حكم أخذ الأجرة على الأعمال الصالحة، يتسائل البعض حول موضوع مهم جدا وهو أن يأخذ الشخص أجرا على أحد الأعمال الصالحة ، فما الحكم بذلك، وهل هناك عقاب لهذا الأمر أم لا، كثرت التساؤلات حول هذا الموضوع، فالأعمال الصالحة تعتبر من العبادات التي يتقرب بها المرء لربه، فكيف لو أخذ أجرة مقابل عمل صالح يقصد به ربه، يختلف الحكم في أخذ أجرة على الأعمال الصالحة، ففي حال قيام الشخص بالعمل الصالح وكانت نيته من أجل ونيل الأجر والرضا من الله، فهو هنا يطلب الآخرة، يختلف حكمها عن شخص فعل عمل صالحا ، ولكنه غير مخلص النية لله عزوجل، فهو يطمع بالمال والجاه والسيط والشهرة في الدنيا، فهو يطلب الدنيا ولم يطلب الآخرة، من خلال المقالة ستوضح حكم أخذ الأجرة على الأعمال الصالحة.
محتويات
حكم أخذ الأجرة على الأعمال الصالحة
من خلال هذه الفقرة سنعرض لكم حكم من يأخذ أجرا مقابل القيام بعمل صالح، وقد قسم الحكم إلى ثلاتة أقسام مبينة وموضحة لموضوع قيام الفرد بالعمل الصالح وتقاصيه عليه مال، وهذه الأقسام حسب ما جاء بها ابن عثمينين، وهي كالتالي:
• أن يكون العمل جعالة: وهو كل ما يعطى للشخص على عمل قام به، وورد أنه جائزا، كون أن هذا العمل لا يطلب به المرء أجرة، وليس ملزم على القيام به وهذا كما ورد عن أهل الفقه والعلم، ومثال ذلك أن يقال: من يقيم الصلاة بالناس له مبلغ كذا.
• أن يكون الأجر مأخوذ من بيت مال المسلمين: أن يأخذ المرء أجرته على القيام بالأعمال الصالحة مثل الآذان في الناس ، من بيت مال المسلمين ، وذكر عن أهل العلم بأن هذا الأمر مباح ولا خلاف على ذلك.
• أن يكون بعقد أجرة: أن يكون العمل الصالح تم بوجود عقد ينص على منح الشخص مبلغا من المال، ومثال ذلك الإمام لو نظرنا لما هو صحيح فلا يجوز أخذ المال مقابل قيامه بالآذان والإمامة بالناس، كون العمل الصالح لابد أن يكون لوجه الله عزوجل، فهو عمل يرجى بها طلب الأجر بالآخرة وليس الدنيا، فالأخرة خير وأسمى، حيث قال الله تعالى في كتابه الكريم:” بل تؤثرون الحياة الدنيا ، والآخرة خير وأبقى”.
ويتوجب على المسلم أن يخلص نيته كاملة في جميع أعماله أن تكون من أجل رضا الله وكسب الآخرة، فإن أخذ العبد أجرة مقابل أي عمل صالح قام فيه وخلصت نيته لله عزوجل فهو جائز ولا شك في ذلك، ولكن في حال قصد أخذ الأجرة مقابل الأعمال الصالحة لنيل المال وكسب الشهرة ، أي أنه أراد الدنيا ولم يرد الأخرة فهو محرم تماما، فالشرط في جواز أخذ أجرة على الأعمال الصالحة هو إخلاص النية فقط لوجه الله عزوجل.
عقوبة من أراد الدنيا في عمل الأخرة
يقصد بمن أراد الدنيا بعمل الأخرة: هو من يقوم بالأعمال المراد بها وجه وجه الله سبحانه وتعالي، كالقيام بالأذان وإقامة الصلاة، الجهاد في سبيل الله ، وهي من أعمال الآخرة التي ينال عليها المسلم المخلص نيته لله الأحر والثواب، ولكن من أراد بهذه الأعمال الصالحة الحصول على المال والسمعة والشهرة ، وجمع الغنائم وغيرها من مطالب الدنيا، فقد نال من الله الغضب الشديد والسخط، وله العقاب الشديد، ومن خلال ما يلي سنعرض لكم ما هي عقوبة من أراد الدنيا في عمل الآخرة، وهي كالتالي:
• يحرمه الله من الجنة: وجاء مدلل على ذلك قول النبي (صل الله عليه وسلم)، حيث قال في حديثه الشريف:”من تعلم علما مما يبتغي به وجه الله ، لا يتعلمه إلا ليصيب به عرضا من الدنيا ، لم يجد عرف الجنة، أي أنه لن يجد ريحها”.
• التعاسة والخسارة وعدم الارتياح في الدنيا: حيث جاء حديث النبي (صل الله عليه وسلم) حيث قال:”تعس عبد الدينار والدرهم والقطيفة والخميصة، إن أعطي رضى، وإن لم يعط لم يرضى”،فقد لقبه النبي عليه الصلاة والسلام بعبد الدينار والدرهم كونه يعمل الأعمال الصالحة غير مبتغيا بها وجه الله، فقط يقوم بها مقابل المال.
• إحباط الله لأعماله: وقد بين الله ذلك من خلال قوله تعالى في كتابه الكريم:” من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها، نوف إليهم أعمالهم فيها وهم فيها لا يبخسون، أولئك الذين ليس لهم في الآخرة إلا النار، وحبط ما صنعوا وباطل ما كانوا يعملون”.
حكم أخذ الأجرة على الأعمال الصالحة، يعتبر جائزا ومباح لمن يبتغي في ذلك وجه الله عزوجل، ويطلب بذلك فقط نيل الثواب والأجر في الآخرة ، ولا يسعى من أجل الحصول على زينة الدنيا من الأموال وغيرها من الشهرة والسيط، وتعتبر حراما فقد توعد الله من يعمل الأعمال المراد بها وجه الله مقابل الحصول على مال وجاه وثروة وسمعة، بإحباط عمله، وقد وضح الرسول من خلال أحاديثه بأنه سيحرم من الجنة ، وسيلقى التعاسة وعدم الراحة في الدنيا، لذلك على المسلم دوما أن يطلب الثواب والأجر من الله عزوجل، يخلص نيته في كافة الأعمال والعبادات لوجه الله عزوجل، لأن ثواب الآخرة خير وأبقى.