يعتبر خط الرقعة أحد الخطوط العربية السهلة، يمتاز هذا الخط بسهولته وسرعة كتابته حيث تجمع حروفه ما بين الجمال والقوة في ذات الوقت، لا يهـتـم في تشكيله بالحركات إلا في الحدود الضيّقة ما عدا الآيات القرآنية، كما أنه من الخطوط التي يعتمدها العرب في الكتابة في غالبية الدول العربية، وتكون كافة حروف الرقعة مطموسة باستثناء حرفي الفاء والقاف التي تأتي في الوسط، حيث يتم كتابة كافة حروف الرقعة أعلى السطر أو فوقه باستثناء حرف الهاء التي تأتي في وسط الكلمة، وحروف الجيم والحاء والخاء والعين والغين المنفصلة، وحرف الميم إذا جاء في آخر الكلمة، وكذلك الميم إذا كانت منفصلة، وبوجه عام يمكننا القول بأن القلم يكون مائل للأسفل عند الحركة في الكتابة من اليمين باتجاه اليسار، وفي هذه الأيام نجد أن الخط العربي المكتوب هو مزيج ما بين خطي النسخ والرقعة، هذا المقال يحمل عنوان: خط الرقعه كيف يكتب؟
محتويات
خط الرقعه كيف يكتب
لقد أُطلق اسم خط الرقعة في بداية الأمر على خط ظهر في بلاد الشرق الإسلامية، والتي شملت العالم الإسلامي ما عدا بلاد المغرب العربي وبلاد الأندلس، وقد كان هذا الخط شبيه بكتابة الخط الكوفي، لكنه لم يكن متطوراً عنـه، وقد تميز الخطاطون الكوفيون بالدقة واستخدامهم للمقاييس في الحروف والنقط والتلوين مما أعاق إخراج خط الرقعة بصورة هندسية دقيقة، وقد كان لابن مقلة الأندلسي الفضل في تحسين وتجويد خط الرقعة في القرن الرابع الهجري، ثم جاء بعده ابن البواب الذي ساعد في تثبيت قواعد الخط وأصوله، ويعتبر هذا الخط خط الرقعة الأول وقد كان على شكل غير الشكل الذي يكتب فيه خط الرقعة في أيامنا هذه، وقد كان خط الرقعة بمثابة خط عربي عملي تم اختراعه لأغراض تحريرة وإدارية ولم يكن الهدف منه كتابة القرآن الكريم، وقد جاءت تسميته بهذا الاسم نسبة إلى أنه كان يكتب به الرقاع أي الأوراق والرسائل.
خط الرقعة الحديث
لقد نشأ خط الرقعة الحديث عن طريق خط النسخ وخط الثلث، وقد نُسب الفضل في تطويره إلى الخطاط التركي محمد عزت أفندي، وقد شهد خط الرقعة تطوراً ملحوظاً زمن السلطان سليمان القانوني، والسلطان عبد الحميد الأول، ثم بعد ذلك تم وضع قواعد معينة لهذا الخط ومقايسس خاصة بواسطة الخطاط التركي أبو بكر ممتاز بن مصطفى أفندي وذلك في عهد السلطان عبد المجيد وقد أُطلق عليه اسم خط همـايـون، وقد انتشر هذا الخط بشكل كبير في الدولة العثمانية حتى أخذ يحل محل خط النسخ الذي أصبح مقدساً في كتابة المصاحف والأحاديث النبوية الشريفة، وقد انتشر خط الرقعة الحديث في مصر، وقد كان أول استخدام له بواسطة نجيب بك كاتب الملك فاروق، أما في لبنان فقد اشتهر على يد كامل بابا، أما في مصر فقد أمر أشهر الخطاطين المصريين عدلي بولس وهو أول رئيس تحرير لصحيفة الأهرام بصب أول حروف مكتوبة بخط النسخ باستخدام قوالب معدنية.