المعنيان بالخطاب في قَالَ تَعَالَى يَا أَيُّهَا الَّلذِينَ آمنوا، تعتبر سورة الحجرات من أكثر السور التي تبين التأدب في وجود الرسول _صلَّ الله عليه وسلم_ وطرق الخطاب معه فلكل آية نزلت في القرآن الكريم لها سبب نزول وهنا بين أيدينا آية “يَا أَيُّهَا الَّلذِينَ آمنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله” فكثير من الطلاب يبحثون عن تفسير معناها ومن هم المعنيان في الخطاب سنجيب عن هذا السؤال كالآتي.
محتويات
المعنيان بالخطاب في قَالَ تَعَالَى يَا أَيُّهَا الَّلذِينَ آمنوا
الكثير من الطلاب يرغبون في معرفة من هما المعنيان بالخطاب في قَالَ تَعَالَى:”يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ”. وهما الصحابيان أبو بكر الصديق وعمر بن الخطاب، ففي هذه الآية توجيه للمؤمنين احترام أوامر الله ورسوله وألا يقدموا على الحكم أو يبدوا أي رأى قبل أن يقضي الله أمره فيه وأيضاً التأدب واحترام أمر الله تعالى وانتظاره أولاً قبل إبداء رأي أو إطلاق أي شيء عليه.
سبب نزول قَالَ تَعَالَى:”يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ”
يوجد أكثر من سبب نزول لأول ستة آيات من سورة الحجرات ولكن السبب الرئيسي في نزولها هو قدوم وفد من بني تميم إلى النبي _صلَّ الله عليه وسلم_ فقال أبو بكر: أم عليهم القعقاع بن زرارة، فقال عمر بن الخطاب: بل أم عليهم الأقرع بن الحابس فتعالت أصواتهم في حضور النبي _صلَّ الله عليه وسلم_ وهذا ما جاء في الحديث الوراد عن الرسول في الصحيحين، حَدَّثَنَا يَسَرَة بْن صَفْوَان اللَّخْمِيّ حَدَّثَنَا نَافِع بْن عُمَر عَنْ اِبْن أَبِي مُلَيْكَة قَالَ : كَادَ الْخَيِّرَانِ أَنْ يَهْلِكَا أَبُو بَكْر وَعُمَر رَضِيَ اللَّه عَنْهُمَا رَفَعَا أَصْوَاتَهُمَا عِنْد النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِين قَدِمَ عَلَيْهِ رَكْب بَنِي تَمِيم فَأَشَارَ أَحَدهمَا بِالْأَقْرَعِ بْن حَابِس رَضِيَ اللَّه عَنْهُ أَخِي بَنِي مُجَاشِع وَأَشَارَ الْآخَر بِرَجُلٍ آخَر قَالَ نَافِع لَا أَحْفَظ اِسْمه فَقَالَ أَبُو بَكْر لِعُمَرَ رَضِيَ اللَّه عَنْهُمَا مَا أَرَدْت إِلَّا خِلَافِي قَالَ مَا أَرَدْت خِلَافَك فَارْتَفَعَتْ أَصْوَاتهمَا فِي ذَلِكَ، فأنزل الله تعالى هذه الآيات لتوضح لهم أسلوب التوقير والإحترام والتعظيم لله ولرسوله.
فسورة الحجرات وهي سورة مدنية نزلت أول آيات فيها في الشيخيين أبو بكر الصديق وعمر بن الخطاب _رضي الله عنهما_ وهذا هو جواب سؤالنا من هما المعنيان بالخطاب في قَالَ تَعَالَى يَا أَيُّهَا الَّلذِينَ آمنوا، فالله يبين لعباده المؤمنين أساليب التأدب وطرق التعامل في وجود النبي _صلَّ الله عليه وسلم_.