تعظيم حرمات الله يكون، شرع الله سبحانه وتعالى العديد من الشرائع أرسل الأنبياء والرسل بيان هذه الشرائع حيث قال في كتابه العزيز :”لكل جعلنا منكم شرعةً ومنهاجاً”، ووضح لهم طريق النجاة حيث وضع الله حدوداً لهذه الشرائع وحذر من التعدي عليها، كما أمر سبحانه وتعالى بتعظيم حرماته وانتهاكها، ويقصد بالتعظيم لغةً التفخيم، أما الحرمات لغةً فهي كل ما لا يحل لنا انتهاكه أو تعدي حدوده، لذا سنعرض في مقالنا هذا تعظيم حرمات الله يكون ؟
محتويات
تعظيم حرمات الله يكون
يقصد بتعظيم حرمات الله اجتناب المؤمن لكل ما حرمه الله سبحانه وتعالى تعظيماً لحرماته وحدوده عزّ وجل، وقال الله في كتابه العزيز في تعظيم حرمات الله :”وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ”، ولا يجوز للعبد أن يتعدى حدود الله أو ينتهكها، حيث قال رب العالمين :”تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلاَ تَعْتَدُوهَا وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الظَّـالِمُونَ”، فالمؤمن الحق هم من يعظم حرمات الله ويستشعر به ويخاف من معصية الخالق وغضبه وعذابه له.
مثال على حرمات الله
- تعظيم كتاب الله القرآن الكريم من تعظيم حرمات الله، حيث قال تعالى :”لَوْ أَنزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُّتَصَدِّعًا مِّنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ”.
- تعظيم نبيه الكريم محمد صلى الله عليه وسلم وإتباع سنته المطهرة حيث قال الرسول الكريم :”قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَٱتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ”.
- تعظيم حرمة المؤمن أحد تعظيم حرمات الله واحترامه حقوقه وعدم التعدي عليها، ونستدل على ذلك من قول الله تعالى :”وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان”.
- تعظيم العبد للمقدسات الإسلامية مثل المسجد الأقصى والمسجد النبوي والمسجد الحرام.
- تعظيم العبد للأشهر الحرام لما لها من حرمتها عند الله سبحانه وتعالى من دون الشهور، نستدل على ذلك من قوله تعالى :”يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُحِلُّوا شَعَائِرَ اللَّهِ وَلا الشَّهْرَ الْحَرَامَ وَلا الْهَدْيَ وَلا الْقَلائِدَ”،
اذكر حديث في حرمات الله تعالى
ورد الكثير من الأحاديث النبوية الشريفة والآيات القرآنية التي تخص بذكر حرمات الله تعالى وعدم التعدي عليها أو تجاوزها وانتهاكها، ومن هذه الآيات والأحاديث ما يلي :
- قال تعالى في سورة البقرة :”تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلا تَعْتَدُوهَا”.
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :”إِنَّ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ وَأَعْرَاضَكُمْ بَيْنَكُمْ حَرَامٌ كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا فِي شَهْرِكُمْ هَذَا فِي بَلَدِكُمْ هَذَا”.
- قال تعالى في سورة الطلاق :”وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ”.
- قال تعالى في سورة الحج :”وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ”.
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :”إِنَّ لِلَّهِ مَلائِكَةً يَطُوفُونَ فِي الطُّرُقِ يَلْتَمِسُونَ أَهْلَ الذِّكْرِ، فَإِذَا وَجَدُوا قَوْمًا يَذْكُرُونَ اللَّهَ، تَنَادَوْا: هَلُمُّوا إِلَى حَاجَتِكُمْ، قَالَ: فَيَحُفُّونَهُمْ بِأَجْنِحَتِهِمْ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا، قَالَ: فَيَسْأَلُهُمْ رَبُّهُمْ وَهُوَ أَعْلَمُ بهم: مَا يَقُولُ عِبَادِي؟ قال: يَقُولُونَ: يُسَبِّحُونَكَ، وَيُكَبِّرُونَكَ، وَيَحْمَدُونَكَ، وَيُمَجِّدُونَكَ، قَالَ: فَيَقُولُ: هَلْ رَأَوْنِي؟ قَالَ: فَيَقُولُونَ: لا وَاللَّهِ مَا رَأَوْكَ، قَالَ: فَيَقُولُ: وَكَيْفَ لَوْ رَأَوْنِي؟ قَالَ: يَقُولُونَ: لَوْ رَأَوْكَ، كَانُوا أَشَدَّ لَكَ عِبَادَةً، وَأَشَدَّ لَكَ تَمْجِيدًا وَتَحْمِيدًا، وَأَكْثَرَ لَكَ تَسْبِيحًا، قَالَ: فيَقُولُ: فَمَا يَسْأَلُون؟ قَالَ: يقولون: يَسْأَلُونَكَ الْجَنَّةَ، قَالَ: فيَقُولُ: وَهَلْ رَأَوْهَا؟ قَالَ: يَقُولُونَ: لا وَاللَّهِ يَا رَبِّ مَا رَأَوْهَا، قَالَ: يَقُولُ: فَكَيْفَ لَوْ أَنَّهُمْ رَأَوْهَا؟ قَالَ: يَقُولُونَ: لَوْ أَنَّهُمْ رَأَوْهَا، كَانُوا أَشَدَّ عَلَيْهَا حِرْصًا، وَأَشَدَّ لَهَا طَلَبًا، وَأَعْظَمَ فِيهَا رَغْبَةً، قَالَ: فَمِمَّ يَتَعَوَّذُونَ؟ قَالَ: يَقُولُونَ: مِنْ النَّارِ، قَالَ: يَقُولُ: وَهَلْ رَأَوْهَا؟ قَالَ: يَقُولُونَ: لا وَاللَّهِ يَا رَبِّ مَا رَأَوْهَا، قَالَ: فيَقُولُ: فَكَيْفَ لَوْ رَأَوْهَا؟ قَالَ: يَقُولُونَ: لَوْ رَأَوْهَا كَانُوا أَشَدَّ مِنْهَا فِرَارًا، وَأَشَدَّ لَهَا مَخَافَةً، قَالَ: فَيَقُولُ: فَأُشْهِدُكُمْ أَنِّي قَدْ غَفَرْتُ لَهُمْ، قَالَ: يَقُولُ مَلَكٌ مِنْ الْمَلائِكَةِ: فِيهِمْ فُلانٌ لَيْسَ مِنْهُمْ، إِنَّمَا جَاءَ لِحَاجَةٍ, قَالَ: هُمْ الْجُلَسَاءُ لا يَشْقَى بِهِمْ جَلِيسُهُمْ”.
- قال تعالى في سورة الحج :”وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ”.
- قال صلى الله عليه وسلم :”المسلم أخو المسلم، لا يظلمه، ولا يسلمه. من كان في حاجة أخيه، كان الله في حاجته، ومن فرج عن مسلم كربة، فرج الله عنه بها كربة من كرب يوم القيامة، ومن ستر مسلما ستره الله يوم القيامة”.
- قال تعالى في سورة النساء :”وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَاراً خَالِداً فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُهِينٌ”.
- قال تعالى في سورة التوبة :”وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ لاَ تَعْتَذِرُواْ قَدْ كَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ إِن نَّعْفُ عَن طَآئِفَةٍ مِّنكُمْ نُعَذِّبْ طَآئِفَةً بِأَنَّهُمْ كَانُواْ مُجْرِمِينَ”.
- قال صلى الله عليه وسلم :”إِنَّ مَكَّةَ حَرَّمَهَا اللَّهُ وَلَمْ يُحَرِّمْهَا النَّاسُ، فَلَا يَحِلُّ لإمرئ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ أَنْ يَسْفِكَ بِهَا دَمًا، وَلَا يَعْضِدَ بِهَا شَجَرَةً، فَإِنْ أَحَدٌ تَرَخَّصَ لِقِتَالِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِيهَا، فَقُولُوا: إِنَّ اللَّهَ قَدْ أَذِنَ لِرَسُولِهِ وَلَمْ يَأْذَنْ لَكُمْ، وَإِنَّمَا أَذِنَ لِي فِيهَا سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ، ثُمَّ عَادَتْ حُرْمَتُهَا الْيَوْمَ كَحُرْمَتِهَا بِالْأَمْسِ، وَلْيُبَلِّغِ الشَّاهِدُ الْغَائِبَ”.
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :”إِنَّ مِنْ إِجْلالِ اللَّهِ :إِكْرَامَ ذِي الشَّيْبَةِ الْمُسْلِمِ, وَحَامِلِ الْقُرْآنِ غَيْرِ الْغَالِي فِيهِ وَالْجَافِي عَنْهُ, وَإِكْرَامَ ذِي السُّلْطَانِ الْمُقْسِطِ”.
تعظيم حرمات الله يكون، حيث شرع الله سبحانه وتعالى على عباده العديد من الشرائع الذي نهانا وأمرنا بتعظيم حرماته وعدم التعدي عليها وانتهاكها، والاستشعار بالخالق والخوف من فعل كل شيء يغضبه أو يؤدي إلى نيل العقاب العظيم من الله، فلا يجوز للمؤمن أن يتهاون في حرمات الله عزّ وجل، وورد عن حرمات الله الكثير والكثير من آيات الله في كتابه ومن الأحاديث النبوية التي قالها الرسول الكريم والتي يوصي صحابته وأمته من تعظيمها وتجنب انتهاكها.