طاعة الشيطان والإصغاء إلى وساوسه سبب، يعتبر هذا السؤال من الأسئلة المهمة التى تتعلق بالجانب الدينى والوجدانى عند الإنسان المؤمن بالله عز وجل وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، والتى يجب أن يتمعن فيها المسلم ويفهمها حتى يتجنبها قدر الامكان، حيث أن الوساوس هي من عمل الشيطان التى لا ترى بالعين المجردة، ولكن يشعر بها المسلم في نفسه وداخله، وفى تفكيره الذى يدور في داخل عقله، وتقوى هذه الوساوس وتكبر إذا أعطاها المؤمن فرصة لذلك، وكلما زادت شكوك المسلم ومخاوفه، وضعف إيمانه، كلما ترك مجالاً أكبر لوساوس الشيطان التى تدور في عقله، ومن هنا كان لا بد لنا أن نقوم بالإجابة عن سؤال طاعة الشيطان والإصغاء إلى وساوسه سبب.
محتويات
طاعة الشيطان والإصغاء إلى وساوسه
إن الشيطان لا سلطان له على العبد، إلا إذا سلمه العبد نفسه، فالمؤمن الحق الذى يداوم على ذكر الله وأداء فروضه وقراءة القرآن، لا تتمكن منه وساوس الشيطان، ويبتعد عنه شيطانه نافراً من صوت ذكر الله، ودليل ذلك قوله تعالى : ” إنه ليس له سلطان على الذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون “.
وعلى العكس من ذلك فإن وساوس الشيطان تتمكن وتتحكم بمن جعل له سبيلاً على ذلك، من خلال طاعته للشيطان وضعف ايمانه وعدم التزامه الذكر الدائم لله، ودليل ذلك قوله تعالى : “إنما سلطانه على الذين يتولونه والذين هم به مشركون”. ولذلك فإن طاعة الشيطان والاصغاء إلى وساوسه سبب في الكفر والشرك بالله، وارتكاب الذنوب والمعاصى، من خلال قيام الشيطان بتزيينها في قلب صاحب الايمان الضعيف، وحثه على فعلها.
ما يضعف الشيطان
إن الشيطان عمله الدائم والدؤوب هو الوسوسة للعبد المسلم، لا يكف عن عمله، فإن اعتاد العبد على ذكر ربه، ضعف وخنس، ولهذا السبب نجد أن شيطان المؤمن الحق يكون هزيلاً ضعيفاً، وذلك لأن ذكر الله يضعفه ويحرقه، على العكس من شيطان ضعيف الايمان، لذلك سوف نذكر هنا أهم ما قد يضعف الشيطان، وهو كما يلى :
- كثرة واستمرارية ذكر الله في جميع الأحوال والأفعال، مثل أذكار الصباح والمساء، وعند الطعام والشراب، وعند الدخول والخروج من المنزل أو بيت الخلاء، وغيره من المواضع الأخرى
- الاكثار من قراءة القرآن الكريم والاستماع إليه، وذلك من شأنه أن يعمل على تليين القلب ويزيد من خشوعه
- الاكثار من قراءة سورة البقرة بشكل شبه يومى، تضعف الشيطان بشكل كبير، حيث قال الرسول صلى الله عليه وسلم في فضلها : ” إن الشيطان يخرج من البيت إذا سمع سورة البقرة تقرأ فيه “
- الحفاظ على أداء الصلاة في مواعيدها، والاكثار من أعمال الخير والنوافل والصدقات، وصلة الأرحام، وغيرها من القربات الأخرى
- الابتعاد عن سماع الأغانى الماجنة، وارتكاب المعاصى مثل التدخين، وباقى الشبهات الأخرى التى من شأنها ان تقوى من سيطرة الشيطان في نفوسنا
لذلك يجب علينا دائماً أن نحرص على الاستعاذة بالله عز وجل من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، وأن نكون على حذر من وساوس الشياطين ، ولنقوى من إيماننا، ونكثر من ذكر الله دائماً وأبداً، ونغلق قلوبنا عن مسامع الشبهات والوساوس، ونسعى إلى طاعة الله عز وجل والتزام أوامره، لننجو في هذه الدنيا، ونفوز بنعيم الآخرة، بعيداً عن وساوس الشيطان وهلاكه لنا.