اذا حكم الحاكم او القاضي بغير ما أنزل الله تعالىِ حكم ذلك، تدعو بعض الجماعات التكفيرية الى الخروج والتمرد على الحكم في بلاد المسلمين في مغالظة واضحة حيث يبررون ذلك بقول الله سبحانه وتعالى : ( ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون)، فيستبيح هؤلاء دماء المسلمين ويضعضعون أمن واستقرار بلاد المسلمين وهذه الفئة لابد لنا من إعادتها الى حظيرة الاسلام واللحمة والتوحد بين الشعوب الاسلامية تحت راية الاسلام وتعاليم القرآن الكريم وسنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وفيما يلي سنرى الحكم الشرعي في اذا حكم الحاكم او القاضي بغير ما أنزل الله تعالىِ حكم ذلك.
محتويات
الحكم الشرعي على الحاكم بغير ما أنزل الله تعالى
يتفق عموم علماء المسلمين حول الحكم الشرعي في هذه المسألة حيث أن الحاكم او القاضي بغير ما أنزل الله تعالىِ يخرج بذلك عن النصوص الاسلامية القائمة على الأحكام الشرعية المنزلة في كتاب الله عز وجل وهو القرآن الكريم والأحكام الشرعية الواردة في سنة النبي محمد صلى الله علية وسلم، حيث أن القرآن جاء بتشريعات وأوامر واضحة تنظم حياة المسلمون من جميع النواحي المعيشية لما فيه خير لدنياة ولحسن عاقبته في الدار الآخرة، كما أن هذه الاحكام التي وضعها الله عز وجل في القرآن الكريم قد وضعت بحكمة إلاهية وإدراك لا يصل له عقل البشر أبداً ففي كل الاحكام الشرعية رحمة لحياة الانسان وحلول لكل مشاكلة وحقن لدماءه من الاراقة وصونا لماله وعرضه من الانتهاك، وخروج الحاكم أو القاضي في حكمة عن ما أنزل الله بغير وجه حق ما هو الا تعدي صارخ على تعاليم الدين الاسلامي المنزلة من عند الله سبحانه وتعالى، فمثل هذه التصرفات ستهوي بوحدة المجتمع الاسلامي الى الهاوية وتضيع الدين الاسلامي خلف الرغبات والأهواء الشخصية فلا يجوز شرعاً حسب رأي أئمة وعلماء المسلمين أن يخرج القاضي والحاكم في حكمهم عن النصوص القرآنية المنزلة في هذه الشأن أو ما ورد ذكرة في السنة النبوية الشريفة.
الأحكام الجائرة أو الظالمة التي قد تصدر عن القاضي أو الحاكم ما هي الا شكل من أشكال الفساد المجتمعي القائم في تلك الدولة، فهو يعبر عن بطش وظلم الحاكم او القاضي وعدم خشيته من الله عز وجل مما يدل على أن الايمان قد تضعضع في قلبه وضاعت أخلاقه الاسلامية التي أمرنا بها الدين الحنيف وبالتالي يدخل القاضي والحاكم عبر هكذا أحكام في دائرة المحرمات الشرعية وسينال جزتؤه على ذلك عاجلاً في الدنيا وآجلاً في الدار الآخرة، ونسأل الله العلي العظيم أن نكون قد وفقنا في سرد الرأي الشرعي في اذا حكم الحاكم او القاضي بغير ما أنزل الله تعالىِ حكم ذلك هو حرام شرعاً ويؤثم فاعلها على تصرفه وعليه الاسراع بالتوبة النصوحة الى الله عز وجل.