْ، فَإِذَا أقَرُّوا بذلكَ فَخُذْ منهمْ، وتَوَقَّ كَرَائِمَ أمْوَالِ النَّاسِ”، لذا أول ما يُفرض على الإنسان هو توحيد الله سبحانه وتعالى كي يدخل الإنسان في دين الله تعالى، وهو الطريق التي يهدي النبي صلى الله عليه وسلم من خلاله الناس إلى الطريق الصحيح، ويخرجهم من الظلمات إلى النور وعبادة الله وحده لا شريك له.
دليل على ان التوحيد اول الواجبات
هناك الكثير من الأدلة التي توحي أن التوحيد هو أول الواجبات التي فُرض على الإنسان كي يدخل في الدين الإسلامي، وهذه الأدلة منها ما هو من القرآن الكريم ومنها ما هو من السنة النبوية المطهرة، وهي ما يلي :
- قوله تعالى :”يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ”.
- قوله صلى الله عليه وسلم :”يَا أَهْلَ الكِتَابِ تَعَالَوْا إلى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بيْنَنَا وبيْنَكُمْ أَنْ لا نَعْبُدَ إلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ به شيئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابا مِن دُونِ اللهِ فإنْ تَوَلَّوْا فَقُولوا اشْهَدُوا بأنَّا مُسْلِمُونَ”.
- قوله تعالى :”لَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَه غَيْرُهُ”.
- قوله صلى الله عليه وسلم :”أُمِرْتُ أَن أُقاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَشْهَدُوا أَن لا إِلهَ إِلاَّ اللَّه وأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ”.
- قوله تعالى :”وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ”.
- قال صلى الله عليه وسلم لابن عمه علي “:انْفُذْ علَى رِسْلِكَ حتَّى تَنْزِلَ بسَاحَتِهِمْ، ثُمَّ ادْعُهُمْ إلى الإسْلَامِ، وأَخْبِرْهُمْ بما يَجِبُ عليهم، فَوَاللَّهِ لَأَنْ يَهْدِيَ اللَّهُ بكَ رَجُلًا خَيْرٌ لكَ مِن أنْ يَكونَ لكَ حُمْرُ النَّعَمِ”.
التوحيد اول الواجبات، فالتوحيد بأنه الله إله واحد لا شريك له هو أول ما يُفرض على المكلفين، حيث لا يمكن أن يقبل الإنسان كمؤمن كونه غير مجزم الاعتقاد بتوحيد الله سبحانه وتعالى، ولا يمكن أن لا يؤمن المسلم بأحد أنواع التوحيد الثلاثة/ كما أنه ورد الكثير من الأدلة على أن التوحيد هو أول واجب من الواجبات المفروضة على المكلفين سواء في كتاب الله سبحانه وتعالى، أو في الأحاديث النبوية الشريفة، أو بأقوال العلماء والصحابة.