قصة رشاش الشيباني كاملة، لقد جسدت عدد من القصص والأساطير القديمة أحداث حدثت في الزمن الماضي، لكنه يتم استخلاص العبرة والعظة منها للأجيال القادمة، لكي تكون مثال يتحذي به في الخير، ويحذر من الشرور التي وردت فيها، إن القصص أسلوب سردي جميل يتم من خلالها ربط الاحداث وتسلسلها بطريقة مشوّقة، ومن هذه القصص قصة رشاش الشيباني كاملة، حيث أنها من القصص المعروفة في السعودية.
محتويات
قصة رشاش الشيباني كاملة
لقد كانت بداية قصة رشاش الشيباني كاملة منذ مرحلة المرهقة التي تمر بها، وقد أنذرت بمستقبله وعمله المتجسد في قطع الطرق، حيث اشتهر بين أترابه بافتعاله المشاكل منذ سن صغيرة، وعندما بلغ العشرين من عمره أصبح من المفترض أن تكون هذه الفترة أوج عطاء وازدهار الفرد، لكن رشاش قام بتشكيل عصابة تتألف من أصدقائه وعدد من أقاربه وإخوته وهم: سلطان العتيبي، ومهـل العتيبي اللذان يجسدان أبطال القصة، وبذلك ابتدت أعمالهم المشينة تجاه المسافرين والمواطنين الذين يسلكون طريق الحجاز، فقاموا بالسرقة والنهب وإيذاء المسافرين والتمادي في أفعالهم المعيبة والهمجية، وهذا دفع السلطات السعودية بضرورة وضع حد لهذه العصابة وذلك من خلال مطاردتهم بكافة الوسائل والسُبـل، وقد استمرت هذه المطاردة والملاحقة عدة أشهر انتهت بمقتل بعض أعضاء هذه العصابة وهروب رشاش وإخوته ومن تبقى معه، وخلال فراره من السعودية وصل إلى اليمن وقام بالتحالف مع قبيلة من القبائل اليمنية متعاهداً معهم على توفير الحماية لهم، لكن المخابرات اليمنية كانت لهم بالمرصاد فاستطاعت إغراء أفراد القبيلة نفسها بمبلغ كبير من المال بهدف تسليم رشاش، وهذا ما حدث فقد غدرت هذه القبيلة برشاش وقاموا بتسلميه لقوى الأمن في اليمن لتقوم بدورها بتسليمه إلى السلطات السعودية.
وفي أعقاب القبض على رئيس العصابة وأهم عضائها الفاعلين -رشاش- قامت السلطات السعودية بنشر تعميم مفاده أنه يتوجب على الأخوين سلطان ومهل العتيبي بتسليم أنفسهم للعدالة، وفي يوم من الأيام كان الأخوين في طريقهما لغسل ملابسهما في إحدى المغاسل في مدينة سـاجـر، قاموا بتسليم الملابس للعامل الموجود في المغسلة على أن يعودوا في اليوم التالي لاستلامها، ولم يأتي على بالهما أن العامل قد يتعرف عليهما ويكشف عن هويتهما، وقد قام العامل بدوره بتبيلغ قوى الأمن، التي أرسلت عناصر متنكرين بزي مدني في اليوم التالي، لكن لسـوء الحـظ لم يدخل المغسلة سوى مهـل بينما كان سلطان ينتظره خارج المغسلة داخل سيارته الجيمس، وبذلك تمكنت قوى الأمن من إلقاء القبض على مهل، وعندما رآه أخاه سلطان بيد الأمن أشهر سلاحه محاولاً إعاقة عمل الشرطة من خلال ضرب عدد من الأعيرة النارية التي لم يتمكن من إطلاقها على الشرطة خوفاً من أن تصيب أخيه الذي كان دائماً يحرضه على ذلك حتى وإن أصابته حيث كان يقول له: “إذبحني وإذبحهم يا ولد فلانة” وبذلك تم القبض على الأخوين مهل وسلطان.
وعندما أصبح الإخوة الثلاثة رشاش ومهل وسلطان بيد الأمن، توجه قحـص ابن خالتـهـم إلى جبل من الجبال الموجودة في الدوامي، وقد تم محاصرته من قِبل الأمن في إحدى المداهمات الأمني، ولكن كان قحص قد اتخذ قراراً بعدم الاستسلام فقام بإطلاق الأعيرة النارية تجاه عناصر الأمن من رشاشه الذي يملكه حتى نفذ مخزونة من الذخيرة ولم يبقَ معه سوى رصاصة واحدة فقط انتحـر بـهـا بعدما قام بتصويب الرشاش على رأسه وإطلاق الرصاصة الأخيرة، أما بالنسبة لأخيهم الكبير مصلح الشيباني فقد كان لديه من الجرأة ما يمكنه من اقتحام الديوان الملكي السعودي من الباب الخلفي الخاص بالخـروج، ليتفاجئ حينها بوجود رقيب في الأمن فقام بقتله ويكمل مسيره تجاه الملك فهد بن عبد العزيز والذي يفصل بينهما باب واحد فقط.
في الرابع عشر من شهر ربيع الأول للعام 1410 هجريّـاً الموافق 1989 ميلادياً، تم تنفيذ حكم الإعدام لرئيس العصابة رشاش العتيبي وذلك في مدينة الرياض داخل ساحة المحكمة، جاء ذلك بعد عدة أشهر من إعدام كل من مهل العتيبي وسلطان العتيبي، وقد قامت حينها السلطات السعودية بصلب رشاش وتعليق رأسـه لمدة سبعة أيام متتالية في الصفـاة وذلك كي يأخذ الناس العبرة والعظة.
من هو رشاش الشيباني العتيبي
هو رشـاش بـن سيـف بـن مبـارك الشيبـانـي البـرقـاوي العتيـبـي، سعودي الجنسية، كان ميلاده في العشرين من شهر سبتمبر وذلك للعام 1960 في منطقة حلبان من محافظة القصيم في المملكة العربية السعودية، اشتهر بمزاولة اللصوصية والسرقة، فقد عمل في قطع الطرق أمام المسافرين والمتنقلين، فقام بالسلب والنهب وانتهاك الكثير من الحرمات لعابري السبيل بين مدن المملكة المختلفة ومنها طريق الحجاز، وقد كان يتلقى المساعدة والدعم من ابن خالته المدعـو قحـص الشيباني، بالإضافة إلى دعم إخوتهمهل وسلطان، وايضاً شخص آخر اسمه قعيد النفيـعـي، وقد كانوا يشكلون عصابة لقطع الطرق بثت الرعب والخوف في نفوس المواطنين والوافدين إلى المملكة لعدة سنوات في فتـرة الثمانيـن، وقد كانت نهاية هذه العصابة نهاية مأساوية حيث انتظرتهم جميعاً منصة الإعدام لتكون نهايتها فيها على يد السلطات السعودية وقوى الأمن في المملكة العربية السعودية.
قصيدة رشاش الشيباني
لقد عُرف عن رشاش الشيباني فصاحة اللسان، فقد ورد عنه قصيدة مشهورة تداولها الكثير من الناس بعد إعدامه، تأتي قصيدته في الأبيات الشعرية الآتية:
راكب الي وأن سـرا بالليـل ضـلـي
يبـعد المنحـاش ويخيـط فتـوقـه
فـوقه اللـي لا يـصـوم ولا يـصـلي
جمـس شكمـانيـن والكـافـر يسـوقـه
انـحر عتيبـة ربــوعــي ما تـذلـي
والبــلا بالمعتـرض لا طـب ســوقـه
لا سـقـا الله عـبـلة فـي نـجـد هـلـي
محـزمـي بـرنـون والرشـاش فـوقـه
فيـرد عليه قـحـص قائـلاََ:
راكـب اللـي يـوم سـواقـه يتـلـه
يختـشـي لا يـضـربـن التـايـراتـي
واد امـريـكــاء جديــد (ن) فــي مضـلـه
جـمـس شكـمـانيـيـن مـازون المـراتـي
والخـطـر يعـطـيـه ما يبـغـى المـذلـه
مـا مـشـي بـالخــوف مـع طــول الحـيـاتــي
حملت قصة رشاش الشيباني الكثير من الدلالات والمعاني والعبر التي لابد أن نأخذها بعين الاعتبار، حيث أن طريق الظلم هو الهلاك، وأن كل ظالم مصيره النهاية، فقد مارست عصابة رشاش الكثير من الظلم والسطو على المواطنين، وكانوا قاطعي طريق خارجين عن القانون، لكن في النهاية استطاعت قوى الأمن من إلقاء القبض عليهم وتقديمهم للمحاكمة التي قضت بإعدامهم.